الجمعة، ديسمبر 03، 2004

إصابة وشكر

وأخيرا حصل ما كنت أخشاه وأتحدث عنه دائما، إنها الكرة ، كرة القدم. ها هي الإصابة حلت ضيفة علي. لقد أصبت في أربطة يدي اليسرى جراء صدي لإحدى الكرات، ولطالما تحدثت عن هذه الإصابات وكيف أني سأتقبلها بصدر رحب لو حدثت. وها هي الكرة الحبيبة استغلت رحابة صدري وغافلتني لتحرمني من استعمال هذا العضو الحيوي. تغيرت الحياة بعد الإصابة، توسعت قائمة الممنوعات كثيرا، أصبحت أعامل معاملة خاصة. استصعبت الأمر خصوصا عدم قدرتي على قيادة السيارة وكذلك عدم قدرتي على ممارسة كرة القدم. بدأت أرى الجانب القاتم من إصابتي، ولكن الباري جل وعلا أرسل لي ملائكة من السماء أضاؤوا دربي وأروني الجانب المشرق للإصابة : فأنا أكتب باليد اليمنى والإصابة أتت في اليسرى. فقدت القدرة على استعمال يدي لفترة مؤقتة وهناك من فقدها بشكل دائم وأبدي. ذكروني بمعاناة المعاقين والمحرومين، ذكروني بألم الفقراء والمحتاجين. أشعروني بأن إصابتي ليست بإصابة وليست بنقمة ، بل على العكس أشعروني بأنها نعمة من الله لأنها فتحت أمامي آفاقا جديدة في كيفية التفكير في الحياة. جزاهم الله خير الجزاء، والشكر الجزيل لك يا رب على كل حال.

الأربعاء، مايو 12، 2004

سماء كربلاء

حلقت يوما في سماء كربلاء
فسألت
مالذي جرى هنا بأهل الوفاء
فقيل
لا تثر شجوني واسال السماء
فعلمت
أن خطبا عظيما ألم بأهل الكساء
يا سماء
أخبريني بما جرى في أرض البلاء
فأجابت
قد قتل الحسين وقتل معه الضياء
والأكبر؟؟
لم يتركوه فقتلوه ورموه في البيداء
والقاسم؟؟
فلقوا راسه بعمود فمات ابن الأتقياء
والرضيع؟؟
قضى بسهم حرملة إنا منه برآء
والأصحاب؟؟
أصبحوا في الميدان موزعي الأشلاء
والنساء؟؟
تراكضن فرارا في لهيب الصحراء
يــا رب
انتقم من قاتليهم واجعلهم من البعداء
والعـن
يا رب كل من رضي بهذه الفعلة الشنعاء
واغفـر
اللهم لكل من نصر الحسين بالبكاء
وأدخلهم جنان الخلد إنها أرض الصفاء

الأحد، فبراير 15، 2004

اغتيال طفل

اغتيال طفل

أمسك الطفل بكأس الذكريات....
ارتشف منه عدة قطرات....
بدأ يبكي...يبكي ويا له من بكاء...
إنه يحن إلى تلك الأمسيات...
أب وأم...أخ وأخت...
وأحاديث شيقات...
لا والد يمسح على رأسه...
لا أم يرتمي في حضنها...
لا أخ يلاعبه...
لا أخت يمازحها...
أين ذهبوا....أين ولوا ؟؟؟

كان يفيق كل صباح على أنغام والدته....
بعدها يذهب يقبل جبين والده....
واليوم أصبح يفيق على صوت القنابل والصواريخ...
صواريخ وأدت...النوم وجعلته نسيا منسيا...
إنه بات لا ينام...
لقد امتزج ليله بنهاره...
فالحياة كانت أهله...
أما الآن...
فوحدة....ومرارة...وألم ...وحرقة....
ماذا فعلوا بهم....ماذا صنعوا بهم ؟؟؟

وتأتي الصاعقة ويجيئ الخبر الأليم...
بأن أهله اصطفاهم (ولي أمر العالم)...
جعلهم في قائمته الشخصية...
ويا لها من قائمة عظيمة...
إنها ملأى...بالأخيار والأبرار....
هوى الطفل مغشيا عليه من هول الفاجعة...

أمي ....أين انت؟؟؟
أبي...أين مضيت؟؟؟
ويأتي الرد من الأعماق السحيقة...
ولدي حبيبي....إنني أمامك..
هيا..تعال وعانقني...
هيا...تعال...
لم يصدق الطفل ما يراه...
فأسرع مهرولا إليها...بكل طاقته...
كان يخشى أن تتركه...إلى غير رجعة...
فحصل ما خيف منه...
هدايا الإرهاب قطعت عليه حلمه...
كانت الهدية مقدمة إلى بيت جيرانه....
مات أعز أصدقائه....
لا....لا....
سقط الطفل مغشيا عليه مرة أخرى...

هيا انهض....
دفعه أحد الأوغاد...بقوة وهو يقول...
لقد عاد أبوك وأمك...
هب الطفل واقفا...
وانطلق يعدو....وهو يبحث عنهما...
يظن أن حلمه تحقق...
بدأت الإبتسامة تجد طريقها إلى شفتيه...
أين أبي...أين أمي....
إنهما هناك خلف البناية....
اطلق كالسهم...وشوق الإحتضان يلفه لفا....
لما وصل إلى المكان الموعود...
هربت الإبتسامة من تلقاء نفسها...
خشية أن يقتلها الطفل...من حالته...
فاختنق بعبرته...و
وبدأت الدموع في الإنهمار....
سالت كأنها المطر...
سالت لتسقي الأرض منبتة أزهارا سوداء...
عندها ...
سقط الطفل على الأرض بجوار أبويه...
ولكنه...
لم يفق ثانية...وللأبد...