الثلاثاء، أغسطس 30، 2005

مولد النور

خاطرة كتبتها لوالدتي العزيزة قرأتها يوم ميلاد النبي محمد (ص)
عم الضياء والنور...
فاح عطر الفرح والسرور....
رفرفت العصافير وغنت الطيور...
جفت بحيرة ساوى... وتصدع إيوان كسرى ...وخمدت نار الفرس ...
ما الخطب؟؟ ما الخبر؟؟...
فإذا الجواب ....
إنه السابع عشر...
إنه مولد محمد سيد البشر...

إليك يا حليمة هذا اليتيم....
أرضعيه فإن فيه الخير العميم...
شرب منها حليب الشجاعة والفروسية..
فعادت إليها أرضها حيوية..
ماء وزرع ورزق وافر...
بنور حبيب الله...
بنور محمد بن عبد الله....

تلقاه أبو طالب في سن الطفولة...
غرس فيه فسائل النبل والبطولة...
رباه على أشرف المحاسن والفضائل..
ونحاه عن أقبح المساوئ والرذائل...
فأصبح فيهم....في قريش...
أشرف الشرفاء...وأعظم العظماء...
حتى قلد وسام العزة والفخار...
فإذا بالناس قائلين....
ذلك محمد الصادق الأمين...

وأتت تلك الليلة الموعودة....
لتبارك فيه صفاته المحمودة...
فهذا جبريل قادم من السماء...
في حلة جميلة وبهاء....
حاملا معه من الباري نداء....
"إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق"...
يا محمد....أنت نبي هذه الأمة...
فخذ الكتاب بقوة...
وامضي في سبيلي فأنت الصفوة....

أتى البراق يمشي الهوينا....
كي يعتليه المصطفى....
ويسرى به من مكة المكرمة إلى قدس المقدسة....
وهناك يكرم سيد الأتقياء...
بالصلاة إماما على كل الأنبياء...
بعدها التشريف كل التشريف...
لصاحب رسالة الدين الحنيف...
"ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى"
ويأتي النداء من بطنان عرش التجلي الأعظم...
أن شرف بساطنا بنعليك يا أحمد يا محمد..

كم له من معجزات أبهرت العقول...
وبراهين واضحات ليس لها أفول...
فشق القمر آية....
وتفجير النبع من الصخر آية...
ومسحه ببصاقه على عين علي فتبرأ آية...
ناهيك عن الآية الكبرى والمعجزة العظمى...
أم البراهين وأعظمها ....
مفخرة المفاخر وأتمها...
"إنا أنزلناه في ليلة القدر"...
إنه ذلك الكتاب اللامع، والنور الساطع..
إنه كتاب الله العظيم...
إنه القرآن الكريم...
إنه معجزة محمد...

جاء الحبيب ليتمم مكارم الأخلاق...
ويئد من كان يئد خشية إملاق...
تزاحمت فيه الأضداد من الصفات..
فكانت هذه من أرفع السمات...
فهو الرحيم بمن آمنوا بالكتاب...
وهو الشديد إذا اشتد الخطاب...
وهو العطوف الودود في بريته...
والحليم العفيف في سجيته...
ضعيف ذليل إذا اختلى بجبار السماوات..
قوي إذا انتهكت الحرمات...
" وإنك لعلى خلق عظيم"

"ولكم في رسول الله أسوة حسنة"...
هذا خطاب الهدى والفوز بالجنة...
يا ترى ما حالنا...وما خطرنا....
"قل الحق ولو على نفسك"
مقولة تناسيناها فابتعدنا يا رسول الله عن خطك...
بل وفي الأول من نيسان...
يتباهى بكذبته كل إنسان...
كم أوصانا المصطفى بكتمان السر والأمانة
ضربنا بهذه الكلمات عرض الحائط وكأنها مهانة...
لساننا كالمذياع والتلفاز ناطق...
وخيانتنا للأمانة فاقت كل فائق...
فلنعد إلى الحق...ولنتمسك بالصدق..
ولنسر على الصراط المستقيم...
صراط محمد وآله الطاهرين...

كسفت شمس مثلنا العليا فبتنا في فزع...
خسفت أقمار المكارم فأمسى على القلب وجع...
"وقروا الكبير واعطفوا على الصغير"
وطئتها أقدامنا بكل وقاحة...
بأوامر من (الأنا) بعطر المسك فواحة...
و" العفو عند المقدرة"...أين نحن منها؟؟..
أطلق الرسول...أعداءه الطلقاء...
ونحن...نقتص حتى من الأشقاء...
لا نحسن الظن بالناس من حولنا...
وكأن شريعة محمد لم تأت لنا...
الهدوء ولين المعاملة انقرضا...
وحل الصراخ وسوء الخلق مكانهما عوضا
لماذا لا نؤوب إلى الصواب؟؟...
لماذا لا ننهض من الغفلة..
فلنتذكر " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"
كم وكم شدد الرسول على العفة وغض البصر...
قال أفيقوا ولا تركنوا إلى هذا الخطر...
ونحن قد هتكنا بغفلتنا كل ستر...
طار الحجاب...
والعذر..إن الأهم ما في لب البشر...
والأغاني والخلاعة...
صارت رمزا للحضارة يا من حضر...
أحاديث الشباب والشابات...
حاولوا بشتى وسائلهم إيجاد العذر...
نسوا تلكم القيم بل تناسوها...
فغاصوا في ظلام الجهل...
وعلقوا في مستنقع الرذيلة...
لا منقذ ولا منجي منها...
سوى التمسك بطوق النجاة (التوبة)...
ثم الصعود إلى سفينة النجاة...
سفينة محمد وآل محمد..

تكاثرت الهموم والغموم علينا...
جار الزمان، والدهر سلط سيفه علينا..
الهي من يخلصنا وينقذنا من هذه المحنة..
سيدي عجل لنا ظهور وليك...
وانصر به صواب سبيلك...
يا سمي الهادي...
ارفق بفؤادي...
واخرج فكلنا لك ايادي...
وانصر بسيفك البتار...
شرعة محمد والعترة الأطهار...
اللهم إنا نسألك المغفرة...
بحق محمد وآل محمد...