الجمعة، ديسمبر 31، 2010

مذكرات من يرجو قبول زيارته (2)

اليوم الثاني : الثلاثاء 14/12/2010 (7 محرم-ليلة 8محرم)
- نهضنا حوالي الساعة الخامسة قبل الفجر فبرنامج هذا اليوم كان زيارة الإمامين العسكريين ولهذا كان هذا البرنامج الباكر جدا. انتظرنا وقت الصلاة وصلينا الفجر ثم توزع الزوار على باصين. تحرك الباصان حوالي السادسة والنصف ولكن طال بنا الوقت إلى أن خرجنا من منطقة الحرم وكذلك من حدود كربلاء لكثرة الشاحنات التي غص بها الطريق مما حتم علينا التأخير. أمر آخر أيضا أضاع منا وقتا لا بأس به وهو الآتي: في باصنا كنا نتحدث نحن الشباب في بعض المواضيع وظهورنا لنوافذ الباص وفجأة سمعنا دويا قويا من النافذة خلفي. ساد صمت رهيب والكل يتوجه ببصره إلى النافذة وكانت مفاجأة أن الزجاج قد أصيب بشيء ما فامتلأ بالشقوق ، وهنا توالت الخواطر والظنون وخصوصا أننا في طريق سامراء الذي كان يخاف منه سابقا فلعل هذه طلقة استهدفت باصنا أو حجارة استهدفتنا وقد كان مركز الضربة تماما وراء الزائر الذي يجلس أمامي الذي قال: يبدو أن حياة جديدة قد كتبت لي. كل هذا والباص لازال في تحركه و جاءت هواتف وكاميرات الزوار لتصور هذا المنظر العجيب حتى تحتفظ بذكرى غريبة لهذا الموقف الغريب. وبعد مدة قصيرة بدأت بعض قطع الزجاج في السقوط ونحمد الله أن الزجاج كان ذا طبقتين داخلية وخارجية وهي التي تأثرت بالضربة ، وهنا كان لابد من التوقف حتى يعالج أمر هذا الزجاج. وقف الباص على جانب الطريق ونزل السائق ومساعده وملؤوا هذا الجزء من النافذة بشريط لاصق حتى يتوقف الزجاج عن السقوط. ولما سألنا سائق الباص عن السبب في اعتقاده أجاب بأنه يعتقد أن هذا من عمل بعض الأطفال الذين يرمون بعض الباصات بالحجارة. أما الحكاية الأغرب فيبدو أن بعض الأهالي علموا بما جرى معنا وشاع عند بعضهم أن باصنا أصيب بشظية من شظايا الانفجار !!! تحركنا مجددا ووصلنا سامراء حوالي الساعة 12.15.
- نزلنا في موقف للباصات ومنها تحركنا بسيارات أخرى صغيرة (بيكاب) إلى حدود الروضة العسكرية المقدسة. ومن هناك مشينا إلى الحرم في أجواء تشعرك بأنك في معسكر حقيقي ، فالأسواق والفنادق والبيوت الموجودة على جانبي الطريق قد اختفت وراء جدران اسمنتية عالية تعكس الأوضاع الأمنية للمكان. دخلنا الحضرة الشريفة وانفردت ببرنامجي الخاص فصليت الظهرين وزرت الإمامين العسكريين (ع) والسيدتين الجليلتين نرجس أم الإمام المهدي (عج) والسيدة حكيمة (رض). بعدها عرجت على السرداب سريعا جدا ولم أقم بأعماله هناك للزحمة الشديدة وتزاحم النساء مع الرجال. بعدها زرت صاحب العصر والزمان (عج) ثم خرجت من الحرم وانتظرت أفراد الحملة هناك.
- في أثناء الخروج لم ننس خصوصا مع برودة الجو أن نشرب الشاي الأحمر العراقي الشهير الذي كان يوزع خارج الحرم خدمة للزائرين وفي محبة أهل البيت (ع) حتى أن طعمه الرائع جعلنا لا نفوت هذا الشاي في أي مزار آخر توجهنا إليه. تحرك الباص في حدود الثانية والثلث و بعد مدة قصيرة توقفنا قليلا لشراء الغداء بعدها واصلنا التحرك و البرنامج زيارة ابن الإمام الهادي السيد محمد سبع الدجيل (رض).
- بعض المعلومات عن هذا السيد الجليل:
. هو ابن الإمام الهادي (ع) وأكبر أولاده ولد عام 228هـ في المدينة وتوفي بمرض في سنة 262هـ.
. كان جليل القدر عالي المقام وكان يقرن بأبي الفضل العباس (ع).
. له الكثير من الكرامات ذكرتها بعض الكتب وكان من جلالة قدره و عظيم منزلته كان البعض يعتقد بأنه الإمام بعد الهادي (ع).
.أولاه الإمام الهادي تدبير بعض أموره ببعض الأراضي وتوفي بمرض هناك وقد أشرف الإمام الهادي (ع) على دفنه بنفسه.
- مكثنا في المكان ساعة واحدة وخرجنا عائدين إلى كربلاء وكان معنا في الباص الرادود سلمان الدرازي الذي أضاف جوا جميلا إلى الباص بقراءته للتوسل وزيارة عاشوراء وحديث الكساء وبعض النوحيات.
- وصلنا كربلاء المقدسة في حدود الساعة التاسعة والنصف وكان من المفروض أن يصل بعض أفراد الحملة القادمين من عمان عبر النجف ولكنهم مع الأسف عادوا إلى البحرين ليقضوا الليلة هناك لسوء الأحوال الجوية في النجف والتي على إثرها لم تستطع الطائرة الهبوط في المطار.
- بعد العشاء خرجنا في موكب حسيني من الفندق إلى حرم أبي الفضل العباس مرورا بمحاذاة حرم الإمام الحسين (ع) تحت عنوان موكب عزاء أهالي سلطنة عمان. دخل الموكب ساحة أبي الفضل حوالي الساعة ال12.30 على لطمية قرأها ملا علي مصطفى والحماس واضح على المعزين ثم سار الموكب في طريق بين الحرمين وشاركنا كذلك الرادود سلمان الدرازي وآخر عراقي (لا أعرف اسمه) إلى أن دخلنا حرم المولى أبي عبدالله (ع) على لطمية قرأها ملا صادق جعفر وانتهى العزاء هناك بعد أن مكثنا لبعض الوقت وكان عزاؤنا على شكل "حلقة". عدنا إلى الفندق حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا ونحن نحمد الله تعالى على هذه النعمة أن جعل عزاءنا عند الإمام (ع).

الخميس، ديسمبر 30، 2010

مذكرات من يرجو قبول زيارته (1)

أكثر من أسبوع مر على عودتي من زيارة المولى أبي عبدالله (ع) بمناسبة عاشوراء الأليمة. كانت رحلة رائعة بحق ونحن نعيش روحانية العزاء بجانب أبي عبدالله الحسين (ع). قال أحد الأصدقاء بعد عودته: لقد عدنا من الجنة إلى الأرض وقد أصاب فيما قال. وقد أحببت إخوتي/أخواتي أن أسرد عليكم ذكريات هذه الرحلة على عدة تدوينات وحسب تسلسل الايام حسبما أتذكرها، لذا أرجو أن تعذروني إن كانت بعضها قصيرة غير كافية لا ترو ظمأ من يتوق إلى قراءة قصص الزائرين.
.
اليوم الأول: الإثنين 13/12/2010م (6محرم-ليلة 7 محرم)
- كنا حوالي 30 شخصا تجمعنا بعد منتصف الليل في مطار مسقط وقد دامت رحلة الذهاب حوالي سبعة ساعات من مسقط إلى أبوظبي التي صلينا فيها صلاة الفجر إلى أن وصلنا إلى أرض الرافدين . كانت الرحلة على متن طيران الاتحاد الذي تأخرت رحلته من عمان حوالي الساعة وكذلك الأمر من أبوظبي فكان وصولنا إلى بغداد قبيل صلاة الظهرين.

- خرجنا من المطار ليكون الهواء البارد أول من يستقبلنا ليقول للجميع هكذا برد العراق فاستعدوا له. كانت درجة الحرارة حوالي 13 درجة مئوية. ركبنا باصاتنا قاصدين أول البقاع الطاهرة في برنامجنا. توجهنا إلى زيارة باب الحوائج مولانا الإمام الكاظم (ع) وحفيده الإمام الجواد (ع) في أجواء روحية قدسية في ظل استماعنا إلى زيارة الجامعة.
- وصلنا الكاظمية المقدسة وتم إيقاف الباص في المواقف المخصصة للباصات ومنها مشينا إلى الحرم الشريف. كان الجو باردا جدا ونحن نمشي عبر السوق الشعبي الذي تغمره النفحات الولائية. فمن شخص حجز مكانا على جانب الطريق وهيأه على شكل مأتم للقراءة وآخر يعطر الأجواء باللطميات الحسينية من عبر سماعات كبيرة وآخرين يهتفون بالصلوات المحمدية وهكذا إلى أن وصلنا إلى الحرم. صلينا الظهرين جماعة بإمامة أحدنا والطقس و الهواء البارد يحيط بنا من كل صوب. زرنا الإمامين زيارة سريعة لضيق الوقت وضرورة التوجه إلى كربلاء فكانت زيارةلم ترو ظمأنا على الإطلاق.
- خرجنا من الحرم وعدنا من نفس الطريق لنتفاجأ بمواكب حسينية خاصة بضرب السلاسل. موكب تلو موكب وبأعداد كبيرة من الشيخ الكبير إلى الطفل الصغير وضاربو الطبول يهيئون الإيقاع اللازم للطمية وضرب السلاسل. كنا نود البقاء لكن الشوق إلى أبي عبدالله (ع) كان أكبر وأعظم.
- بعد طول انتظار وعظيم اصطبار دخلنا الساحة القدسية للمولى أبي عبدالله (ع) والشوق يسبقنا إليه وإلى لثم ترابه وقد تم استقبالنا في فندقنا الرايات من قبل بعض أفراد الحملة ممن سبوقنا بالوصول إلى كربلاء.. ذهبنا إلى الحرم للزيارة مسرعين ومشتاقين إلى أبي عبدالله الحسين (ع) بعد استراحة قصيرة في الفندق ولم نطل كثيرا فبرنامج اليوم اللاحق كان يحتم علينا العودة والنوم استعدادا له. نام الجميع بقلوب مطمئنة ونفوس مستكينة فقد أصبحنا الآن عند سيدنا ومولانا سفينة النجاة إمامنا الحسين (ع)

السبت، ديسمبر 11، 2010

إلى كربلاء شددت الرحال

يروى عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: "لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (ع) من فضل لماتوا شوقا وتقطعت أنفسهم عليه حسرات"
وعن الإمام الصادق (ع) أنه قال:"
من سره أن يكون على موائد من نور يوم القيامة فليكن من زوار الحسين (ع)"



إخوتي وأحبتي...
بتوفيق من الله تعالى ونعمته وببركات أهل البيت (ع) سأتوجه إلى زيارة الإمام الحسين (ع) في عاشوراء فقد اشتد الشوق وعلا الحنين إلى لثم تلك التربة الطاهرة. فمن كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في عرضه أو في ماله أو في أهله وولده أو غيبة اغتبته بها أو تحامل عليه بميل أو هوى فأرجو التحلل والمسامحة وإبراء الذمة منه ومنكم جميعا. ولن أنساكم في دعواتي وأرجو منكم الدعاء لي كذلك. وإلى لقاء قريب

السبت، ديسمبر 04، 2010

قطر تستضيف كأس العالم 2022



أرفق لكم بعض الروابط المتعلقة بالخبر
الملاعب التي ستبنى لاستضافة هذا الحدث
http://www.premiershiptalk.com/2010/12/03/see-qatars-planned-stadiums/

قطر تواجه تحديا كبيرا في تغيير بعض المفاهيم قبل استضافة كأس العالم
http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=86829&obj=0

اوباما ينتقد قرار الفيفا بشأن تنظيم كأس العالم 2022
http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=86561&obj=0

رد فعل الملفات الخاسرة في تصويت تنظيم كأس العالم عامي 2018 و2022
http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=86608&obj=0

قطر أمام تحد كبير لإثبات جدارتها باستضافة كأس العالم 2022
http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=86655&obj=0

بريطانيا تحث شركاتها على التركيز على قطر بعد فوزها بتنظيم كأس العالم
http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=86794&obj=0

السبت، أكتوبر 09، 2010

الممشى الجبلي بمطرح C38

"لمشاهدة جميع صور هذه المغامرة الرجاء الضغط على عنوان هذه التدوينة"
ها قد بدأت بالرحلات التي وصفتها في تدوينتي السابقة بأنها من نوع آخر. فقد رتبت وجهزت للمغامرة الأولى بتاريخ 1-10-2010م وهي المشي في جبال مطرح والذي يشار إليه بـ C38 حسب المصادر السياحية. شاركني في هذه المغامرة سبعة آخرون أضافوا طعما ومذاقا جميلا لها . تجمعنا حوالي الساعة السادسة فجرا قرب مواقف حديقة ريام حيث توجد اللوحة الخاصة بهذا المشي وقد لاحظت أن درجة الحرارة كانت في حدود الثلاثين. بدأنا في المشي الساعة 6.20. بداية كان لابد لنا من صعود الجبل عبر طريق ممهد واضح المعالم وكانت بداية صعبة بعض الشي فمسافة الصعود جعلت عضلات أرجلنا تئن للجهد الواضح الذي كانت تبذله في هذا الصعود لكنها كانت ممتازة لتحميتها حتى تواصل المشي بسلاسة وقد أكمل الجميع هذا الصعود باقتدار واضح. بعد هذا الصعود كان لابد لنا من التقاط أنفاسنا فأخذنا استراحة قصيرة لم ننس خلالها أن ننظر إلى الوراء لنشاهد منظرا جميلا من الأعلى لمنطقة حديقة الريام ومطعم الإنشراح سابقا. تابعنا المشي وتقودنا في ذلك العلامات التي وضعها المستكشفون سابقا وهنا لابد من ذكر أن الناس سابقا كان لهم طريقين للانتقال من مسقط إلى مطرح الأول عبر البحر والثاني عبر هذا الممشى الجبلي الذي يصل ريام بمطرح. كان الطريق يأخذنا صعودا حتى وصلنا إلى أعلى ارتفاع وهو 200 متر فوق سطح البحر وهناك استطعنا أن نستمتع بواحدة من أجمل المناظر التي تطل على الطريق البحري "الكورنيش" والميناء ملتقطين بعض الصور التذكارية ثم لم نلبث أن تحركنا سريعا. كنت أظن بأننا سنقف على مناظر أخرى للميناء ولكني كنت مخطئا فلم نصادف مع تقدمنا في المشي مثل هذه المناظر ولذا اقول بأننا لم نعط المكان حقه من الجلوس والتأمل فيه والاستمتاع به. بعدها أصبح الطريق ضيقا يأخذنا نزولا لنختفي وراء الجبال والحذر كان عنواننا -حتى ندفع عن أنفسنا السقوط من الارتفاعات الكبيرة- والدهشة تملأ نفوسنا فلم نكن نتصور يوما ما بأننا سنكون وسط جبال مطرح . كنت أرى في هذا الطريق الضيق جمالا فريدا من نوعه فالجبل علي يميننا والهاوية على يسارنا ولا حواجز تحمينا ورغم ذلك لم نكن نشعر بالخوف أوالرهبة بل كنا نشعر بالنشوة والإثارة. تابعنا النزول لنصل إلى أرض مسطحة واسعة جدا مع بعض الأشجار المتفرقة هنا وهناك. جلسنا قليلا لنستريح وإذا بأحدنا يفاجئنا بأننا نستريح على جدار القرية القديمة المهجورة والتي أخبرت الشباب عنها في بداية المشي وهي موضحة أيضا في الخريطة الموجودة عند بداية الممشى. عندها دب الحماس في بعضنا وأخذ يحاول استكشاف ما بقي من هذه الأطلال. بعدها واصلنا المسير وكان الطريق يأخذنا للمشي عبر مسار ضيق الذي كان واضحا جدا أنه مجرى وادي خصوصا وأن المياه لازلت موجودة ولكنها راكدة. هنا لم تكن العلامات واضحة جدا ولكن كان من الواضح أن هذا هو الطريق الوحيد الذي ينبغي أن نسلكه .. وهنا لابد من القول بأن هذا الطريق يقتضي الحذر والانتباه في التحرك فتارة عليك بصعود بعض الصخور وتارة تحتاج إلى العبور من ضفة إلى أخرى، كما تصادفك في طريقك بعض الصخور الملساء الزلقة. وكانت لبعض الشباب مواقف كادوا أن يسقطوا فيها من ارتفاعات جيدة لتستقبلهم صخور الوادي ولكن و لله الحمد فقد جنبهم الباري السقوط. من الأماكن التي استرعت انتباهنا أثناء المشي وجود مكان واضح لتكون بعض الشلالات وتجمعها في ما يشبه البرك وذلك عند هطول الأمطار وهذا ما قرأت عنه في سبلة عمان حيث أفاد بعض المشاركين بأنهم كانوا يسبحون في هذه البرك المائية بعد هطول الأمطار. ناهيك عن الأماكن الكثيرة التي تصبح عند هطول المطر خضراء وهي واضحة للعين بمجرد رؤيتها.
وبعد مسافة لا بأس بها وصلنا إلى مكان فسيح آثرنا الجلوس فيه لأخذ قسط من الراحة وتناول ما قد جلبه كل واحد منا وكانت هذه أطول وآخر استراحة لنا فبعدها تابعنا المشي إلى أن انتهى بنا المطاف عند سد مطرح والذي لا يعلم بوجوده الكثير ممن هم في جيلنا. التقطنا بعض الصور التذكارية عند جدار السد بوجود بعض النباتات الخضراء وايضا بعض النباتات المتسلقة على الصخور. كان طريق الخروج يتمثل في تسلق الجبل الذي بجانب السد مع بعض الحذر للأحجار المتحركة الكثيرة وما إن تصل إلى القمة حتى تجد نفسك وقد أشرفت على مقبرة و هو نهاية الممشى الجبلي. البعض مشى عبر المقبرة والبعض مشى على محيطها لنصل أخيرا إلى منطقة سكنية وهي حلة الدكة -وهي التي يجري عبرها وادي خلفان- ومن هناك تصل إلى بنك مسقط على الطريق البحري "الكورنيش". كل هذا المشي استغرق منا حوالي الساعتين وهو أقل مما كنت قد توقعته. ونظرا لاتساع الوقت المتبقي اتفقنا على أن نسير إلى قلعة مطرح عبر الطريق البحري "الكورنيش" ونصعد السلالم التي لما يكتمل بناؤها إلى الآن وهكذا أكملنا المسيرة والتقطنا بعض الصور الجميلة للميناء وعدنا أدراجنا لننهي بذلك هذه المغامرة الشيقة والرائعة والتي تستحق التكرار.
ملاحظتان أخيرتان: الأولى أن الكتب والمواقع التي تحدثت عن هذا الممشى أعطته تصنيف (Grade 1) أي أنه الأسهل بين طرق المشي الأخرى وبعد هذه التجربة أستطيع القول أنه هذا الممشى ليس سهلا تماما بل يحتاج إلى بذل مجهود جيد وكذلك ينبغي أخذ الحيطة و الحذر من الصخور الزلقة والأحجار المتحركة حتى يتم تجنب السقوط والإصابات الناتجة عن ذلك. أما الملاحظة الثانية وهي مفيدة ومشجعة أن أغلب طريق المشي –في الصباح الباكر- يكون في الظل حيث تحجب الجبال أشعة الشمس من أن تصل إليكم وهذا مما يسهل كذلك من عملية المشي ويخفف وطأة حرارة الشمس.

الأربعاء، سبتمبر 29، 2010

رحلات من نوع آخر

كلما زرت وادي بني خالد كانت تستوقفني لوحة كبيرة وضعت عند مواقف السيارات وقد رسمت عليها خريطة توضح مسارا خاصا للمشي عبر هذا الوادي يوصلك إلى وادي طيوي. كذلك تزودك هذه اللوحة ببعض التعليمات مثل مسافة المشي والوقت المتوقع لقطع هذه المسافة والتي تضطرك للمبيت في منتصف الطريق بين هذين الواديين ونصائح أخرى .كنت أقف أمام هذه اللوحة لبضع دقائق متأملا هذا المسار وشعور بالرهبة والإثارة يتعاظم داخلي ، خصوصا وأن حبي لمغامرات استكشاف أودية بلادنا الحبيبة ليس عاديا. لكني أهملت هذا الموضوع في أول زيارتين واللتين تعودان إلى سنة 2003. ولكن الزيارة الثالثة لهذا الوادي والتي قمت بها مؤخرا استحثتني لأن أبحث عن هذا الأمر خصوصا وأني عدت لأستقر في الوطن بعد مهمة عمل لثلاث سنوات قضيتها في أبوظبي لم يحالفني الحظ فيها بأن أقوم برحلات برية عائلية كانت أم "شبابية" ولهذا كان الشوق كبيرا جدا إلى مثل هذه الرحلات. بدأت بالبحث في الإنترنت عن مواضيع متعلقة بالمشي عبر هذا الوادي ، فبحثت في المنتديات ومواقع السياحة العربية فلم أجد ما يروي ظمئي فقمت بالبحث باللغة الإنجليزية ، فتوصلت إلى معلومات كثيرة و مفاجئة من أهمها أن هناك طرقا كثيرة للمشي عبر الأودية وبين الجبال وتوجد خرائط توضح هذه المسارات وقد تم إصدار كتيبات خاصة بهذا الموضوع جمعت تحت هذا العنوان "Oman Trekking" من إصدارات "Explorer". تشرح هذه الكتيبات باختصار أماكن المشي والمغامرة هذه مع وجود خريطة توضح المسار الذي ينبغي سلوكه ودرجة صعوبة هذا المشي والوقت المستغرق مع المبيت أو من دونه ومعلومات أخرى قيمة. ومن خلال هذه الكتيبات تعرفت على كتاب آخر اسمه "Adventure trekking in Oman" ويوضح هذا الكتاب نفس المعلومات المذكورة أعلاه ولكن مع تفصيل مسهب لمعظم هذه الطرق إضافة إلى ذكره لطرق مشي كثيرة جدا لا تذكرها الكتيبات وخصوصا في محافظة مسقط.
بعد قراءتي لهذه الكتيبات وشيء من التفاصيل المذكورة في الكتاب الأخير قررت أن أنتقل بمستوى الرحلات التي كنت أقوم بها سابقا إلى مستوى جديد أكثر إثارة وتحدي. إذن نتظرني الكثير من المغامرات والرحلات التي ينبغي أن أستعد لها جيدا .. وسأوافيكم بتقرير عن هذه المغامرات عبر مدونتي هذه كلما قمت بها. ألقاكم قريبا

الثلاثاء، سبتمبر 21، 2010

رحلتي إلى تنوف

يوم الخميس 15/7/2010م: كنت أتصفح الصحف اليومية كعادتي في بداية كل يوم عمل ، وشد انتباهي الخبر التالي: هطلت بالأمس أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة على ولاية نزوى سالت على إثرها أودية تنوف وكمه ...الخ. كان الخبر غريبا فنحن في صيف يوليو الذي تكوي فيه الشمس وجوهنا ، وهناك في مكان آخر من عمان تهطل أمطار غزيرة !! لم أستطع مقاومة غريزة حب الرحلات خصوصا وأن لنا ذكريات رائعة وجميلة مع وادي تنوف فقررت أن أذهب إلى هذا الوادي في اليوم التالي أي الجمعة. أجريت بعض المكالمات وإذا برفيقي وصديقي العزيز د.علي مرتضى يقترح علي أن نطرق الحديد وهو ساخن فقال لي: لم لا نذهب اليوم بعد أن تنتهي من دوامك خصوصا وأن حرارة الشمس ستكون قد خفت حين وصولنا. أعجبت بحماسته الشديدة وبعد تفكير بسيط وافقته وذهبنا سويا إلى وادي تنوف. ولما وصلنا إلى نزوى شاهدنا المياه الكثيرة وقد ملأت أوديتها شاهدة على غزارة الأمطار التي هطلت. توقفنا أولا عند المنطقة الأثرية التي يقبع وادي تنوف خلفها ، وهي منطقة كانت قد بنيت على مساحة واسعة ولا زالت الكثير من معالمها واضحة رغم ما قد تعرضت له هذه المنطقة من تدمير سابقا وهذا ما تجدونه في هذا الرابط http://www.oman0.net/forum/showthread.php?t=33504.
لم نطل فخرجنا من المكان وتوجهنا صوب الوادي وحقيقة كان الماء غزيرا وسريع الجريان، قطعنا مجرى الوادي بالسيارة وتوجهنا صوب السد و بدأت الكثير من الذكريات تداعب مخيلتي. كنا كثيرا ما نأتي إلى هذا الوادي وكنا نستمتع كثيرا بالمشي فيه وتسلق درجات السد الكبيرة ومن ثم المشي على السد نفسه وكذلك السباحة تحت الشلال .. وهذا ما كررناه أنا وعلي فقد مشينا على السد الذي كان ممتلئا حتى أننا كنا نلمس الماء ونحن في أعلى السد .وقضينا أغلب وقتنا ونحن واقفون تحت الفلج الذي كان يفيض من كثرة الماء صانعا شلالا قويا وهادرا ، فكنا نشعر وكأن الماء يضربنا على ظهورنا بقوة وكأننا في حصة خاصة لتدليك الظهر. استرخينا تحت هذا الشلال وأفرغنا كل همومنا ومشاغلنا وخرجنا –بعد أن قرب وقت المغرب- وكأننا شخصين جديدين. ثم عدنا إلى مسقط وأنا أشكر الله على هذه الفرصة التي قدر لي أن أستفيد منها وكذلك أشكره على إرساله د.علي هذا الصديق الرائع الذي يماثلني بل يفوقني عشقا لمثل هذه الرحلات. أترككم مع بعض الصور وألقاكم في تقارير قادمة بإذن الله.

الأحد، أغسطس 29، 2010

مقترحات بخصوص المسابقة الأدبية

في تجمعنا الأسبوعي ببيت جدتي في سورنا الحبيب وبينما كنا على الإفطار ليلة الجمعة تحدث أحد الشباب قائلا : لم يكن مناسبا -في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة مولد الإمام الحسن (ع)- أن تشير اللجنة المسؤولة عن المسابقة الأدبية إلى الأخطاء الكثيرة التي حوتها الكثير من المشاركات وبالتالي حجب بعض الجوائز لعدم ارتقاء أية مشاركة إلى المستوى الذي يؤهلها لكي تستحق تلك الجائزة المحجوبة. البعض وافقه الرأي والبعض أشار فعلا إلى أنه كيف تعطى الجائزة لمشاركة لم تستوف معايير الجائزة خصوصا إذا كانت اللجنة قد وضعت شروطا وضوابط للجوائز الأولى. كان معنا في نفس الجلسة خالي صادق الذي كان أحد أفراد اللجنة فأفادنا بأن ما رأوه من الأخطاء كان كبيرا ولم يكن بالإمكان التغاضي عن ذلك. بعدها دار حديث قصير حول الموضوع وتم عرض بعض المقترحات على خالي صادق حتى ينقلها إلى اللجنة وأحب أن أذكرها هنا في مدونتي أيضا.

الاقتراح الأول يقول إذا كانت الأخطاء كثيرة وكما ذكر في الاحتفال –على سبيل المثال- بأن المقالات المشاركة افتقرت إلى عناصر كتابة المقالة فلماذا لا تقوم اللجنة المسؤولة بإعداد ورش عمل تتعاون فيها مع مختلف الجهات المعنية وتدور حول هذه المحاور : كيفية كتابة المقالة ، عناصر القصة القصيرة، كيف تكتب المسرحيات ، وغيرها من المحاور التي تخدم هدف اللجنة في الرقي بمستوى هذه المشاركات وبالتالي وجود مشاركات رائعة تنافس في مختلف المسابقات الأدبية التي ربما لن تقتصر على مجتمعنا فقط بل تتعداها إلى مسابقات على مستوى الدولة والمنطقة. الاقتراح الثاني كان يقول لماذا لا تنشر المشاركات الفائزة كنوع من التكريم والتشجيع وحتى يتعرف المجتمع على هذه الكفاءات الموجودة فتنال نصيبها من الدعم والتشجيع الذي سينعكس على أصحابها باستمرار عطائهم الأدبي الذي يثريهم على المستوى الشخصي ويكون (أي عطاؤهم) مصدر فخر وعز لهذا المجتمع في كل المحافل. الاقتراح الثالث -والذي جال بخاطري وأنا أكتب هذه المدونة- لماذا لا يعلن عن نوعية الجوائز حين طرح المسابقة لتكون دافعا و حافزا قويا لجلب المزيد من المشاركات.

