الأربعاء، سبتمبر 29، 2010

رحلات من نوع آخر

كلما زرت وادي بني خالد كانت تستوقفني لوحة كبيرة وضعت عند مواقف السيارات وقد رسمت عليها خريطة توضح مسارا خاصا للمشي عبر هذا الوادي يوصلك إلى وادي طيوي. كذلك تزودك هذه اللوحة ببعض التعليمات مثل مسافة المشي والوقت المتوقع لقطع هذه المسافة والتي تضطرك للمبيت في منتصف الطريق بين هذين الواديين ونصائح أخرى .كنت أقف أمام هذه اللوحة لبضع دقائق متأملا هذا المسار وشعور بالرهبة والإثارة يتعاظم داخلي ، خصوصا وأن حبي لمغامرات استكشاف أودية بلادنا الحبيبة ليس عاديا. لكني أهملت هذا الموضوع في أول زيارتين واللتين تعودان إلى سنة 2003. ولكن الزيارة الثالثة لهذا الوادي والتي قمت بها مؤخرا استحثتني لأن أبحث عن هذا الأمر خصوصا وأني عدت لأستقر في الوطن بعد مهمة عمل لثلاث سنوات قضيتها في أبوظبي لم يحالفني الحظ فيها بأن أقوم برحلات برية عائلية كانت أم "شبابية" ولهذا كان الشوق كبيرا جدا إلى مثل هذه الرحلات. بدأت بالبحث في الإنترنت عن مواضيع متعلقة بالمشي عبر هذا الوادي ، فبحثت في المنتديات ومواقع السياحة العربية فلم أجد ما يروي ظمئي فقمت بالبحث باللغة الإنجليزية ، فتوصلت إلى معلومات كثيرة و مفاجئة من أهمها أن هناك طرقا كثيرة للمشي عبر الأودية وبين الجبال وتوجد خرائط توضح هذه المسارات وقد تم إصدار كتيبات خاصة بهذا الموضوع جمعت تحت هذا العنوان "Oman Trekking" من إصدارات "Explorer". تشرح هذه الكتيبات باختصار أماكن المشي والمغامرة هذه مع وجود خريطة توضح المسار الذي ينبغي سلوكه ودرجة صعوبة هذا المشي والوقت المستغرق مع المبيت أو من دونه ومعلومات أخرى قيمة. ومن خلال هذه الكتيبات تعرفت على كتاب آخر اسمه "Adventure trekking in Oman" ويوضح هذا الكتاب نفس المعلومات المذكورة أعلاه ولكن مع تفصيل مسهب لمعظم هذه الطرق إضافة إلى ذكره لطرق مشي كثيرة جدا لا تذكرها الكتيبات وخصوصا في محافظة مسقط.
بعد قراءتي لهذه الكتيبات وشيء من التفاصيل المذكورة في الكتاب الأخير قررت أن أنتقل بمستوى الرحلات التي كنت أقوم بها سابقا إلى مستوى جديد أكثر إثارة وتحدي. إذن نتظرني الكثير من المغامرات والرحلات التي ينبغي أن أستعد لها جيدا .. وسأوافيكم بتقرير عن هذه المغامرات عبر مدونتي هذه كلما قمت بها. ألقاكم قريبا

الثلاثاء، سبتمبر 21، 2010

رحلتي إلى تنوف

يوم الخميس 15/7/2010م: كنت أتصفح الصحف اليومية كعادتي في بداية كل يوم عمل ، وشد انتباهي الخبر التالي: هطلت بالأمس أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة على ولاية نزوى سالت على إثرها أودية تنوف وكمه ...الخ. كان الخبر غريبا فنحن في صيف يوليو الذي تكوي فيه الشمس وجوهنا ، وهناك في مكان آخر من عمان تهطل أمطار غزيرة !! لم أستطع مقاومة غريزة حب الرحلات خصوصا وأن لنا ذكريات رائعة وجميلة مع وادي تنوف فقررت أن أذهب إلى هذا الوادي في اليوم التالي أي الجمعة. أجريت بعض المكالمات وإذا برفيقي وصديقي العزيز د.علي مرتضى يقترح علي أن نطرق الحديد وهو ساخن فقال لي: لم لا نذهب اليوم بعد أن تنتهي من دوامك خصوصا وأن حرارة الشمس ستكون قد خفت حين وصولنا. أعجبت بحماسته الشديدة وبعد تفكير بسيط وافقته وذهبنا سويا إلى وادي تنوف. ولما وصلنا إلى نزوى شاهدنا المياه الكثيرة وقد ملأت أوديتها شاهدة على غزارة الأمطار التي هطلت. توقفنا أولا عند المنطقة الأثرية التي يقبع وادي تنوف خلفها ، وهي منطقة كانت قد بنيت على مساحة واسعة ولا زالت الكثير من معالمها واضحة رغم ما قد تعرضت له هذه المنطقة من تدمير سابقا وهذا ما تجدونه في هذا الرابط http://www.oman0.net/forum/showthread.php?t=33504.
لم نطل فخرجنا من المكان وتوجهنا صوب الوادي وحقيقة كان الماء غزيرا وسريع الجريان، قطعنا مجرى الوادي بالسيارة وتوجهنا صوب السد و بدأت الكثير من الذكريات تداعب مخيلتي. كنا كثيرا ما نأتي إلى هذا الوادي وكنا نستمتع كثيرا بالمشي فيه وتسلق درجات السد الكبيرة ومن ثم المشي على السد نفسه وكذلك السباحة تحت الشلال .. وهذا ما كررناه أنا وعلي فقد مشينا على السد الذي كان ممتلئا حتى أننا كنا نلمس الماء ونحن في أعلى السد .وقضينا أغلب وقتنا ونحن واقفون تحت الفلج الذي كان يفيض من كثرة الماء صانعا شلالا قويا وهادرا ، فكنا نشعر وكأن الماء يضربنا على ظهورنا بقوة وكأننا في حصة خاصة لتدليك الظهر. استرخينا تحت هذا الشلال وأفرغنا كل همومنا ومشاغلنا وخرجنا –بعد أن قرب وقت المغرب- وكأننا شخصين جديدين. ثم عدنا إلى مسقط وأنا أشكر الله على هذه الفرصة التي قدر لي أن أستفيد منها وكذلك أشكره على إرساله د.علي هذا الصديق الرائع الذي يماثلني بل يفوقني عشقا لمثل هذه الرحلات. أترككم مع بعض الصور وألقاكم في تقارير قادمة بإذن الله.