الأربعاء، يناير 31، 2007

لماذا البكاء؟؟

من إحدى مشاركاتي في بعض المنتديات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا محمد (ص) وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المنتجبين.
السلام عليكم إخوتي الكرام ورحمة الله وبركاته….

ها هي العشرة الأوائل من محرم قد انقضت وولت، لكن العَبرة لا زالت وستبقى ساخنة تذكرنا بالحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه ، تذكرنا بالمأساة ، تذكرنا بالعز ، تذكرنا بالشهادة ، تذكرنا بأهداف الإسلام ، وهي من نعم الله تعالى علينا أن جعلنا نحتفل بهذه المناسبة العظيمة سنويا ، وسنعلم أبناءنا إحياءها ، حتى تبقى قضية عاشوراء في قلوبنا تغذينا وتحركنا وتدفعنا إلى تطوير ذواتنا وترقيتها إلى أعلى المراتب.
تمر هذه الذكرى الأليمة على جميع المسلمين وتمر معها الكثير من التساؤلات والإستفهامات.
مع بداية شهر محرم الحرام ، طرح أحد الإخوة الكرام وهو الأخ شداد المغربي موضوعا تساءل فيه عن البكاء على الإمام الحسين (ع) ولماذا هذا التركيز من الشيعة على قضية البكاء، وكنت قد وعدته بأني سوف أجيب على هذا التساؤل بعد انقضاء اليوم الثاني عشر من المحرم …والحمد لله أن وفقني للوفاء بهذا الوعد.

قبل أن أجيب على هذا التساؤل أود أن أذكر بعض الملاحظات:
1.إن ردي هذا نابع من ثقافتي المتواضعة بقضية الحسين (ع) وهو ما اكتسبته من المنبر الحسيني الذي كنت متواجدا فيه منذ نعومة أظفاري ولا زلت، وبعض القراءات المتفرقة من هنا وهناك ، وعليه فأنا لا أرد كمفكر وباحث أو عالم، وإنما كفرد عامي من عوام الشيعة. ولذا أعتبر أن جوابي سيكون متواضعا.
2.إن بعض الناس عندما يستفهم ويوجه تساؤلا معينا، فإنه يقصد بذلك أحد أمرين : إما الفضول والمعرفة ، وإما الإنتقاص والسخرية. وأنا في هذه المشاركة البسيطة أخاطب الفئة الأولى.
3.ما ستقرؤونه يمثل رؤوس أقلام للموضوع، أما التفاصيل الأخرى فبإمكانكم أن تجدوها في كتب الشيعة الموجودة في المكتبات وعلى الإنترنت.
4.أجزئ الموضوع على عدة مشاركات حتى لا يبدو الموضوع وكأنه طويل فيصيب الإخوة الملل في القراءة.

والله الموفق
البكاء على الحسين (ع) لماذا ؟ ما هي الأسباب ؟
يلاحظ الحاضر في الحسينيات أن الخطيب يبتدئ محاضرته بقراءة قصيدة شعرية رثائية بصوت شجي حزين فيبكي الحاضرون، وبعدها يدخل في صلب موضوعه وبحثه ، ثم يختم المجلس باستعراض بعض الأحداث التاريخية المرتبطة بكربلاء بطريقة مبكية محزنة تجعل الحضور يضجون بالبكاء والنواح....

والسؤال يقول لماذا كل هذا البكاء؟
لهذا البكاء عدة أسباب منها :
أولا: البكاء للمأساة الإنسانية.
إن كتب التاريخ تذكر أن واقعة الطف (كربلاء) رافقتها أحداث مأساوية ينفطر لها القلب البشري فعلى سبيل المثال لا الحصر:
أ‌) منع جيش يزيد الماء عن معسكر الحسين (ع) يوم عاشوراء (بما فيهم النساء والأطفال) ، وقتل الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه وهم ظمايا عطاشى.
ب‌) ذبح رضيع الإمام الحسين (ع) وهو على صدر أبيه بسهم بعد أن طلب الإمام (ع) من القوم أن يسقوه شيئا من الماء.
ج) قطع رأس الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه ورفعها على أسنة الرماح.
د) سوق النساء والأطفال سبايا إلى الشام وتقييدهم بالسلاسل والأغلال.
وتتعاظم هذه المأساة الإنسانية وتصبح فوق حدود الوصف عندما نعلم أن من أصيب بها هو سبط رسول الله (ص) وريحانته ، وهو سيد شباب أهل الجنة ، وهو ممثل وخليفة الرسول (ص) في الأرض ، ولا نستطيع أن نقول بأنه إنسان عادي، بل هو مقدس ، استمد قدسيته من اتصاله بالله تعالى ، وهم أهل بيت النبوة ، فتخيل أن تصيب هذه المأساة ، هؤلاء الذين من بيوتهم شع نور الإسلام ، إن هذا مما يكسب المأساة الإنسانية مأساة فوق مأساتها.