ومن الاقتراح الثاني الذي يقول بنشر المشاركات الفائزة جاءتني بعض الأفكار. أولا: لماذا لا تتم طباعة هذه المشاركات على شكل مجلة دورية (بحسب دورية هذه المسابقات) تحتوي على كلمة تشجيعية للجنة المشرفة ومن ثم استعراض جميع المشاركات الفائزة بأسماء أصحابها. ويمكن حينها للجنة أن تعلن عبر هذه المجلة عن مسابقات مستقبلية أخرى. أما الفكرة الأخرى فلم لا تنشأ صفحة الكترونية خاصة بهذه المسابقة يتم فيها الاعلان عن المسابقة وتوضح فيها القوانين والشروط الواجب توافرها في المشاركات، و أخيرا نشر جميع المشاركات الفائزة عبر هذا الموقع كتكريم إضافي لهم. طبعا فكرة الموقع تقودنا إلى فكرة طالما نادى بها الكثيرون وهي إنشاء موقع خاص بالقبيلة يحوي كل ما يتعلق بالقبيلة من أخبار ومناسبات ومحاضرات ومسابقات ...الخ والتي لم تحصل على الضوء الأخضر إلى الآن.

اقتراحات وأفكار بسيطة أقدمها للجنة التي ربما تقودهم إلى أمور أفضل مما أوردته في الأسطر السابقة والله من وراء القصد.

الأربعاء، أغسطس 11، 2010

البطل والفيديو

كان يوم الإثنين (9/8/2010م) وهو اليوم الخاص بمباريات دور نصف النهائي لدوري التدريس يوما مثيرا جدا و استثنائيا بحق. وقد قدمت اللجنة المنظمة للدوري درسا جديدا للفيفا في ضرورة استخدام الفيديو لحسم بعض الأمور التي تتعلق بأخطاء الحكام. ماذا حدث ومالذي جرى ؟ إليكم التفاصيل:
انتهت مباراة فريقي (أ و ب) بالتعادل الإيجابي 1/1 وكان لابد من الاحتكام إلى ركلات الجزاء الترجيحية لتحديد هوية المتأهل إلى المباراة النهائية. طبعا يعلم الجميع أن للفريقين الحق في تسديد خمس ركلات وإن استمر التعادل تكون بعدها التسديدات ركلة بركلة.. حتى لا أطيل .. الركلة الأولى سددها بنجاح كلا الفريقين ، الركلة الثانية نجح فيها فريق (أ) وأخفق فريق (ب)، الركلة الثالثة نجح فيها كلا الفريقين. أصبحت النتيجة إلى الآن ثلاثة أهداف للفريق (أ) وهدفان للفريق (ب) ، وطبعا لا أنسى أن أذكركم بأن هذه الركلات كان يتابعها أولياء أمور بعض اللاعبين وعدد كبير من الجمهور كحالتي. نكمل .. الركلة الرابعة أضاعها كلا الفريقين لتبقى الإثارة مستمرة .. وأتت الركلة الخامسة وحلم النهائي يداعب مخيلة لاعبي فريق (أ) ولكنهم أضاعوا الركلة وانتعشت آمال فريق (ب) لتحقيق التعادل والاستمرار في ركلات الجزاء .. تقدم اللاعب وسددها ولكنه أخفق في التسجيل. من هنا بدأت الإثارة .. المفترض أن فريق (أ) قد تأهل للمبارة النهائية ولكننا جميعا تفاجأنا بأن الحكم قد أشار إلى إكمال الركلات، والعجيب أن لاعبي فريق (أ) لم ينتبهوا إلى فوزهم بل وحتى مدرب فريقهم لم ينتبه إلى ذلك ، بينما الجمهور يدرك أن هناك خطأ ما حدث ولكن ولعدم توثيقهم للركلات فلا أحد منهم يستطيع تحديد مكان الخطأ بالدقة .. المهم واصل الفريقان تسديد الركلات وسط ذهول الجماهير وأحرز كلا الفريقين الركلة السادسة وجاءت الركلة السابعة لتشكل قمة الإثارة .. ففريق (أ) أضاع الركلة بينما نجح فريق (ب) في تسجيلها وأعلن الحكم عن نهاية المباراة بتأهل فريق (ب) إلى المباراة النهائية. بدأ مسلسل الاعتراضات والصرخات على الحكام واللجنة التحكيمية بعدم قبول هذه النتيجة فالخطأ فادح وهو تأهل فريق (ب) غير المستحق إلى المباراة النهائية ، ودافعت لجنة التحكيم عن قرارها وأكدت صحة النتيجة بعد توثيقها لجميع الركلات وتطور الموضوع إلى أمور لا أحب أن أذكرها ... المهم أن اللجنة أصرت على النتيجة واحتسب فريق (ب) هو الفائز. ولكن ....... !!
ولكن القدر يأبى أن تضييع الحقوق فقد علمنا بالمصادفة أن ولي أمر أحد لاعبي فريق (ب) كان قد سجل جميع الركلات بالفيديو. فبعد أن هدأ الوضع قليلا تدخلت اللجنة العليا للدوري وبعد نقاش مع لجنة التحكيم تم الاتفاق على ضرورة مشاهدة الفيديو حتى لا تضيع الحقوق. تمت مشاهدة الفيديو في وقت متأخر من نفس اليوم في محضر ولي الأمر واكتشف الحكام مكان الخطأ .. فالركلة الرابعة التي سددها فريق (ب) لم تدخل المرمى ولكن الحكم الموثق لها احتسبها هدفا من دون قصد وهو (الخطأ) الذي أثار كل هذه البلبلة والضجة .. خرج المنظمون وقد عزموا أن يعيدوا الحق إلى أصحابه فأرسلت الرسائل الهاتفية حوالي الساعة 12.15 بعد منتصف الليل إلى المدربين وبدورهم إلى اللاعبين وأولياء أمورهم بأن فريق (أ) هو الفائز الحقيقي وهو الذي سيتأهل الى المباراة النهائية وهذا مما تشكر عليه لجنة التحكيم واللجنة المشرفة على الدوري. كان الخبر مفاجاة كبيرة وسعيدة لهم و لعب الفريق المباراة النهائية بنفسية سعيدة وتمكن من احراز البطولة بضربات الجزاء الترجيحية أيضا. فسبحان الله جاءت البطولة بالنسبة لهم بفضل الله تعالى وبمساعدة من تصوير الفيديو . كما لابد من تقديم جزيل الشكر ووافر التقدير لولي الأمر هذا ..فتصويره بالفيديو ولجوء اللجنة إلى هذا الفيديو كان يعني عدم تأهل فريق ولده إلى المباراة النهائية ولكنه كان متحليا بالروح والأخلاق الرياضية التي نحتاج إليها في كل أنشطتنا وقبل قرار اللجنة بتغيير النتيجة وإرجاع الحق إلى أصحابه. والسؤال: متى سيستعين الفيفا بالفيديو لفض مثل هذه النزاعات والكثير من الأخطاء التحكيمية القاتلة ؟!

الأحد، يوليو 25، 2010

وادي بني خالد "السحر والجمال"

نبذة عن الوادي :
يبعد وادي بني خالد عن محافظة مسقط بحوالي 203 كيلومترا وهو أشهر أودية المنطقة الشرقية وهو يعد من الأودية العمانية الدائمة الجريان والذي جعل من شهرته بأنه يأتي على قائمة ذكر الأودية العمانية، وتكمن روعة هذا الوادي في وجود البرك المائية الكبيرة التي تتجمع وسط التكوينات الصخرية على مدار العام وهي أبرز مقومات الجذب السياحي لهذا الوادي حيث نجد أن معظم السياح يقضون معظم أوقات فراغهم حول هذه البرك الجميلة نتيجة لروعة الموقع المحيط بها، بالإضافة إلى ذلك يوجد في هذا الوادي كهف مقل الذي يعتبر أحد أكبر الكهوف في السلطنة ويعتبر من المزارات السياحية في هذا الوادي إلا أن زيارة الكهف تتطلب الكثير من العناء نتيجة للصعوبة التي تصادف السائح أثناء الدخول إليه، كما نجد كذلك في الوادي بعض العيون المائية الطبيعية مثل عين حمودة وعين الصاروج وعين دوة إضافة إلى ذلك قرية بضعة الجميلة التي تتميز هي الأخرى كأحد الأماكن السياحية في هذا الوادي. (عمان نت)

