الأربعاء، يناير 05، 2005

هنيئا لهم

إنهم يتأهبون ويستعدون ، إنهم يعدون العدة لزيارة بيت الله الحرام، الله .... ما أجملها من لحظات ، إنهم يذهبون لشراء ملابس الإحرام، إنهم يعدون قائمة مستلزمات هذه الرحلة، ويراجعون الأحكام الفقهية المتعلقة بالحج استرجعت بها ذكرياتي الجميلة. تذكرت كيف شملني الله برعايته ، فوفقني لزيارة بيته الحرام العام الفائت. كنت آخر من انضم إلى قافلة إحدى الحملات وكانت سعادتي لا توصف لهذا التوفيق الإلهي. تذكرت الميقات الذي أحرمنا فيه واغتسلنا فيه ناوين غسل ذنوبنا. تذكرت الازدحام الشديد الذي صادفناه قبل وصولنا مكة المكرمة والذي زاد من لهفة اللقاء لدينا. تذكرت رؤية الكعبة المشرفة والإطمئنان والسكينة التي حلت في قلوبنا. تذكرت الطواف والسعي مع مختلف الأجناس والألوان والكل يلهج بذكر الله تعالى بطريقته الخاصة مما يضفي عليك شعورا عجيبا. تذكرت الوقوف بعرفة وذلك الضجيج والأنين وحالة البكاء التي كانت تنتاب الحجاج. تذكرت المبيت بالمشعر الحرام ذلك المكان الصحراوي والهواء البارد ينخر في العظام. كم استمتعنا بوقتنا ونحن نجمع الحصى. تذكرت المسير الطويل الذي سرناه من المزدلفة إلى منى لرمي جمرة العقبة والتي فرغنا منها وكأننا الأبطال. تذكرت المواقف والتعليقات المضحكة التي كانت تملأ المخيم عند حلق شعورنا. وكم وكم تهفو النفس إلى الروضة المقدسة للنبي (ص). مجرد الذكرى تبعث فينا إحساسا بالطمأنينة فكيف ونحن بجواره (ص) نصلي وندعو في روضته ؟! هنيئا لكم حجاج بيت الله الحرام كل هذه المواقف والمشاعر ولا تنسونا في دعواتكم.

الثلاثاء، يناير 04، 2005

نعمة أنت يا عمان

نعيش ونسمع ونرى ما يهز القلوب ويسلب الراحة والأمان، ويحيل الحياة إلى كابوس مخيف. الزلازل تضرب هنا وهناك، بالأمس تركيا وإيران واليوم أندونيسيا. الفيضانات تغرق الدول الفقيرة الفلبين ، سريلانكا، بنغلاديش. المجاعات والأوبئة مستفحلة في أفريقيا. الإنفجارات و العصابات الجماعية ظاهرة متفشية في المجتمعات الغربية. عدم استقرار الأمن المفروض على العراق وفلسطين. العالم يضج ويئن، ومن بين بستان الأشواك هذا تنبت زهرة الياسمين ، زهرة بلادنا عمان، تنبت لتنشر أريجها في الآفاق ، أريج الأمان والإطمئنان وعبير السكينة وراحة البال. الكل في ربوعها يعيش في هدوء وصفاء ، من دون خوف أو وجل. إنها نعمة عظيمة نسأل الله أن يديمها علينا.