الخميس، يوليو 27، 2006

ليلة غرة رجب في أبوظبي


صباح الخير . كان هذا اليوم يوما حافلا مليئا بالأحداث و الأخبار. نهضت من النوم وغيرت ملابسي وتوجهت إلى مقر عملي وسبحان الله ، لقد حصلت على موقف بسرعة وأمام مبنى الشركة. وقوفي في ذلك المكان لم يكن صحيحا من الناحية القانونية ولكنه صحيح بالعنوان الثانوي وذلك لشح المواقف. نزلت من السيارة لأفاجأ بتقدم فتاة غير محجبة مني وكان واضحا من أنها كانت تتنظر ترجلي من السيارة. تقدمت نحوي وسألتني هل تجيد قيادة السيارات بالغيار اليدوي !! فأجبتها بالإيجاب. أعطتني عندها مفاتيح سيارتها وطلبت مني أن أركنها في موقف معين حيث أنها عجزت لصعوبة الوضع وتقارب السيارات الشديد من بعضها البعض. تأملت الموقف قليلا ثم تأملت الشارع قليلا ورسمت خطة الوقوف في ذهني. فعلا استطعت أن اركنها بسهولة . الأمر الصعب كان إدارة مقود السيارة فقد كان عسيرا جدا كون السيارة كانت قديمة جدا. شكرتني الفتاة كثيرا ثم دخلت الشركة وبدأت عمل اليوم. خرجت بعد ساعة وتوجهت إلى بنك الإتحاد الوطني فرع السلام لأقوم بفتح حساب بنكي خاص بي وتطلب الأمر ساعة تقريبا لانتظار دوري وكذلك الوقت المستغرق في فتح الحساب . عدت بعدها للشركة وبعد حوالي ساعة أيضا كلفني مديري للتوجه إلى سوق أبوظبي للأوراق المالية لأداء مهمة معينة لصالح الشركة وأرسل معي أحد وسطاء الشركة واسمه بلال وهو لبناني حتى يعرفني بطريقة أداء هذه المهمة حتى يتسنى لي أداؤها لاحقا بمفردي. في طريق العودة تحدثنا وتناقشنا كثيرا في بعض المواضيع. وصلنا الشركة ثم غادرتها بعد نهاية الدوام أي بعد الثانية ، عدت إلى الفندق لأنام وأستريح استعدادا لليلة الرغائب.
وصلت المسجد مسجد الرسول الأعظم (ص) (حيث تقام الأعمال) متأخرا قليلا ، أفطرت على تمر وماء ولحقت بالجماعة في الركعة الأخيرة ، ثم بدأت الأعمال وكان يؤدون صلاة ليلة الرغائب متابعة مع الإمام وكذلك أذكار ما بعد الصلاة. لم آت بالصلاة متابعة معهم بل سبقتهم لأني كنت أريد أن أقرأ زيارة الإمام الحسين (ع). كان جو الأعمال جميلا خصوصا بصوت الإمام ولحنه الجميل. وبعد صلاة العشاء قُرأت الصفحة الأخيرة من دعاء كميل وفسرت الأمر بأنه نتيجة لتأخر الوقت. انتهت كل هذه الأمور في التاسعة وخمس دقائق تقريبا. تقدم مني أحد الإخوة مسلما علي وكأنه يعرفني وتبينت أنه عماني يقيم في الإمارات وهو السيد طه الموسوي شقيق نبيل صاحب مكتبة الثقلين بمطرح. عرفته على نفسي ثم أوصلني إلى المأتم الكبير حيث القراءة بمناسبة وفاة الإمام الهادي (ع). دخلت المأتم وكان مأتما فخما جدا كفنادق خمس نجوم، كنت أتأمل في روعة تصميمه الداخلي فتصميمه لا يقارن بتصميم المسجد أبدا. كانت المقاعد الوثيرة تملأ جوانب المأتم، لم أكن أستطيع ان أتصور أن يقرأ المجلس وأنا على مقعد وثير. المهم انتظرنا والحاضرين حوالي 40 دقيقة حتى بدأ المجلس الذي خيب آمالي حقيقة الأمر. فلا قصيدة في مستهل المجلس ولا ترابط في الموضوع ولا ذكر لمصيبة الوفاة ولا نعي فضلا عن التأخير الشديد في بدء المحاضرة... لم أعش روحية المأتم أبدا في هذا المجلس. بعد الإنتهاء من المجلس أقيمت وليمة العشاء الفاخر جدا. مختلف أنواع الفواكه وصينيات كثيرة من العيش ولحم الغنم. كانت وجبة دسمة بحق بالنسبة لي. بعد العشاء عرفت نفسي إلى السيد صادق محمد اللاري إمام جماعة مسجد الرسول الأعظم (ص). ثم عدت بعدها إلى الفندق وكانت حوالي الحادية عشرة. بعدها ذهبت إلى مقهى الإنترنت وتحدثت إلى أهلي ثم عدت الفندق ، وانتهى.

الجمعة، يوليو 21، 2006

يوم سفري إلى ابوظبي للعمل

كان يوما عجيبا بحق، إنه يوم الفراق والوداع. كان يوم الرحيل ، رحيل إلى مجهول لا يعلمه إلا الله تعالى. صليت آخر صلاة جمعة في مسجد الرسول الأعظم (ص) بمطرح. وبعد الغداء ودعت الأهل والأحبة وانطلقت في رحلة و مغامرة جديدة ,وكذلك في تحد جديد أسأل الله أن يوقفني فيها. لم أحس بطول المسافة فالوقت مضى سريعا، كان الأهم عندي أن أعبر الحدود قبل حلول الظلام وقد حصل ذلك. بعد أن عبرت الحدود كان لدي خياران إما الدخول إلى العين مباشرة أو الدخول إلى البريمي و من ثم العين فأبوظبي. اخترت الطريق الثاني لأودع آخر شبر من عمان الحبيبة كما كنت أود أن أسترجع بها بعضا من ذكريات العيش في البريمي قبل ثماني سنوات. خمس دقائق كانت كافية لأن أجتاز أرض الوطن لأصبح تحت سماء ثانية. استغرق الطريق مني من العين إلى أبوظبي حوالي الساعة وخمس أربعين دقيقة تخللها وقوف نصف ساعة للصلاة. وصلت أبوظبي حوالي التاسعة -بعد أن تهت قليلا بسبب إقفال الشرطة للشارع الرئيسي- واستقبلني أحد موظفي الشركة واسمه مصطفى وأراني مقر الشركة قبل أن يوصلني إلى الفندق واسمه (الديار كابيتال). شكرته وودعته ثم استرحت قليلا في الغرفة تحدثت فيها إلى أهلي وزوجتي . بعدها خرجت لأستكشف الجوار قليلا وتعشيت وكانت الساعة حوالي الحادية عشرة والنصف. بعدها عدت إلى غرفتي وهي غرفة جيدة لكن إضاءتها ضعيفة. المهم شاهدت التلفاز قليلا ثم خلدت إلى النوم.