الرحلة:
سبعة أشخاص اتفقنا على القيام برحلة استكشاف جديدة إلى وادي بني خالد بتاريخ 23/4/2010 .تحركنا عند الساعة 7.05 صباحا متأخرين نصف ساعة عن الوقت المتفق عليه بسبب تأخير حصل من طرفي :). طبعا لم يكن هذا هو التأخير الوحيد بل أضاف أحد السائقين نكهة أخرى للرحلة، ففي أثناء الطريق وفي ولاية ابراء اذا لم أكن مخطئا تجاوز صاحبنا بكل هدوء ورباطة جأش صف السيارات الذي أمامه ولكن عبر "جزيرة" وكانت آخر سيارة يتجاوزها ليعود بعدها إلى خط سيره الأساسي.. كانت سيارة شرطة :) !!!! ولكم أن تتخيلوا ما حدث. أوقفتنا الشرطة وبدأ عداد الوقت الضائع في العمل .. نزلت مع صاحب السيارة واضطررنا إلى سماع محاضرة توعوية .. هذا خطير، تعرضون أنفسكم وغيركم للخطر، يجب أن تكونوا قدوة ، ..الخ من الكلام الذي كنا في غنى عنه. حاولنا مع الشرطي .. يمين يسار فوق تحت :) ولكن لا فائدة كان مصرا على المخالفة فأصابنا اليأس وبعد أن حرر لنا المخالفة وبقي التوقيع عليها دب النشاط فينا مجددا .. وصاحبنا يقول للشرطي: ما هذا؟ بمخالفتكم في يوم الجمعة أنتم لا تشجعون الناس على السياحة !! لو كنت مكان الشرطي لحررت له مخالفتين :). عموما بعد أخذ ورد سئم منا الشرطي وأعرض عن المخالفة وبهذا نكون قد نجونا من المخالفة وذلك بعد حوالي 20 دقيقة من الأخذ والرد.
تابعنا السير ودخلنا طريق وادي بني خالد حوالي الساعة 9.30 وكان الطريق يأخذنا صعودا عبر الجبل وهناك توقفنا عند أول محطة "عين حمودة" .. نزلنا والشوق يسبقنا لرؤية ما يحويه هذا المكان من جمال وعندما وصلنا إلى سفح الجبل فوجئنا بأن "عين حمودة" أصبحت "خرابة حمودة". كان المكان قاحلا وسيئا جدا وكانت هناك بعض الأغنام التي فوجئت بمنظر هذا العين فسبقتنا بالرحيل عنه. لم نجد شيئا يذكر في هذا المكان فقمنا بأضعف الإيمان وهو التصوير مع لافتة "عين حمودة" الموجودة على الشارع. تابعنا السير والشارع يأخذنا صعودا ثم نزولا عبر جبال هذا الوادي ، إلى أن وصلنا إلى منطقة "عين الصاروج" وهي قرية عالية نوعا ما. وبسبب هذا الارتفاع لم يكن مشهد العين أو الماء واضحا من الأعلى
فدب الشك في نفوس الشباب لتجربتهم السابقة مع "حمودة" ولكني وأخي مصعب طمأناهم لعلمنا المسبق بالمكان. نزلنا إلى الأسفل لتشاهد أعيننا مكانا جميلا وهادئا جدا ، فالماء موجود وهو يغطي مساحة جيدة وينزل إليه أهل القرية للسباحة والاستسقاء. مكثنا بعض الوقت نتزود من جمال المكان ملتقطين بعض الصور التذكارية بعدها توجهنا حيث المقصد الأساسي حيث قرية مقل السياحية وهي قبلة السائحين هناك. كان البرنامج أن نستكشف كهف مقل في أول الأمر ولذلك لم نأخذ أغراضنا من السيارة. بداية كان المشي عبر فلج صغير ولمسافة ليست بالقصيرة بعدها وصلنا إلى مكان فسيح بجانب البرك المائية العميقة التي تشتهر بها ولاية وادي بني خالد وهي سر الجمال والسحر الذي يتمتع به هذا الوادي والذي يجعله مختلفا عن أي واد آخر. تابعنا المسير نحو الكهف تارة صعودا وتارة نزولا نتبع بذلك العلامات الموجودة مسبقا. ابتعدنا عن منطقة البرك وصادفتنا مناظر أخرى جميلة للوادي أجبرتنا على الوقوف والتقاط الصور،. بعد حوالي 25 دقيقة من المشي وصلنا إلى درجات بنيت حديثا توصلك إلى مدخل الكهف. أخرجنا مصابيح الإضاءة التي جلبناها وبدأنا بالدخول. بداية دخلنا محنيي الظهر نزولا إلى داخل الكهف وبعد مسافة 20 أو 30 مترا وصلنا إلى مكان فسيح جدا حيث استطعنا الوقوف وبدأنا نتأمل المكان بإعجاب فأعلى الكهف يزخر بالعديد من الفجوات التي تبدو وكأنها قباب وكلما تقدمنا أكثر كنا نسمع صوت تدفق الماء من دون أن نستطيع تحديد مصدر الصوت. بواسطة المصابيح اكتشفنا وجود طريقين داخل الكهف يمينا ويسارا فاتفقنا على أن نسلك الطريق الأيمن وفجأة تحرك جسم كبير أمامنا بسرعة ودون سابق
انذار وحقيقة خفت قليلا حتى أتبين أن هذا الجسم كان لأحد أطفال هذا الوادي الذي دخل إلى الكهف حتى يقدم لنا المساعدة من تلقاء نفسه. سألناه أين مصباحك ؟ أجاب بعدم احتياجه لذلك :). المهم أصبح هو قائدنا ، وأخذنا الطريق الأيمن وعند نهاية الطريق كانت هناك فتحة متوسطة الحجم نزل عبرها قائدنا إلى عمق جديد ونزلنا كلنا وراءه. بعدها مشينا قليلا والمكان يأخنا نزولا مرة أخرى فكان لابد من الانحناء إلى أن وصلنا إلى نهاية الطريق الذي ينتهي بالماء. كان المكان رطب نوعا ما ويشعرك بالاختناق قليلا ولذا أبينا إلا أن نبلل أنفسنا بالماء. التقطنا بعض الصور وسعدنا لوضوحها ثم عدنا من حيث أتينا وصعدنا عبر نفس الفتحة التي نزلنا منها وفوجئنا ببرودة المكان الذي لم نشعر به في بادئ الأمر.


كان أمرا عجيبا وكأننا نجلس في صالة مكيفة ، فوقفنا قليلا حتى نستمتع بهذا الجو الغريب. ثم عدنا حيث كنا وسلكنا الطريق الآخر الذي كانت نهايته شق ضيق جدا بين أرضية الكهف وبين جداره والذي يمتد على عرض الجدار والذي يستحيل الدخول إليه إلا زحفا على البطن. نشطت روح المغامرة فينا مرة أخرى فكان لابد من التجربة. كان الواحد منا لا يدخل عبر الشق إلا بعد أن يخرج من سبقه بالدخول ، ولقرب الرأس الشديد من جدار الكهف كان لابد من الحذر. كان الزحف يمتد لمسافة تقدر بخمسة أمتار تنتهي بوصولك إلى بحيرة وبعدها تعود أدراجك. صحيح أن المسافة قصيرة ولكنها طويلة في نفس الوقت لطريقة الزحف وصعوبته نوعا ما، ما جعلنا نتصبب عرقا. وقد علق أحد الشباب مازحا: الآن أحس بمعاناة السلحفاة !! :). كما تفاجأنا بأنا لسنا وحدنا في المكان فالعديد من الخفافيش تعيش هنا أيضا والتي كانت تطير بجانبنا.
إلى هنا انتهى برنامج الكهف خرجنا وأعطينا الطفل ما يستحقه على مساعدته لنا. تعليق: لو وقفت قليلا لتفكر وتتأمل كيف دخلت إلى الجبل عبر المدخل ومن ثم إلى أعماقه عبر الفتحة المذكورة ومن ثم الزحف عبر الشق الضيق لأصابتك القشعريرة ولخشع قلبك تجاه خالق هذا الجبل الذي أبدع وأتقن صنعه. عدنا بعدها إلى بداية الوادي حيث مواقف السيارات وبدأنا باستخراج أغراضنا ومن كثرتها وثقلها اضطررنا إلى استئجار عربتين من الأطفال المتواجدين عند المواقف و سعر كل عربة في الاتجاه الواحد ريال واحد. انطلق الأطفال بالعربتين وهم يمشون على جدار الفلج -الذي ذكرته سابقا- بكل سهولة ويسر إلى أن وصلنا إلى المنطقة الفسيحة التي تجاور البرك المائية و اخترنا مكانا مناسبا بين نخلتين لوجود مساحة جيدة من الظل. وضعنا أغراضنا وكان موعد صلاة الظهر قد حان، فصلينا في مصلى صغير تم بناؤه أعلى بعض التكوينات الصخرية الموجودة هناك ، ثم بدأنا بإعداد الغداء. كان غداؤنا عبارة عن مشاكيك لحم وخبز لبناني وبعض العصائر وقد أضاف البعض بطاطس عمان وبعض كميات الجبن إلى سندويتشاتهم. الحمد لله أن كفانا الغداء وتبقت بعض المشاكيك فأعطيناها لأطفال الوادي ، وبعدها أخذنا فترة مناسبة للاستراحة. وعندما خفت الشمس عصرا نهضنا قاصدين البرك المائية للسباحة وحقيقة فقد تغير الجو كثيرا بهبوب بعض النسمات الباردة والتي أثلجت نفوسنا وزادت من متعة السباحة وقد جرب بعضنا القفز من بعض المرتفعات والبعض الآخر ساعد بالتصوير والمشاهدة :) . حقيقة أمضينا وقتا رائعا وجميلا في السباحة والتي أراحت رؤوسنا المثقلة بالأفكار والمشاغل وأعادت إليها حيويتها وصفاءها. إلى هنا انتهى برنامجنا .. غيرنا ملابسنا وبدأنا رحلة العودة إلى العاصمة والتي وصلناها (حيث تجمعنا) حوالي الساعة الـ 9.30.


أترككم مع بعض الصور التي التقطناها

الثلاثاء، يونيو 08، 2010

اعصار الآلام

بقضاء من الله وقدره الذي لا مفر منه تعرضت بلادنا للإعصار الثاني في خلال أربع سنوات . رحل الاعصار وخلف الكثير من الجراحات والمشاهد المؤلمة. بعض النقولات والتعليقات أسطرها هنا.


(1)
كلنا سمعنا ببعض القصص المؤلمة .. فلا ننسى ضابط الشرطة المقدام الذي جرفته السيول جراء محاولة انقاذ ، وكذلك الفاجعة الأخرى حيث حاول أخ انقاذ أخيه الذي كان عالقا وسط المياه .. فأخذه التيار إلى رحمة ربه ونجا أخوه لاحقا .. لا أدري حالة أهله الذين اختلطت عليهم الأحزان والأفراح. و أسرة غرق بيتهم فلجؤوا إلى سطح المنزل وكانوا على شفا حفرة من الرحيل إلى أن أنقذتهم مروحيات الانقاذ فكتبت لهم حياة جديدة.
.
(2)
جرح قريات جرح عميق جدا .. فما خلفه "فيت" من دمار لايقل -حسب المعلومات المتوفرة- عن الدمار الذي خلفه "جونو" وقد تم الاعلان 200 منزل غمرته المياه في قريات. والمنتديات تتحدث بشكل مأساوي عن القرى التابعة لقريات مثل حيل الغاف ودغمر والحاجر. لا ننس أن هناك الكثير من الأسر الذين تهدمت منازلهم بعد اعصار جونو فأعطوا كرافانات مؤقتة للسكن إلى أن تحل مشكلتهم ،ولكن أتى "فيت" وأخذ معه حتى هذه الكرافانات وجعلتهم يلوذون بالجبال.
.
(3)
كلنا طالعنا الصور التي بثها التلفاز لولاية صور وجزيرة مصيرة ، مساحات شاسعة مغمورة بالمياه والتي أغرقت المنازل ذات الطابق الواحد في صور وكثير من الممتلكات المتضررة و السفن المهشمة في جزيرة مصيرة وكذلك نيابة الأشخرة وقد تحدث أحد الصحفيين عن تهدم الكثير من البيوت المبنية من الطين !!.
.
(4)
تأثرت مدن جعلان بني بو علي وجعلان بني بو حسن والكامل والوافي بهذا الاعصار تأثرا شديدا فالصحف تحكي عن تهدم "البنية التحتية" في الكامل والوافي و ودمار واسع في الممتلكات و وعدد كبير جدا من أشجار النخيل المتناثرة على الأرض والتي اقتلعها الاعصار من جذورها أبكت بذلك كبار السن من المزارعين الشيوخ "الذين رافقوها طوال حياتها وسقوها بماء أعينهم قبل أن يرووها بمياه الأرض" (وردت هذه العبارة في تقرير بإحدى الصحف المحلية) . بينما المنتديات تزخر بأحداث مأساوية عديدة تعرضت لها هذه المدن.
.
(5)
مأساة طريق العامرات تتكرر كلما أمطرت السماء . تهدم طريق وادي عدي -العامرات (مجددا) الذي يمثل الشريان الوحيد لأهالي هذه الولاية الذي يربطهم بقلب العاصمة وبالتالي صعبت من مهمة وصول المساعدات إليها.
.
(6)
غرقت منطقة القرم التجارية مرة أخرى جراء الأودية التي سالت بشدة ، وغمر الماء الشوارع فأصبح لا يعرف أين الرصيف، وتهدمت بعض الشوارع في مناطق المعبيلة والحيل. محافظة مسقط لم تتعرض للاعصار مباشرة بل بالسحب المصاحبة للاعصار وحدث ما حدث مرة أخرى.
.
(7)
"جونو" و "فيت" تجربتين مريرتين جدا ، الأولى تأثرت بها العاصمة على وجه الخصوص والثانية تأثرت بها المنطقة الشرقية أكثر من غيرها. هاتان التجربتان تقولان لنا أن بلادنا أصبحت معرضة لغيرها من الأنواء المناخية فعلى الجهات المعنية في الدولة الاستفادة منها في سرعة استكمال بناء السدود والجسور وكذلك انشاء عدد آخر كثير منها بمواصفات عالية الجودة وكذلك مراجعة شبكات تصريف المياه وتطويرها والتكثير منها لتحمي المنازل وتحفظ الأرواح . ونتمنى كذلك أن يتم تعويض المتضررين في أسرع وقت خصوصا من فقدوا منازلهم فمعاناتهم شديدة.
.
(8)
نسأل الله تعالى أن يجنب بلادنا الحبيبة العواصف والأعاصير .. ونسأله أن يحفظ أهلنا وإخواننا في كل عمان الحبيبة وأن يتغمد ضحايا الاعصار بواسع رحمته.

السبت، أبريل 17، 2010

ممنوع التدخين

بتاريخ 2/4/2010م تم تفعيل قرار منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة في جميع أرجاء البلاد. وخصصت غرامات كبيرة على المخالفين لهذا القانون. بكل صراحة كان قرارا ممتازا فغير المدخنين لهم كل الحق في أن يستنشقوا هواء نقيا خاليا من الدخان. ذكرني هذا القرار بحادثة طريفة حدثت معي في فترة عملي في أبوظبي. كنت قد اتفقت مع أحد الأصدقاء على تمضية مساء أحد الأيام في إحدى المجمعات التجارية التي تزخر بها دبي. اخترنا مول الإمارات وجلسنا في أحد المقاهي المنتشرة في هذا المول. أخرج صاحبي علبة السجائر الخاصة به ليشرع بالتدخين الذي يأنس به كثيرا وأتأفف منه كثيرا ، ولكننا أحسسنا بأمر غريب فلم يكن هناك من يدخن في هذا المقهى على غير العادة. سألنا أحد العاملين هناك فأجاب لقد صدر قرار جديد من بضعة أيام يجرم التدخين في الأماكن العامة المغلقة بدبي !. تضايق صاحبي بشدة وكنت أنا مسرورا بقدر ضيقه .. لم يستطع صاحبي هذا المكوث أكثر من 20 دقيقة في المقهى فخرجنا من المول لأجل أن يدخن وهو يقول بعصبية: ما هذا القرار السيء؟ انهم يظلموننا ويقطعون رزق هذه المقاهي فلا أحد سيأتيهم لعدم وجود ركن خاص بالتدخين في هذه المقاهي. كان متضايقا لدرجة كبيرة أما أنا فكنت أضحك ملئ فمي حتى كاد أن يخاصمني. قلت له هكذا أفضل على الأقل سنشم هواءا نقيا بدل الأدخنة التي خنقت رئتي ، ثم إن هذا القرار في مصلحة المقاهي، فقال باستغراب شديد: وكيف ذلك؟ فأجبته: أنت مكثت 20 دقيقة ودفعت ثمن ما شربته وغادرت من ضيقك وسيأتي غيرك من المدخنين ويمكث كما كمثت أنت وسيغادر مثلك وهكذا تتعزز حركة المقاهي. وشيء آخر انظر من حولك أصبح العوائل بأطفالهم يرتادون هذه المقاهي وهم يضيفون جوا جميلا إلى المكان وقبل هذا القرار لم تكن ترى إلا الشباب والأدخنة التي كانت تتصاعد من سجائرهم. لم يعجبه كلامي وقال لن أذهب مرة أخرى إلى دبي وما هي إلا أسابيع قليلة حتى طبقت أبوظبي هذا القرار. :)

السبت، أبريل 03، 2010

رحلة اكتشاف أعماق وادي شاب

كلما تحدثت عن وادي شاب أشعر وكأني أتحدث عن حبيب ومعشوق أشتاق لأن أكون بقربه وجواره. فعباراتي وانفعالاتي كلها تنطق بهذا الحب والعشق لهذا الوادي الجميل. وأعتقد أن كل من يزور وادي شاب مكتشفا أعماقه، وسابرا أغواره فلا سبيل له سوى أن يتحدث كما ذكرت. أحب في هذه التدوينة أن أتحدث عن هذا الوادي والمغامرة الأخيرة التي قمت بها مع ثمانية آخرين من الأصدقاء الأعزاء بتاريخ 12/3/2010م.
.
يقع هذا الوادي في نيابة طيوي التابعة لولاية صور على مسافة 76كم من قريات ولهذا فقد تجمعنا في محطة وادي عدي واستلمت من الجميع مبالغ الاشتراك ثم انطلقنا بسيارتين. من الأمور الجميلة التي استمتعنا بها في الرحلة هو وجود أجهزة الوكي توكي التي جلبها أحد الشباب فكنا على تواصل مستمر عبر هذا الجهاز وحقيقة استمتعنا بالطريقة الجميلة التي كان صاحب الجهاز يستعمله بها والأسلوب الفكاهي الذي كان يستخدمه والذي أضاف نكهة خاصة أنستنا الطريق الطويل.
.
سلكنا طريق قريات وهو غني عن التعريف. فهو طريق جميل خصوصا الجزء الذي يأخذك إلى أعلى الجبل ثم نزولا وبانحناءات شديدة. وكذلك الطريق الجديد الذي يربط قريات بصور فهو طريق جميل جدا فالجبال على جهة والبحر على الجهة الأخرى وقد صادفتنا الكثير من المسطحات الخضراء التي من الواضح أنها نتيجة للأمطار التي هطلت على هذه المنطقة مؤخرا حتى أن أجزاء كبيرة من الجبال والتلال المنتشرة كانت مكسوة باللون الأخضر.
.
وصلنا المحطة الأولى في برنامج الرحلة وهي متنزه هوية نجم وقد سبقنا البرنامج بحوالي عشرة دقائق. أما عن قصة المكان فيقال أن نيزكا كبيرا سقط منذ أمد بعيد على هذا المكان فأحدث فيه هوة كبيرة وعميقة جدا والتي خرج منها ماء البحر كما هي واضحة في الصور أدناه . طبعا حتى نصل إلى الماء كان علينا أن ننزل الدرجات الطويلة التي بنيت خصيصا لهذا الغرض. لم نمكث كثيرا في هذا المكان وخرجنا سريعا ونحن نسبق برنامج الرحلة بحوالي نصف ساعة. عندها قررنا أن نذهب لاستكشاف وادي طيوي ثم نعود إلى وادي شاب.




