الجمعة، أكتوبر 11، 2002

بدر السماء

بزغ ذلك البدر في تلك الليلة الظلماء الموحشة. سطعت أنواره لتشملنا، ازدان الطريق بذلك النور، والبحر ...آآه يا بحر، لقد تزين وتلألأ ببريق البدر. كنا على شاطئ البحر نرى ما يجري. كان المكان عجيبا، مياه سوداء، ودائرة صفراء كبيرة في الوسط تسر الناظرين. كان كأنه اللؤلؤ ولؤلؤ من نوع خاص. نوع لا يضاهيه في جماله وبهائه شيء. سحر العيون وأسر القلوب بذلك النور الفياض والبريق الأخاذ.
انشغل كل واحد منا بالنظر إلى هذا المشهد وقد اقشعرت أبداننا من بداعته وروعته. سرت أرواحنا إلى أعالي السماء فاستشعرنا عظمة الصانع الجبار والمبدع القهار. كانت لحظات بديعة غصنا فيها في عظيم صنعته وبديع خلقته. كانت حقا لحظة تأمل. تذكر الجميع مدى ضعفهم وعجزهم أمام الباري عزوجل، كانت أوقاتا عجيبة، كانت مزيجا من الشعور بالقوة (للطبيعة المسخرة لنا) واللذة والنشوة النفسية (لجمال المنظر) والسعادة (لأننا منحنا فرصة مشاهدة هذا الجمال) والضعف والذل (أمام مقدرته الجبارة).
عدنا بعدها إلى بيوتنا وتأثير تلك اللحظات الجميلة ما زال قويا، لحظات أعادت الروح إلى أنفسنا. لحظات كشفت ما كان مستورا عنا، الحمد لله.