الأحد، سبتمبر 13، 2015

أعراس المجتمع - الجزء الثاني-

أعراس المجتمع (وجهة نظر) الجزء الثاني

تابعت الآراء والتعليقات التي أعقبت كتابتي للمقالة التي بينت عن تفاعل كبير من مجتمعي الحبيب فيما يخص الموضوع حتى أن بعض الأعزاء طلب مني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة الكتابة في بعض الجوانب الأخرى المهمة والتي سأكتب عنها إن شاء الله تعالى. ومما يسعد كذلك أن هذا التفاعل لم يقتصر على الرجال فقط بل تعداه ليشمل النساء أيضا فجاءت بعض التعليقات تتحدث عن بعض الملاحظات المتعلقة بزيجات النساء وأنها تحتاج إلى إعادة نظر وهذا يعطيني دافعا للكتابة وتسليط الضوءعلى بعض مما يخص النساء كذلك وبعض المواضيع الأخرى التي تخص المجتمع في مقالات أخرى لاحقة إن شاء الله تعالى.

في الجزء الأول من المقالة استعرضت مجموعة من الأفكار ألخصها في نقاط:
1. عرس أو حفلة "ملكة" جماعية للرجال في يوم سابق على أعراس النساء.
2. الأعراس الخاصة.
3. حضور العريس مبكرا والوقوف في صف المستقبلين الضيوف.
4. عدم إطالة صف الأهل.

فكرة العرس الجماعي كانت محل حديث الكثيرين وقد تحدثت شخصيا إلى بعض المقبلين على الزواج فوجدت تفاوتا طبيعيا في قبول الفكرة لديهم فمن مؤيد لها وقد سعى أو سيسعى لجمع آخرين معه وبين مؤيد لها نظريا لكنه غير مستعد لتطبيقها عمليا على نفسه وبين رافض لها لم يقبل حتى من سعى لأن يجتمع معه في يوم واحد. 

بعض التعليقات سواء الكتابية والشفهية التي وصلتني تحدثت عن عدم جهوزية المجتمع لتقبل مثل هذه الفكرة وأنه (أي المجتمع) يحتاج إلى نوع من التدرج حتى يصل إلى هذا المستوى لجملة من الأسباب من قبيل أنها ليلة خاصة بنا لا نود أن يشاركنا فيها أحد أو أن العرس الجماعي هو عرس لذوي الدخول المنخفضة من أجل إعانتهم وهذه مما لا تقبلها عزة نفسنا وغيرها من الأسباب.

لا أود مناقشة الأسباب ولكن في مجتمعنا مرت بعض الزيجات الثنائية إن تذكرون، صحيح لم تستطع تشكيل ظاهرة يبنى عليها لندرتها لكنها كانت كفيلة ببيان تقبل الفكرة لديهم وتطبيقها عمليا على أرض الواقع خصوصا وأنهم أفادوا بأن الضيوف هم نفس الضيوف وإذا كان من وجود بعض الخواص فذلك يمثل نسبة بسيطة لا تشكل حاجزا أمام عرس ثنائي أو أكثر. 

الحديث الكثير الذي دار حول هذه النقطة يكشف بالمجمل عن رغبة عامة تجاه الموضوع إنما يحتاج إلى  مبادرات متعددة حتى تتحول إلى ظاهرة وتصبح بعدها سنة اجتماعية وهو ما نؤمله من الشباب المقبل على الزواج في أن يعيدوا النظر في الفكرة علها تجد قبولا لديهم فيساهموا بذلك في سنة اجتماعية حسنة لهم بذلك الأجر والثواب عند الله تعالى بإذنه.

من الأفكار التي طرحتها و ركزت عليه العديد من التعليقات والآراء واعتبرته نوعا من التدرج لأجل الوصول إلى مستوى تقبل العرس الجماعي هي فكرة حضور العريس مبكرا والوقوف في صف المستقبلين للضيوف. الكثير أكد على أهمية هذه النقطة وأنها تبرز احتراما وتقديرا أكبر للضيوف فكثيرا ما يتأخر العريس عن موعده فيضطر بعض الضيوف للانتظار لحوالي نصف ساعة أو أكثر حتى تجرى صيغة العقد مما يشكل نقطة سلبية تجاه أصحاب الدعوة.

أحد الأعراس القريبة كان تجهيز العريس فيها في مجمع أهل البيت أي في نفس القاعة التي سيجرى فيها العقد وكان لذلك فوائد كثيرة مثل عدم وجود "الزفة" الخاصة بالسيارات وما يرافقها بعض الأحيان من سوء استخدام الطريق الذي قد تنتج عنه بعض الحوادث (حصل سابقا) وعدم تأخر المعرس فهو متواجد في نفس القاعة و وقوفه في صف المستقبلين للضيوف وهو أمر كما ذكرنا يعتبره الكثيرون احتراما وتقديرا من العريس وأهله تجاه الضيوف.

من هنا أوجه دعوة للشباب المقبل على الزواج بأن يحذوا حذو هذا الشاب (وبعض ممن سبقه) في الوصول باكرا إلى قاعة الحفل حتى نراهم في صفوف المستقبلين والجميع يعرف أن تجهيز العريس لا يحتاج إلى وقت طويل وإنما إلى التزام بالأوقات وكذلك هي دعوة للآباء في توعية أبنائهم بأهمية ذلك في نظر الضيوف والمجتمع حتى تتكامل الجهود من أجل التغيير للأفضل والأحسن.

أكتفي بهذا القدر في هذه المقالة وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد للجميع. 
منتظر حسن محسن اللواتي.
أبو زهراء.
13/9/2015

ليست هناك تعليقات: