الجمعة، أبريل 11، 2003

مسيرة الخلود

قرأت هذه الخاطرة في الأمسية الشعرية التي أقيمت بمسجد الرسول الأعظم (ص) بمطرح
واعتلا ابن آكلة الأكباد الكرسي ...
ابن شر من وطئ التراب من عرب ومن فرس ...
قال : اقتلوا حسينا إن لم يبايع ...
فقال: لمثله مثلي لا يبايع...
قال: أبشر فإنك يوم الطف مذبوح قطيع ...
فأبى أن يعيش إلا عزيزا أو تجلى الكفاح وهو صريع ...
السلام عليك يا أبا عبد الله ..

وتسير القافلة .. ويأتي النداء من فج عميق ...
ألا قتل مسلم بن عقيل باب الحوائج...
إنهم عصبة ملعونة .. إنهم الخوارج ...
عندها مسح الحسين على رأس الطفلة في وداعة...
فقالت : عم حسين نبئني فأنا ملتاعة ...
هل أصاب أبي مكروه يا من خصك الله بالشفاعة ...
قال : بنية حميدة أنا أبوك منذ الساعة ...
السلام عليك يا أبا عبد الله ...

ألا يا حادي الركب قف لي هنا هنيهة ...
خبروني ماالتي نطؤها بروية...
قالوا : نينوى ... طف الطفوف ... الغاضرية ...
يا قوم أخبروني غيرها بحق رب السماء ..
قالوا: إنها تسمى كربلاء ...
اختنق بعبرته .. قال : كرب وبلاء ..د
خيموا إن بهذه الأرض ملقى العسكرين...
السلام عليك يا أبا عبدالله ...

بات موكب النور ليلته في عبادة ...
الكل يرجو مغفرة الرحيم وجنة الخلد مراده ...
قيام ، و تهجد ، ومناجاة ، وتلاوة ...
إنهم نعم البشر إنهم خير قادة ...
جاءت زينب ، رأت أخاها ودموعه في انهمار ...
حبيبي : أتبكي لما ستراق من دمائنا كالأنهار ...
قال : بل أبكي على هؤلاء القوم
لماذا ما بهم ...
إنهم يدخلون النار بسببي ...
السلام عليك يا أبا عبد الله ...

ورمى ابن سعد بأول سهم في المعمعة ...
قائلا اشهدوا لي عند الأمير يزيد الإمعة ...
قاتل الأنصار حينها قتال الأبطال ...
فسمت روحهم إلى حيث عمار وبلال ...
رحل حبيب ومسلم وزهير ...
مضى عابس وحر وبرير ...
بني قاسم .. ولدي علي ... أخي أبا الفضل..
أصحابي .. مالي أدعوكم فلا تجيبون ..
أو أناديكم .. فلا تسمعون..
أنيام أنتم .. أرجوكم تنتبهون...
السلام عليك يا أبا عبد الله ...
وينطلق سيد الشهداء كالليث الهصور ...
شادا على القوم أصحاب الشرور ...
يصيح : الموت أولى من عار نركبه ...
والعار أولى من سعير ندخله ...
ينادي بصوت عال ...
وهو بالرماح والنبال غير مبالي ...
عافت نفسي الدنيا لأجل حبك ...
وأيتمت عيالي لأجل قربك ...
فلو مزقت وقطعت من أجل عشقك ...
فإني لن أهفو سوى لشطر وجهك ...
وبعد أن أثقلته الطعنات والجراحات ...
نظر إلى السماء وهو على يقين بلقاء رب السماوات ...
قال بكل هدوء وخضوع و شجاعة الشجعان ...
إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني ...
السلام عليك يا أبا عبد الله ..

أبا صالح أدركنا بالفرج ...
خلصنا من دنيا يسودها الهرج والمرج ...
أعداؤنا استحكموا علينا ونحن كالسذج ...
ذنوبنا ملأت قلوبنا بالرين ...
أعمالنا دنست كلتا اليدين …
أحقادنا على بعضنا أبعدتنا عن الدين …
اللهم عجل فرج وليك …
وانتصر به لدين نبيك …
وانتقم به من قتلة وليك …
وانر به ظلمة عقول بريتك …
وأرشدهم به إلى مستقيم صراطك …
نسأل الله المغفرة والرحمة بك وبالحسين …
السلام عليك يا أبا عبدالله …

ليست هناك تعليقات: