الجمعة، ديسمبر 19، 2003

شهر رمضان بعيون جامعية

قال تعالى : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" (البقرة –185).
ويقول الرسول (ص) :( أيها الناس أنه قد أقبل عليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور ، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات...)
ها هي أجراس شهر رمضان ترن لتعلن عن قدومه وحلوله في في جميع أقطار هذه المعمورة. وترى الناس تتسابق للإستعداد لهذا الشهر الفضيل بمختلف أنواع الإستعدادات. وترى كل شخص ينظر إلى هذا الشهر من زواياه الخاصة، فالبعض لا ينظر إلا من ثقب باب بيته، والبعض ينظر من منظاره، والبعض ينظر إليه من سطح أعلى برج في المدينة، فكيف سينظر طلاب الجامعة إلى هذا الشهر الفضيل من منظار كلياتهم و تخصصاتهم ؟.
إن طالب كلية العلوم الطبية يفكر في العلاج والصحة والمرض، ولذا فإن شهر رمضان يعد الدواء لكل المعاصي والذنوب التي يكون قد ارتكبها، أو على الأقل يمثل التطعيم الذي قد يمنع مرض الذنوب من التمكن منه، فيحاول أخذ جرعات مضاعفة لا تؤدي إلا إلى صحة الروح وسلامتها. بينما طالب كلية العلوم الزراعية يفكر في كيفية تحويل القفار إلى واحات غناءة، تغذي بني جنسه بمختلف الطيبات من الطعام، فعليه في هذا الشهر التفكير في كيفية بناء بستان كبير يزرعه بأشجار الأعمال الصالحة ويغرس بها جذور إيمانه حتى لا يمكن إزالتها في المستقبل وحتى تنبت ثمارا طيبة المذاق. . أما طالب كلية الآداب والعلوم الإجتماعية فأدعية شهر رمضان وأذكاره تشكلان حديقة يستطيع اقتطاف ما أراد من أزهارها ليزين بها أفكاره وتأملاته ومقالاته فتصبح خليطة من إبداعاتهم واقتباساتهم الجميلة، هذا ناهيك عن أن هذا الشهر يمثل مجالا لدراسة التاريخ والعلاقات العامة بين جميع أفراد المسلمين. وعندما نأتي إلى طالب كلية العلوم فينبغي لرؤيته أن تكون نابعة من كون شهر رمضان شهر للعلوم والمعارف في شتى المجالات، فحلقات القرآن والمحاضرات الإسلامية وغيرها يشكلون نهرا عذبا سلسبيلا يغرف منه طلبة العلم فيشربون منه فلا يرتوون، فيرتقون به إلى المراتب العليا والمقامات الرفيعة. و بالنسبة إلى طالب كلية التربية فإن عليه أن يعد شهر رمضان أمثل وأفضل شهر للتربية بمختلف أصنافها : الروحية والأخلاقية والفكرية والثقافية و الرياضية وغيرها، فيشحذ لذلك همته، ويطور لياقته الروحية لتتواكب و شهر رمضان. وعندما تأتي إلى حديث المال والتجارة فنرى أن حياة طالب كلية التجارة مملوءة بالإستثمارات والأسهم والتسويق ... الخ، الأمر الذي سيجعله يصيغ ويصبغ شهر رمضان بطلاء تفكيره، فشهر رمضان سيمثل له الصفقة الرابحة لحسناته، و سوقا للبركات والنعم الإلهية التي لا خسارة فيها بل إن (الفوائد) التي سيحصل عليها من جراء صفقاته ستزيد من رصيد كتفه الأيمن الشي الكثير، فالطمع في الحصول على المال (بطرقه الشرعية) كالطمع في الحصول على الحسنات. أما كيفية تنظيم أوقات شهر رمضان وهندستها فعلى طالب كلية الهندسة التكفل بها، فشهر رمضان سيمثل له الحقل العلمي الذي يستطيع فيه تطبيق مختلف النظريات العلمية، فقانون "لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الإتجاه" يتجلى في هذا الشهر، فبالأعمال الحسنة الصالحة يقترب الإنسان من رحمة ربه ( الجنة)، بقدر ما يبتعد عن غضبه وسخطه (النار).
فاحرص يا أخي المؤمن على أن لا يفوتك شهر رمضان وخيراته، ونعمه، فهو فرصة لابد من اغتنامها وعدم تفويتها،حتى لا تأتي نادما يوم الفزع الأكبر.

الجمعة، أبريل 11، 2003

مسيرة الخلود

قرأت هذه الخاطرة في الأمسية الشعرية التي أقيمت بمسجد الرسول الأعظم (ص) بمطرح
واعتلا ابن آكلة الأكباد الكرسي ...
ابن شر من وطئ التراب من عرب ومن فرس ...
قال : اقتلوا حسينا إن لم يبايع ...
فقال: لمثله مثلي لا يبايع...
قال: أبشر فإنك يوم الطف مذبوح قطيع ...
فأبى أن يعيش إلا عزيزا أو تجلى الكفاح وهو صريع ...
السلام عليك يا أبا عبد الله ..

وتسير القافلة .. ويأتي النداء من فج عميق ...
ألا قتل مسلم بن عقيل باب الحوائج...
إنهم عصبة ملعونة .. إنهم الخوارج ...
عندها مسح الحسين على رأس الطفلة في وداعة...
فقالت : عم حسين نبئني فأنا ملتاعة ...
هل أصاب أبي مكروه يا من خصك الله بالشفاعة ...
قال : بنية حميدة أنا أبوك منذ الساعة ...
السلام عليك يا أبا عبد الله ...