مناظر أكثر من رائعة صادفتنا أثناء جولتنا في هذا الوادي فالمساحات التي يغطيها الماء كثيرة جدا تتخللها الكثير من التكوينات الصخرية التي تضيف إلى المكان جمالا خلابا وسحرا جذابا وهو (أي الوادي) مناسب جدا للعائلات وذلك لكثرة الأماكن التي يمكن الجلوس فيها إضافة إلى وصول السيارات إلى هذه الأماكن الجميلة. بعد ذلك عدنا إلى وادي شاب.
.
المنظر التي تراه في مدخل الوادي يعد واحدا من المناظر الجميلة التي تزخر بها بلادنا الحبيبة فترى الماء ممتدا على مد بصرك وهو يتسلل بين جبلين كبيرين -مشكلا لوحة فنية جميلة ومادة رائعة للفنانين- وكأنه يدعوك لاكتشافه وسبر أغواره. الصورة المرفقة لبداية الوادي هي الصورة التي ستراها بكثرة لو بحثت في الانترنت عن مواضيع متعلقة بوادي شاب . المهم اخترنا مكانا في بداية الوادي للجلوس وصلينا الظهرين هناك وتناولنا غداءنا وبعدها أعدنا أغراضنا إلى السيارة ثم بدأنا مغامرتنا في اكتشاف أعماق وادي شاب.
.
بدأنا المشي في عمق الوادي وأخذنا معنا القليل جدا من متاعنا حتى لا يصيبنا التعب فالمشي طويل. بداية كان الطريق وكأنه طريق صخري لا ماء فيه سوى أنك بين جبلين ولكن سرعان ما بدأت ملامح الوادي الجميل في الظهور. وأثناء مسيرنا صادفتنا الكثير والكثير والكثير من المناظر الجميلة ،فغزارة الماء الموجود والشلالات الطبيعية الصغيرة المنتشرة نتيجة لكثرة الصخور المتواجدة كلها كانت مناظر تدغدغ الأبصار وتريح الأعصاب. ومع أن كل مقطع من مقاطع هذا الوادي يستحق الوقوف والتأمل في جماله إلا أننا كنا نسعى وراء هدف آخر لذلك لم نتوقف عند هذه المناظر الجميلة. من جملة الأشياء التي سعدنا بالمرور عليها هو بيت قديم تم نحته في باطن الجبل الذي كنا نتسلقه. كان بيتا واضح المعالم من حيث البناء ووضوح أماكن الغرف والمرافق التي تجعلك تفكر في ذلك الزمان وكيف كان يعيش أؤلئك الناس. تابعنا السير في هذه الطبيعة الخلابة نجتاز الصخور ونتسلق الجبل عبر طرق ليست واضحة المعلم تماما. ونتخطى الوادي من الجبل إلى الجبل ونجتاز مياهه البارده المنعشة وبعد 45 دقيقة وصلنا إلى نهاية طريق المشي ومن هناك كان علينا أن نكمل الطريق سباحة. وضعنا أغراضنا البسيطة في نهاية هذا الطريق وبدأنا السباحة. هي مغامرة رائعة وجميلة جدا أن نسبح في أعماق هذا الوادي ، اجتزنا البركة الأولى ثم أتت يابسة اجتزناها مع وخز الحصوات الصغيرة ثم أتتنا بركة أخرى سبحنا عبرها ثم يابسة وهكذا لحوالي 20 دقيقة حتى وصلنا إلى نهاية طريق السباحة حيث يوجد جرف صخري استرحنا عليه.
.
هناك تحدثت إلى الشباب عن المفاجأة التي وعدتهم بها .. أشرت إلى جبلين أمامنا تحسبهم ملتصقين تماما وقلت لهم إن بين هذين الجبلين طريقا ضيقا جدا بالكاد يتسع لشخص واحد يدخلك إلى مغارة كبيرة وجميلة هي مقصد وهدف ولب هذه الرحلة وهذه المغامرة، وفي الحقيقة فهناك طريق آخر لدخول هذه المغامرة يكون عبر الغوص تحت هذين الجبلين ولمسافة لا تتجاوز ثلاثة أمتار.
فضلنا الدخول بين الجبلين وبدأنا بالدخول واحدا بعد الآخر حتى أصبحنا جميعا داخل المغارة. منظر جميل ورائع أن تكون داخل المغارة وترى الطريق الضيق الذي دخلت عبره فيشعرك هذا بشيء من النشوة. كما أن الضوء الذي ينساب على الماء في مدخل المغارة يكسب الماء لونا جميلا جدا جدا. وأستطيع أن أجزم أن كل فرد وبمجرد دخوله المغارة قد نسي الجهد والتعب الذي لازمه طوال هذا المشي والسباحة. طبعا لم تنته المغامرة عند هذا الحد بل كان هناك المزيد ، كانت في أعلى المغارة فتحة صغيرة ينحدر منها الماء بقوة صانعا شلالا جميلا مضيفا إلى المغارة جمالا فوق جمالها. وكانت هناك حبال قد ثبتت على الطرف المائل من جدار هذه المغارة توصلك إلى هذه الفتحة فتسلق معظمنا هذا الجدار -الذي أقدر أن طوله يبلغ حوالي سبعة إلى ثمانية أمتار- بواسطة هذه الحبال وخرجنا من تلك الفتحة الصغيرة لنقف جميعا مشدوهين ومذهولين أمام ما نراه من جمال وسحر لا يمكن وصفه على الإطلاق. أحد الشباب أجاب على سؤال أحدنا عن طبيعة المكان في الأعلى؟ أجاب : هل يمكنك تخيل الجنة ؟ المكان بعد هذه الفتحة جنة حقيقية وكلامه لا يجانب الحقيقة على الإطلاق. كان أمامنا حوض ماء وكأنه حوض سباحة صافي اللون وأمام هذا الحوض بضعة صخور كبيرة ينساب منها الماء بنعومة على شكل شلالات وخلفها جبال الوادي الكبيرة. عندما رأيت هذا المنظر قلت لمن حولي : لهذا ازداد عشقا لهذا المكان في كل مرة آتي إليه. منظر لا يمكن للكلمات أن تفي حقه في الوصف فتقف عاجزة عن التعبير ولسان حالها: سبحان الله على بديع صنعه.
.
إلى هنا انتهت مغامرتنا ثم عدنا أدراجنا بنفس طريق السباحة والمشي وشعرنا جميعا بأن طريق العودة كان أقصر من طريق الذهاب ربما لأن الشمس قد خفت حرارتها أو لأننا جميعا قد ارتوت أبصارنا وسكنت ارواحنا فعدنا والنفس في ارتياح والقلب في اشتياق. أخذت منا هذه المغامرة ذهابا وإيابا حوالي ثلاثة ساعات ونصف كانت مليئة باللحظات الجميلة والمناظر الخلابة والدعابات التي لم تكن تنقطع أبدا طوال هذه المغامرة. غيرنا ملابسنا عند سياراتنا وبدأنا رحلة العودة. توقفنا في أحد المساجد للصلاة وبعدها تابعنا السير ووصلنا محطة وادي عدي حوالي الثامنة والنصف أي متأخرين بحوالي نصف ساعة عن الوقت المقدر للبرنامج.
.
ختاما أنصح الجميع بزيارة هذا الوادي الجميل والرائع وألقاكم في تقارير قادمة بإذن الله تعالى.