ثانيا: البكاء على ما تعرض له مقام الحسين (ع) وأهل بيته من مصائب.
قد لا يكون العنوان واضحا لكنه سيتوضح من خلال الأمثلة إن شاء الله:
أ‌) الحسين وهو سبط رسول الله (ص) وهو ابن خليفة المسلمين علي بن أبي طالب (ع) يخرج من المدينة متوجها إلى مكة لأنه هدد بالقتل فيها، ولا يهنأ بجلوسه في مكة حيث افتقد الأمان فيها حيث أن يزيد قد أمر أتباعه بقتله ولو كان متعلقا بأستار الكعبة والشاعر يصور القضية ويقول :
خرج الحسين من المدينة خائفا...............كخروج موسى خائفا يتكتم
وقد انجلى عن مكة وهو ابنها ...............وبه تشرفت الحطيم وزمزم
مثل ابن فاطمة يبيت مشردا.................. ويزيد في لذاته متنعم
فرسول الله (ص) أمان وملجأ الخائفين يكافأ ويجازى بفقدان ولده الحسين (ع) لأمانه.

ب‌) لقد تربت السيدة زينب (ع) عقيلة بني هاشم في أعظم أسرة فأبوها أمير المؤمنين علي (ع) وأمها فاطمة الزهراء (ع) سيدة نساء العالمين. وقد تربت على العزة والستر والعفاف والحجاب حتى انه عندما كان الإمام علي (ع) يأخذها لزيارة قبر النبي (ص) كان يأخذها ليلا ويأخذ معه الحسنين فكان هو يمشي أمامها والحسنان بجانبها وكان يطفئ السراج الموجود حول القبر حتى لا يرى الناس ظل السيدة زينب.
وبعد مقتل الحسين (ع) تبدل الحال فهتك جيش يزيد سترهن وأبدى وجوههن ، حتى أنهن لم يسلمن من سياط القوم التي تلوت على متونهن...ويقول الشاعر:
أمخمد ضوء البيت عن شخص زينب.............. لكي لا يرى في الليل حتى خيالها
سيدي تمنيت يوم الطف عينك أبصرت............... بناتك حين ابتز منها حجابها

ج) أمر يزيد بأن تقام الإحتفالات في الشام عند قدوم السبايا ، فتجمهر الناس ينتظرون السبايا فرحين مستبشرين فهذا اليوم كما نشر يزيد في الناس هو يوم عيد قدوم سبايا الخوارج الذين خرجوا على حكم أمير المؤمنين يزيد. وجاء الموكب العظيم والناس يطالعونهم بشماته وهم لا يدرون بأنهم أهل بيت النبوة ومخدرات الرسالة ونساء وحريم ابن بنت رسول الله (ص) فالبعض كان يقول: الحمد لله الذي قتلكم وفضحكم و شتت جمعكم .

هؤلاء الثلة الطاهرة العزيزة الأبية ، يصنع بها ما لا يصنع بالأعداء...أليس هذا مما يقرح القلب ويدمع العين ؟؟

ثالثا: البكاء من أجل تأجيج النفس ودفعها إلى الغضب والبراءة من أعداء الله.
عندما نتوجه إلى الله بالدعاء والمسألة ونبكي فإن هذا البكاء يغسل أنفسنا المتسخة بألوان الذنوب والمعاصي ويغذي فينا حالة الغضب والسخط تجاه أنفسنا المريضة ، وينمي فيها روح التمرد على الشيطان وحيله وألاعيبه، فيعلنها صرخة في وجهه بأنه لن يعود إلى المعصية ، بل سيسير في طريق الله تعالى ونهجه القويم.
كذلك البكاء على الحسين (ع) ، فنحن نبكي لأننا نرى حقارة مستوانا مقابل عظمة أصحاب الحسين (ع) ، ونبكي لنعلنها صرخة في وجه بني أمية وصرخة في وجوه الظلام.. بأننا نرفض أشكال الذل والمهانة والصغار ، ونعاهد بهذه الصرخة وهي وليدة البكاء نعاهد بها الإمام الحسين (ع) على السير في خطاه ونهجه ورفض كل من يتمثل ويتلبس بلباس بني أمية.