ألا يا حادي الركب قف لي هنا هنيهة ...
خبروني ماالتي نطؤها بروية...
قالوا : نينوى ... طف الطفوف ... الغاضرية ...
يا قوم أخبروني غيرها بحق رب السماء ..
قالوا: إنها تسمى كربلاء ...
اختنق بعبرته .. قال : كرب وبلاء ..د
خيموا إن بهذه الأرض ملقى العسكرين...
السلام عليك يا أبا عبدالله ...

بات موكب النور ليلته في عبادة ...
الكل يرجو مغفرة الرحيم وجنة الخلد مراده ...
قيام ، و تهجد ، ومناجاة ، وتلاوة ...
إنهم نعم البشر إنهم خير قادة ...
جاءت زينب ، رأت أخاها ودموعه في انهمار ...
حبيبي : أتبكي لما ستراق من دمائنا كالأنهار ...
قال : بل أبكي على هؤلاء القوم
لماذا ما بهم ...
إنهم يدخلون النار بسببي ...
السلام عليك يا أبا عبد الله ...

ورمى ابن سعد بأول سهم في المعمعة ...
قائلا اشهدوا لي عند الأمير يزيد الإمعة ...
قاتل الأنصار حينها قتال الأبطال ...
فسمت روحهم إلى حيث عمار وبلال ...
رحل حبيب ومسلم وزهير ...
مضى عابس وحر وبرير ...
بني قاسم .. ولدي علي ... أخي أبا الفضل..
أصحابي .. مالي أدعوكم فلا تجيبون ..
أو أناديكم .. فلا تسمعون..
أنيام أنتم .. أرجوكم تنتبهون...
السلام عليك يا أبا عبد الله ...
وينطلق سيد الشهداء كالليث الهصور ...
شادا على القوم أصحاب الشرور ...
يصيح : الموت أولى من عار نركبه ...
والعار أولى من سعير ندخله ...
ينادي بصوت عال ...
وهو بالرماح والنبال غير مبالي ...
عافت نفسي الدنيا لأجل حبك ...
وأيتمت عيالي لأجل قربك ...
فلو مزقت وقطعت من أجل عشقك ...
فإني لن أهفو سوى لشطر وجهك ...
وبعد أن أثقلته الطعنات والجراحات ...
نظر إلى السماء وهو على يقين بلقاء رب السماوات ...
قال بكل هدوء وخضوع و شجاعة الشجعان ...
إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني ...
السلام عليك يا أبا عبد الله ..

أبا صالح أدركنا بالفرج ...
خلصنا من دنيا يسودها الهرج والمرج ...
أعداؤنا استحكموا علينا ونحن كالسذج ...
ذنوبنا ملأت قلوبنا بالرين ...
أعمالنا دنست كلتا اليدين …
أحقادنا على بعضنا أبعدتنا عن الدين …
اللهم عجل فرج وليك …
وانتصر به لدين نبيك …
وانتقم به من قتلة وليك …
وانر به ظلمة عقول بريتك …
وأرشدهم به إلى مستقيم صراطك …
نسأل الله المغفرة والرحمة بك وبالحسين …
السلام عليك يا أبا عبدالله …

الأربعاء، يناير 01، 2003

المعركة...... احبسوا أنفاسكم

دقت أجراس الحرب معلنة عن بداية معركة بين الغزاة والسكان الأصليين...كان القتال في بداية الأمر خجولا جدا ...كان القتال يتم من طرف واحد فقط ...وبمسدسات صغيرة ...(تحسبها ألعاب أطفال) ...لتتحسس قوة الدفاع ...استمرت هذه الطلقات طويلا ...ولم يجد السكان الأصليون سوى الدفاع...كانوا اقوياء جدا في الدفاع ...استمر هذا القتال لسنوات طويلة ...ولم يجد الغزاة وسيلة للدخول إلى هذا الحصن الحصين...عندها استسلم الغزاةوبدأوا بحزم أمتعتهم استعدادا للرجوع ..وفجأة ...ومن دون سابق إنذار...اتت ريح قوية جدا....أسقطت الحراس المدافعين ..اللذين كانوا في أعلى ابراجهم...حينها ...استغل الغزاة ..مفاجأة الطبيعة هذه ...وعاودوا الهجوم من جديد...ولكن ...هذه المرة ...بقوة ودقة شديدتين...فاستطاعوا أخيرا اقتحام الحصن ...بعدها ساد الهرج والمرج ...قتل الكثير من السكان وجرح المئات منهم...حتى الغزاة أنفسهم ..نالوا نصيبهم من القتل...كانت معركة عجيبة...الرؤوس تتطاير من هنا وهناك...أمعن الغزاة في القتل والدمار...حتى انهار السكان ...تركوا القتال...و...تخيلوا ماذا حصل ....شرعوا بالبكاء والنياح ....كان بكاء غريبا وعجيبا ....والأعجب...هذه المفاجأة ...رق قلب الغزاة لهم ...بعد أن رأوا هذا المنظر ...ماذا حدث بعدها ....والمفاجآت تترى....بدأوا بالإنسحاب والتراجع ....بعد أن نالوا نصيبهم ...تاركين وراءهم ايامى ويتامى وثكالى وأرامل....وآهات وأحزان ...وعذابات...لن يستطيعوا نسيانها ....اختزونها كلها في ....قلبهم المعذب...