الخميس، يوليو 30، 2009

مشهد ومشاهد (3/3)

(7)
في المرة الماضية عندما أتيت إلى مشهد (قبل أربعة سنوات) كنت أضطر إلى أخذ آلتي الحاسبة كلما هممت بالذهاب إلى أحد الأسواق حتى أتفاوض مع أصحاب المحلات على أسعار بضاعتهم عبر الآلة الحاسبة. هذه المرة أحسست بأن تغيرا لا بأس به قد حصل فعدد كبير من أصحاب المحلات بات يخبرنا الأسعار باللغة العربية فور معرفته بعروبتنا. وبعضهم لجأ إلى وسائل مساعدة جميلة ففي إحدى المحلات وأنا عند موظفة "الكاشيير" للدفع أخبرتني بإجمالي المبلغ المستحق بالفارسية لم أستوعب الرقم فأخرجت ورقة من درجها كانت قد ترجمت فيها الأرقام الفارسية إلى العربية فأخبرتني بالمبلغ الصحيح باللغة العربية عبر هذه الورقة وهو تصرف أعجبت به جدا. فعلا على الشعب الإيراني وخصوصا في الأماكن المقدسة كمشهد وقم أن يحاولوا أن يعلموا أنفسهم العربية فملايين العرب يتوافدون إلى هذه الأماكن قاصدين الزيارة وهم (الإيرانيون) أصحاب المصلحة في تعليم أنفسهم حتى يزداد تواصلهم مع العرب مما يفيد تجارتهم كذلك.

.
(8)
كنت جالسا في إحدى غرف الحرم وقد اقترب وقت صلاة المغرب. مر على هذه الغرفة أحد خدمة الحرم وتحدث بكلام خمنت أنه يقصد أن أحد بابي الغرفة سيغلق عند إقامة الصلاة. فكرت في أمري فلو بقيت فلربما سأتأخر على الموعد المتفق عليه مع زوجتي للعودة إلى الفندق. فكرت قليلا وأحسست بأن لدي رغبة في البقاء في هذا المكان. فعلا أغلق أحد البابين فجلست مقابل الباب المفتوح ، وانشغلت بالذكر حتى يؤذن المؤذن، وبينما أنا كذلك وإذا بمفاجأة كبيرة قد حلت علي، فقد دخل إلى الغرفة من بابها المفتوح شاب أعرفه تمام المعرفة. لجزء من الثانية خاطبت نفسي يا ترى أيعقل أن الله تعالى أرسل أحدا يشبه هذا الشاب تماما لزيارة الإمام (ع)؟ بعدها قلت لا، إنه هو بعينه. دخل الغرفة وكأنه تائه يبحث عن أحد ما وطبعا لم ينتبه لوجودي ورأى الباب الثاني مغلقا فاستدار للانصراف، عندها قمت من مكاني وتوجهت نحوه وأمسكته وكانت لحظات رائعة ومؤثرة من العناق الأخوي ونحن بجوار الإمام الرضا (ع). استعلمت منه عن هذا الموضوع فهو لم يخبرني بنيته القدوم إلى هنا ، فقال لي إنها من توفيقات الله تعالى وأن سفره قد تقرر في نفس هذا اليوم. كان ذلك الشاب ابن خالي فلاح.

.
تمت



الاثنين، يوليو 27، 2009

مشهد و مشاهد (2/3)

(4)
بعد الفراغ من صلاة الفجر توجهنا إلى الحرم قاصدين وداع الإمام الرضا (ع) ، وعندما دخلنا الصحن رأينا بضعة آلاف تجمعوا لقراءة دعاء الندبة. كان منظرا مهيبا في صباح يوم الجمعة والدعاء يتلى بأسلوب حزين جميل فجلسنا معهم نتزود من هذه الروحانية التي كانت تغمر المكان وكنت أقول لزوجتي يا ليتني كنت أفهم اللغة الفارسية حتى أفهم ما يقوله القارئ عندما يخرج عن نص الدعاء فالكل يبكي لما يسمع. سؤال راودني ونحن نستمع إلى دعاء الندبة: أين نحن من مثل هذه التجمعات التي تحيي صباح يوم الجمعة بالدعاء وندبة قائم آل بيت محمد (عج) ؟!

