الثلاثاء، سبتمبر 15، 2009

إن قوما عبدوا الله ...

تقبل الله أعمالكم أخوتي/ أخواتي الكرام اسأل الله تعالى أن يكون قد شملنا برحمته في الليالي الفائتة وأن يعيننا على ما تبقى من أيام وليالي هذا الشهر الفضيل حتى يكون هذا الشهر أفضل شهورنا.
.
لأول مرة أقوم بإحياء ليلة القدر المباركة (ليلة الأحد الفائت) في مكان غير المسجد ، فقد حالت دون حضوري المسجد بعض الظروف التي أجلستني في البيت. صحيح لقد فقدت الأجواء الروحانية والإيمانية التي أتحصل عليها من جلوسي في المسجد، ولكني استطعت بتوفيق من الله تعالى أن أصنع بجلوسي في البيت جوا روحيا خاصا لم أكن لأتحصل عليه لو كنت في المسجد. فتحت التلفاز على قناة المنار وأديت معهم بعض الأعمال وأحمد الله تعالى أن أكرمني بالاستماع إلى المحاضرة الدينية القيمة التي ألقاها سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله)، وقد أحببت في هذه التدوينة أن أنقل لكم نقطة أولاها السيد اهتماما خاصا وهي نقطة كثر الحديث عنها في مآتمنا ومجالسنا وهي حديث الإمام علي (ع) :" إن قوما عبدوا الله خوفا فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا الله طمعا فتلك عبادة التجار، وإن قوما عبدوا الله حبا فتلك عبادة الأحرار". فمعظم الخطابات والدروس التي تحدثت عن هذا الحديث كانت تصب في أن عبادة الأحرار هي العبادة المطلوبة والتي لابد وأن نصل إليها وأنه لا فائدة ترجى من عبادة العبيد والتجار. حتى أن هذا الموضوع كان يثار في بعض مجالسنا نحن الشباب وبعض منهم يقول بحزن وأسف: إن خطباءنا وأساتذتنا يصيبوننا بالإحباط فنحن بالكاد نجاهد أن نصل إلى عبادة العبيد والتجار بكيف بنا بعبادة الأحرار. لقد تحدث سماحة السيد عن هذه الاشكالية بالتحديد بشكل يريح ويزيح الهم عن قلوبنا وأرواحنا وأنقل لكم ما قاله السيد مضمونا وباختصار شديد واسمحوا لي ان سهوت عن بعض ما قاله السيد في هذا الموضوع.
تحدث السيد وقال إن الأئمة عليهم السلام لا يأمروننا بما لم يأمر به الله تعالى، وحديث الإمام علي (ع) لم يأت مطالبا لنا بعبادة الأحرار، بل الحديث توصيف لأنواع العبادات التي يعبد بها الله تعالى. واستشهد السيد كذلك بالرسالة المعروفة التي أرسلها لعثمان بن حنيف واليه على البصرة ومن جملة ما قاله (ع): " ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياكم بطمريه ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك (وهو محل الشاهد) ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد" فهو (ع) لا يطالبنا بعبادته وزهده بل يطالبنا بما نستطيع ونطيق.
أضاف سماحة السيد بعدها بأن الآيات القرآنية تتحدث عن مبدأ التجارة مع الله تعالى "ومن الناس من يشري نفسه..." "إن الله اشترى من المؤمنين..." والكثير من آيات الترغيب في نعيم الجنة توجهنا نحو اتجاه التجارة مع الله عزوجل. وهناك أيضا الكثير من الآيات التي تتحدث عن أهوال وعذابات جهنم ويوم القيامة وتصورها لنا بطريقة مفزعة ومخيفة جدا لتردعنا عن المعاصي. إذن الآيات القرآنية تشجعنا على عبادة الله خوفا منه وطمعا في جنته.
وفي نهاية حديثه يخاطب السيد العلماء قائلا: علماؤنا وعرفاؤنا الكرام "معلشي" اسمحوا لنا نحن الناس العاديين بأن نعبد الله عبادة العبيد وأن نعبده عبادة التجار. نريد أن نعبد الله لأننا نخاف من ناره ونريد أن نعبده لأننا طامعون في جنته أما عبادة علي (ع) فنحن لا نقوى عليها.
أقول: أخيرا جاء من يتحدث بعكس ما نسمع دائما حتى يريحنا من هذا الهم الذي تعاقب على ذكره الخطباء والأساتذة. شكرا لكم سماحة السيد فإنكم تغمرونا بدفء إشراقاتكم كلما تشرفنا بإطلالتكم البهية وأسأل الله تعالى أن يحفظكم والمجاهدين من كل سوء ومكروه وان ينصركم على أعدائكم اليهود والصهاينة.

وأخيرا أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لعبادته وأن يجعلنا من الفائزين الذين يزحزحون عن نار جهنم ويدخلون الجنة، كما أسألكم جميعا بأن تشمولني في دعواتكم الصالحة فإني محتاج لها أشد الحاجة.
والله الموفق