رابعا: البكاء اتباعا لأوامر أهل البيت (ع).
كما يعلم الجميع فإن الشيعة تعتقد بعصمة الأئمة الإثني عشر من الخطأ والزلل، وعليه فإن قولهم وفعلهم وتقريرهم حجة علينا نحن الشيعة ... وهذا البكاء على الإمام الحسين (ع) إنما أمرنا به من قبلهم. يقول الإمام جعفر الصادق (ع) : شيعتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا. ولا شك في أن واقعة كربلاء هي أعظم أحزان أهل البيت (ع)، لذا كان لزاما علينا أن نواسيهم بالبكاء وإظهار الحزن. دخل دعبل الخزاعي على الإمام علي بن موسى الرضا (ع) والمدفون بمشهد ، فطلب منه الإمام (ع) أن يقرأ أبياتا من الشعر في الحسين (ع) فشرع دعبل في قصيدته التائية المشهورة :
مدارس آيات قد خلت من تلاوة.................. ومنزل وحي مقفر العرصات
مدارس كانت للصلاة وللتقى .....................وللصوم والتطهير والصلوات

حتى إذا ما وصل دعبل إلى الأبيات التالية :
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا .....................وقد مات عطشانا بشط فرات
أفاطم قومي ياابنة الخير واندبي.................. نجوم سماوات بأرض فلاة
عند هذه الأبيات تعاظم بكاء الإمام (ع) الأمر الذي يدلنا على شرعية هذا البكاء.
الإمام السجاد زين العابدين (ع)، بعد مقتل أبيه الحسين (ع) بكى لمدة خمس وعشرين سنة وكان لا يوضع له طعام ولا شراب إلا ومزجهما بدموع عينيه.
وعندنا روايات أخرى تدل على أن الرسول (ص) بكى على الإمام الحسين (ع) عند مولده وفي أكثر من مناسبة، وأحاديث أخرى تدل على أن للبكاء على الإمام الحسين ثواب عظيم.

لهذه الأسباب الأربعة وغيرها (إذا حققتم في الكتب) ..نستفيد نحن منها أن البكاء على الإمام الحسين (ع) أمر مشروع لا يتنافى لا مع العقل السليم ولا مع الدين.

أتمنى أن أكون وفقت في بياني المقتضب ، وأسأل الله المغفرة والهداية لي ولكم
والله من وراء القصد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجمعة، يناير 19، 2007

مجرد خواطر مبعثرة

1. ما أحلاها من أيام و نحن نعيش أجواء كأس الخليج ببرودة الجو وسخونة الأداء في شهر محرم الحرام.


2. الحمد لله، أستطيع مشاهدة مباريات العصر، حيث سأكتفي بحضور محاضرة الليل فقط ، وسأصلي المغرب بعد نهاية الشوط الثاني.


3. سأصل المسجد لحضور المحاضرة متأخرا قليلا .. ماذا أفعل فالمباراة تنتهي حوالي التاسعة إلا ربعا.


4. يا سلام .. سأنتظر الشباب على باب المسجد بعد اللطميات لتحليل المباريات .. سنقضي أوقاتا ممتعة وسنتابع ما بقي من التحليل على مائدة الإمام الحسين (ع) ظهر اليوم الثاني.


5. بعد المأتم سأهنيء جميع الأصدقاء في حالة فوز منتخبنا الوطني.


6. سأعود مسرعا إلى البيت بعد المأتم حتى لا يفوتني الكثير من تحليل المباريات وبالذات الأخطاء التحكيمية.


7. أحمدك يا رب أن جاءت المباراة النهائية يوم الحادي عشر وليس يوم العاشر.

8. أسأل الله ان يجنبي القيام بهذه الخواطر حتى يبعد الخواطر التي خطرت لكم !!