.
(5)
دائما ما نركب التاكسي قاصدين الذهاب للتسوق ولا نتكلم مع السائق إلا ما ندر مكتفين بتوجيهه للمكان وسؤاله عن تسعيرته. اكتشفت هذه السنة طريقة طريفة للتحدث مع سائق التاكسي، كنت أبادر سائق التاكسي بهذا السؤال: أحمدي نجاد خوب ؟ يو موسوي خوب ؟ وأنتظر عندها محاضرة سياسية من عنده :). أحدهم قال لي : موسوي يقول أمريكا وإنجليز خوب ، أحمدي نجاد يقول أمريكا وإنجليز خوب نيست. وعلى هذا الأساس صوت هذا الرجل لنجاد. قال لي آخر بعد أن سألته عمن انتخبه فأجاب موسوي ، فقلت له لماذا ، فأجاب بما معناه أن أسعار البنزين غالية وموسوي كان ليخفضها وتحدث في بعض الأمور الأخرى لم أفهمها غير أنها كانت في سياق اقتصاد البلد كما استطعت أن التقط من بعض الكلمات القليلة التي افهمها. وآخر سألته ففتح فمه ولم يستطع إغلاقه إلى أن وصلنا إلى مقصدنا وأنا لم أفهم منه شيئا :).


.
(6)
كنت أتجول في محلات سوق "الغدير" أحاول شراء بعض الكتب التي تم توصيتي عليها وكذا مطالعة الإصدارات الحديثة. وبينما أنا كذلك إذا بي أشهد حوارا بين صاحب مكتبة وبين إمرأة عربية متقدمة في العمر يبدو عليها أنها من أصحاب المآتم والحسينيات، والحوار كالأتي:
المرأة: هل عندكم مسلسل النبي يوسف (ع) بالعربية ؟
الرجل: نعم لكنه ليس كاملا ، لدينا الآن ثلاثون حلقة والباقي بعد شهرين.
المرأة: لماذا . الرجل: ماذا أفعل لا توجد هذه الحلقات الآن.
المرأة: حسنا هل يوجد لديكم مسلسل "نور" ؟ :)
الرجل (وعلامات التعجب بادية على وجهه): ما هذا .. لا أعرف.
المرأة(وهي مستغربة من جوابه) ألا تعرف مسلسل نور ؟ المسلسل الذي يحكي قصة حياة نور ؟
تمالكت نفسي من الضحك وفي الوقت نفسه أشفقت على هذا الرجل المسكين و هو يهز رأسه نفيا متأسفا: لا، لا يوجد لدينا هذا المسلسل.


.


وللحديث بقية

الخميس، يوليو 23، 2009

مشهد ومشاهد (1/3)

بعد أربعة سنوات من الفراق والبعد وبعد التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء أحمده تعالى أن استجاب دعوتي ودعوة الإخوة المؤمنين ووفقني للتوجه إلى أرض مشهد المقدسة لزيارة مولانا الإمام علي موسى الرضا (ع) حيث قضيت أسبوعا واحدا هناك حيث تلفني نسمات دافئة من عبير الولاية ومستنشقا من رياحين الحب والعشق الرضوي. أسأل الله تعالى أن يوفقكم جميعا أحبتي الكرام إلى مثل هذه الزيارات في الدنيا و أن لا يحرمنا من شفاعتهم يوم الحساب.
أحببت في هذه التدوينة (على ثلاثة أجزاء) أن أنقل لكم مشاهد بسيطة مما عشته ورأيته في مدينة مشهد بعضها لا يخلو من طرافة.

(1)
في صبيحة أحد الأيام وبعد أن فرغت من قراءة زيارة الإمام (ع) قررت أن أتجول قليلا في الحرم الشريف. قادتني قدماي إلى "دار القرآن الكريم" التي يقابلها من الداخل الدرجات التي تأخذك إلى السرداب. دخلت تلك الدار وكانت ممتلئة عن آخرها رجالا ونساء ، والكل يستمع إلى الشخص الذي يعتلي المنصة وهو يتوشح بتواشيح تتعلق بأهل البيت (ع). ما دفعني إلى الجلوس والاستماع رغم عدم فهمي للفارسية هو طريقة القارئ الخاشعة والحزينة في قراءة التواشيح مما جعل الحضور يضجون بأجمعهم بالبكاء الشديد الذي أنسحب علي خصوصا عند ذكره لاسم الإمام الرضا (ع). يبدو أني كنت قد التحقت بهم في الجزء الأخير فبعد عشرة دقائق تقريبا انفض المجلس وأيادي الحضور ممدودة إلى الرب الرحيم تلهج بالدعاء والدموع تغسل وجوههم.
.
(2)
صلينا الفجر في الفندق بعدها خرجنا قاصدين الحرم. دخلت الحضرة الشريفة ولكني لم أقم بقراءة الزيارة أول الأمر كما عودت نفسي ، أحسست أن شيئا ما يدفعني إلى أن أتوجه ناحية الضريح مؤجلا قراءة الزيارة إلى وقت آخر. وفعلا مشيت ناحية الضريح وأنا على أعتاب باب الروضة وإذا بخدمة الحرم يحاولون إغلاق الباب فقد أتى وقت تنظيف تلك البقعة الشريفة. تسابق الجميع للفوز بالدخول متدافعين فغرقت في موجتهم لأجد نفسي على شاطئ شباك الضريح المقدس. وبدأ من في الداخل بالخروج شيئا فشيئا ولكنها فرصة لا تعوض فبقيت قليلا ملتصقا بالضريح أتزود من صاحبه والثم شباكه محلقا بروحي في عالم آخر لا يمت لعالم الدنيا بصلة بعدها خرجت الروضة. في ذلك اليوم تم إغلاق الروضة لمدة ثلاث ساعات والتقيت بعدها مع بعض أفراد حملتنا الذين كسا الحزن وجوههم لأنهم وصلوا والروضة مغلقة.
.
(3)
كانت ليلة الجمعة ، توجهنا لأداء صلاتي المغرب والعشاء في الحرم الرضوي ، كان صحن "جامع رضوي" ممتلئا عن آخره فالرئيس أحمدي نجاد كان يعتلي منصة يخاطب فيها هذه الجموع الغفيرة. كان منظرا رائعا ونحن نمشي بينهم والهتافات المعادية لأمريكا وإسرائيل تعلو بينهم والأعلام الإيرانية ترفرف بشموخ. رغم هذا الحشد الكبير لم يغب التنظيم عنهم فمن أراد اجتياز صحن "جامع رضوي" إلى صحون أخرى فالطريق سالكة ومعبدة لهم وقد قصدنا دخول صحن "الغدير" حيث يقرأ دعاء كميل مباشرة بعد صلاة العشاء وبالأسلوب العربي. ولم نكن نود الانتظار للاستماع إلى الأسلوب الفارسي لارتباطنا ببرنامج آخر مع الحملة.
وللحديث بقية

الاثنين، يوليو 06، 2009

مبارك عليكم ميلاد الأمير


ولدته في حرم الإله وأمـنه ............... والبيت حيث فناؤه والمسجد
بيضاء طاهرة الثياب كريمة.............. طابت وطاب وليدها والمولد
ما لف في خرق القوافل مثله............. إلا ابن آمـنة النبي محــمد

أزكى التهاني والتبريكات أرسلها إلى مقام مولانا وسيدنا حجة الله في الأرض الإمام الحجة (عج) في مولد جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) كما أهنئكم أعزائي قراء مدونتي وأهنئ كل العالم الإسلامي بهذه المناسبة العطرة. أسأل الله تعالى أن يعيد علينا مثل هذه المناسبات ونحن جميعا في صحة وعافية في ديننا ودنيانا وأن يوفقنا بالاستزادة من سيرة هذا الإمام الهمام وأسأل الله تعالى أن يثبتنا للسير في وادي علي (ع) كما أمر الرسول(ص) عمارا بذلك وهو يقول : " يا عمار إذا سلك الناس كلهم وادياً وسلك عليّ وادياً فاسلك وادي علي".
وبهذه المناسبة السعيدة أحببت أن أهديكم رابط أنشودة (علي يا علي) المشهورة باللغتين العربية والفارسية.



ودمتم جميعا في ولاية الأمير وكل عام وأنتم بخير.

الخميس، يوليو 02، 2009

خطأ عمره أربعة أشهر

خطأ عمره أربعة أشهر يتصدر واجهة مدونتي ولم أتفطن له إلا مؤخرا. أدعوك عزيزي القارئ لأن تكتشف هذا الخطأ بنفسك ولا تقل "ربما" هذا هو الخطأ فالخطأ واضح وصريح لا لبس فيه. تأمل واجهة المدونة لدقيقة وإن تعذر عليك إيجاد الخطأ فتابع القراءة حتى تكتشف معي هذا الخطأ.
.
كيف اكتشفت هذا الخطأ ؟
في الحقيقة لم أكن الشخص الذي اكتشف الخطأ وإلا لكنت أصلحته فور اكتشافي ذلك ولكن أبي العزيز هو من نبهني إلى هذا الخطأ. كنت جالسا مع أفراد أسرتي في صالة المنزل فدعاني أبي إلى تأمل المدونة وهو يفيد بوجود خطأ واضح وبين في واجهتها و داعيا أياي إلى اكتشاف هذا الخطأ ، فتأملت المدونة مع أحد إخوتي نسعى جاهدا لاكتشاف هذا الخطأ ولكننا لم نفلح. ابتسم والدي وأشار لنا حيث الخطأ وكانت المفاجأة.
.
ما هو الخطأ ؟
الخطأ الذي وقعت فيه كان خطأ واضحا وبسيطا جدا في الوقت نفسه ولذلك لم ألاحظه أنا ولم يلاحظه معظم قراء المدونة فإلى أن أتى أبي وأشار علي بوجود هذا الخطأ لم أتلق تنبيها من أحد أبدا الأمر الذي دلني على أن القراء الأعزاء أيضا لم يلتفتوا لهذا الخطأ.
إذا دققت عزيزي القارئ في العنوان الخاص بالأحاديث "قبس من أنوارهم" سترى وضوح الخطأ الذي وقعت فيه ففي كلمة "أنوارهم" تقدمت الراء على الألف سهوا مني لتصبح "أنوراهم" !!! أنت تبتسم الآن وهذا شيء طبيعي لأنك قرأت هذا العنوان مرارا وتكرارا لكنك لم تنتبه لوجود هذا الخطأ :) . ذكرني هذا الخطأ وعدم التفاتي له إلى بعض الإيميلات التي وصلتنا جميعا والتي تتحدث عن أن العقل البشري لا يقرأ الكلمة حرفا بحرف بل يقرأها كوحدة كاملة !! لهذا أحببت أن أشارككم بهذا الخطأ فلم أقم بتصحيحه حتى ترونه معي وتبتسمون جميعا لوقوعكم معي في فخه :). سأقوم بتصحيح الخطأ بعد مرور أسبوع على هذه التدوينة وأشكر أبي العزيز على اكتشاف هذا الخطأ وأدام الله تعالى ابتساماتكم الجميلة التي تزين وجوهكم النيرة.