السبت، يناير 30، 2010

حوار في أعلى مأتم

نظم القائمون على مأتم السيدة أم كلثوم(ع) بنازي موجا في ليلة الجمعة ليلة 6 صفر مشكورين جلسة حوارية مع سماحة السيد جعفر الموسوي وقد امتلأ المأتم الذي يتسع لحوالي 70 شخصا عن آخره.كانت حوارية رائعة وبها الكثير من الإشارات والعبر والدروس التي استفاد منها الجميع. في الأسطر القادمة أذكر بعض النقاط التي تم التطرق إليها في الحوار والتي استطاعت ذاكرتي الضعيفة أن تختزنها. وإذا كنت حاضرا عزيزي القارئ في هذا الحوار وتذكرت نقاطا أخرى فيسعدني أن تضيفها عبر خاصية التعليق على التدوينة.
.
ضعف حضور الناس إلى صلاة الجماعة خصوصا في صلاة الفجر.
تحدث السيد عن غياب مفهوم الثواب والأجر عن أذهان الناس فيما يخص صلاة الجماعة. مثال: لو كانت هناك بضاعة بيعت بـ 100 ريال وعلم ذلك البائع أن نفس هذه البضاعة بيعت بعد ساعات بمليون ريال ! ماذا سيحدث له ؟ سيصاب بجلطة لأنه علم بأنه ضيع تلك الفرصة العظيمة. كذلك صلاة الجماعة فكيف نرضى بثواب إحصاؤه بسيط في صلاة المفرد مقابل ثواب لا تستطيع ملائكة السماوات والأرضين أن تحصيه إذا زاد العدد على عشرة كما نصت على ذلك الروايات. لو تأمل الإنسان في هذا المعنى لاستحال عليه تفويت صلاة الجماعة. أما صلاة الفجر فالله الله بصلاة الفجر، كيف تريد أن ترتقي إلى الدرجات العالية وأنت نائم عن صلاة الفجر. كلها ركعتين ولكن ثوابها مضاعف ، فلدينا روايات تفيد أن ملائكة الليل لا تصعد إلا بعد أن تصلي الفجر مع المؤمنين وتسجل ثواب صلاتهم وكذلك ملائكة الصباح تنزل لتصلي مع المؤمنين وتسجل هذا الثواب. إخواني وإذا كانت عندكم همة فلا تناموا بين الطلوعين للكراهة الشديدة لهذه النومة كما دلت على ذلك الروايات. وحقيقة فإن الاستيقاظ وعدم النوم بين الطلوعين له عظيم الأثر على أرزاق الناس وصدقوني وبالتعقيبات ينقضي الوقت سريعا.
.
ما إن تنتهي أيام عاشوراء حتى يقل الحضور بشكل ملفت ولا يعود إلا مع وجود مناسبة.
حضور المأتم ينبغي أن يكون رغبة في الثواب ومن أجل الحسين (ع) وفاطمة (ع) لا من أجل الخطيب. لا ننكر أن للخطيب أهمية بالغة في جذب الحضور بأسلوبه ومواضيعه التي يعالجها، ولكن علينا الارتقاء لنصل إلى درجة يكون فيها حضورنا للمأتم حبا لسيدتنا فاطمة (ع) التي تحضر مجالسنا ، وحبا لمولانا الحسين (ع) ،الذي ينظر بجسمه البرزخي إلى الحاضرين، ويسجل أسماءهم كما نصت على ذلك الروايات. اذا استحضرنا هذا المعنى حينها ستكون المجالس عامرة بالحاضرين حتى بعد انقضاء العشرة الأولى.
.
كيف نستحضر الخشوع في صلاتنا خصوصا أثناء فترات العمل؟
استحضار نية القربى في العمل وعلى مدار الساعة كفيل بتحصيل بعض درجات الخشوع في الصلاة. أما إذا كنا في غفلة طوال اليوم فكيف نريد استحضار الخشوع في صلواتنا إذا جاء وقتها فالخشوع ليست كبسة زر ننتقل بها من الغفلة إلى الخشوع. أمر آخر يساعد في تحصيل الخشوع هو الاستعداد للصلاة قبل وقتها ولو بوقت قليل يحاول فيها المصلي أن يفرغ من قلبه ماديات الحياة الدنيا كما كان يصنع السيد الشهيد باقر الصدر الذي كان يجلس مع نفسه لدقائق قبل أن يقوم للصلاة وبسؤاله عن ذلك قال: أود أن أفرغ قلبي من المسائل الفقهية التي كنت قد درستها اليوم حتى أفد على الله بذهنية صافية. أما إذا كنت مستغرقا في مشاهدة المسلسلات والأفلام وقمت بعدها إلى الصلاة حينها ستتسابق صور الممثلين لتستولي على مخيلتك لتعكرعليك صلاتك وخشوعك. أمر آخر الأكل إلى حد الشبع يؤثر صحيا وروحيا ، فإذا ملأت بطنك فسيلقى عليك النعاس الذي يحرمك من تحصيل الخشوع في الصلاة. أحبائي اهتموا بصلاتكم وحاولوا أن ترتقوا في أدائها ، الناس في هذا الزمن يبدلون هواتفهم وسياراتهم وأثاثهم دوريا بحجة التجديد ومواكبة العصر أما الصلاة فهي نفسها لم تتغير منذ التكليف إلى هذا اليوم. بادر إلى صلاتك لتصلحها وتطورها فهي سبيلك إلى الله تعالى ومن دونها فالطريق إلى الله مقطوع لا محالة.
.
كيف نطور من ذواتنا ونسير إلى الله تعالى؟
تحدث السيد كثيرا في هذه النقطة لكني لا أتذكر من كلامه إلا الآتي: أحبائي لكل من أراد السير إلى الله تعالى أقول له باختصار أن يتبع الخطوات التالية: المرحلة الأولى القيام بالواجبات وترك المحرمات فإذا تمكنت من هذه المرحلة بعون من الله تعالى فعليك بالمرحلة التالية وهي الإتيان بالمستحبات وترك المكروهات وإذا تمكنت منها بتوفيق وعناية من الله عزوجل فعليك بالمرحلة الأخيرة وهي ترك المباحات التي تؤدي بك إلى المكروهات. وباختصار أكثر اقول لكم كما قال أحد العلماء لما سئل عن ذلك فأجاب: عليك أن تهتم بشيئين إثنين الأول الاهتمام بكتاب الفتاوى للمرجع الذي تقلده والثاني الاهتمام بكتاب مفاتيح الجنان. يقول السيد: توجد كتب أخرى عظيمة غير مفاتيح الجنان ينصح بالإطلاع عليها ككتاب الإقبال للسيد ابن طاووس. من الأمور الهامة التي من شأنها تطوير الذات محاسبة النفس. فلتكن لنا جلسة يومية مع أنفسنا قبل أن نخلد إلى النوم نحاسب فيها أنفسنا على أفعالنا اليومية. ولتكن لنا محاسبة شهرية وفصلية (كل ثلاثة أشهر مثلا) ومحاسبة سنوية ولتكن يوم عيد ميلادك تراجع فيها نفسك أين كنت في السنة الماضية وأين أصبحت الآن. فمحاسبة النفس في غاية الأهمية في مجال تطوير الذات والارتقاء بها إلى الدرجات العالية.تحدث السيد قليلا عن نهج البلاغة وحث الحضور على الاهتمام بهذا التراث العظيم واقترح تخصيص يوم في السنة يكون يوما للنهج تقام فيه مسابقات حفظ خطب نهج البلاغة التي تم الاعداد لها في فترة سابقة. يقول السيد إن الناشئ الذي يداوم على حفظ ولو خطبة واحدة للإمام سنويا يصبح بعد خمسة سنوات بلغيا لما يحويه النهج من بلاغة لا يرقى إليها مخلوق.
.
سئل السيد عن التقليد وشروطه وواجبات المقلد.
أما عن شروط التقليد فهي مذكورة في الكتب الفقهية ولا أخوض فيها. فيما يخص التقليد أحب أن ألفتكم إخواني إلى ضرورة التحلي بالوعي فما حصل في بعض الفترات ويحصل في بعض المناطق إلى الآن فيما يخص تقسيم المؤمنين إلى مراجعهم فزيد من جماعة المرجع الفلاني وعمرو من جماعة المرجع الفلاني الآخر وزيد يتحسس من عمرو وبالعكس حتى وصلت الأمور في بعض المناطق إلى حد القطيعة والعداء بسبب هذه التعددية. أو ترضي هذه الأمور مراجعنا العظام ؟ قطعا الجواب كلا. كلها أمور بعيدة كل البعد عن الله تعالى. تعدد المرجعيات عندنا تعتبر نقطة قوة يحسدنا عليه أبناء بقية المذاهب. ألا تبعضون في بعض فتاويكم .. فترجعون في مسائل الاحتياط الوجوبي إلى مراجع آخرين مع مراعاة الأعلم فالأعلم؛ فهذه من نقاط القوة التي يتميز بها مذهبنا. كلكم على اختلاف مراجعكم تشتركون في حب محمد وأهل بيته الأطهار تشتركون في خدمة الحسين والمذهب فلا ينبغي أن ننزل أنفسنا إلى هذا المستوى.
تعليق من عندي: أتذكر في بعض الجلسات التي دعيت إليها منذ سنوات تحدث أحد المؤمنين عن التقليد وقال: واجبنا أن نحث المجتمع على التقليد وأن نذكرهم بأن عمل العامي بدون تقليد باطل فلابد له من التقليد. أما من نقلد فلا دخل لنا به خصوصا إذا راعى العامي شروط التقليد التي ذكرت في الكتب الفقهية فهذا شأن بينه وبين الله تعالى.
.
استفسر أحد المؤمنين عن المصدر الذي استند عليه السيد في نسبة الطلاق التي ذكرها السيد في إحدى محاضراته.
نسبة الطلاق في أول عشرة سنوات زواج تصل لحوالي 70% وهذه النسبة تخص المجتمع الكويتي. وأعتقد أن المجتمع العماني يتشابه مع هذا المجتمع في عدة خصائص كما معظم المجتمعات الخليجية، فيصح أن نعمم هذه المسألة على هذه الدول. وبشكل عام وجود هذه المشكلة الكبيرة في مجتمعاتنا يدل على وجود خلل كبير في تطبيق وممارسة الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بأمور الزواج وحقوق الزوجية. مصيبتنا الآن أن الناس يتزوجون على جمال المرأة من دون النظر إلى دينها وعقلها. يقول الرسول (ص) :"إياكم وخضراء الدمن ،قالوا وما خضراء الدمن؟ قال المرأة الحسناء في منبت السوء". فكما أن الإنسان يدرس مشاريعه الدنيوية ويحسب للربح والخسارة ألف حساب فما بالنا بالزواج وهو مشروع أخروي ؟! ألا يجدر بنا التأني وعدم الاستعجال في مسالة اختيار شريكة الحياة. صدقوني إخواني مهما كانت المرأة جميلة فإن جمالها لن يدوم إلا لبضعة أشهر بعدها يبقى جمال الروح والأخلاق فإذا لم تكن زوجتك كذلك حينها تبدأ المشاكل بالظهور وتتطور لتصل إلى الطلاق في آخر الأمر. نعم الإسلام لا يصرف النظر عن الجمال ولكن إن تخير المرء بين إمرأة متدينة متوسطة الجمال وبين إمرأة ضعيفة التدين فائقة الجمال؛ فهنا على المرء أن يختار الأولى ففيها سعادة الدنيا والآخرة.
.
ما رأيكم في التطبير وفي مشاركة المرأة لمسيرات العزاء الخاصة بالرجال والنظر إلى أجسام الرجال أثناء العزاء.
أما مشاركة المرأة للرجال فلا يوجد هناك نص بحرمة هذا الشيء ولا أفتي من عندي. ولكنني أقول أن مشاركة النساء في هكذا عزاء أمر غير محبذ، فخير للمرأة أن لا ترى الرجال إضافة إلى ذلك إن هذه المشاركة في العزاء أو وقوف النساء للتفرج على الرجال يجعلهن في معرض النظر من قبل الرجال الأجانب وهذا أمر ينبغي تجنبه، ألم يأمر الإمام السجاد (ع) لسهل أن يدفع بعض المال لحملة الرؤوس حتى يتقدمون القافلة ولما ساله سهل عن ذلك أجاب: حتى ينشغل الناس بالنظر إلى الرؤوس فقد هتكت عماتي من كثرة النظر . أما النظر إلى أجسام الرجال أثناء العزاء فما دمت أتحفظ على المعنى الأول فهذا التحفظ يجري على هذا الأمر من باب أولى. أما التطبير فلا يوجد عندنا نص يحرم التطبير فمعظم الفقهاء يجوزون التطبير وبعضهم يدخلونه في باب الجزع المستحب على الإمام الحسين (ع). صحيح علينا مراعاة الظرف الذي نعيش فيه فإذا كان في التطبير تشويه وإهانة للمذهب فعندها يطرأ عنوان ثانوي يحرم القيام بهذه الممارسة كما يفتي بذلك مجموعة من الفقهاء. شيء آخر إذا كان التطبير يجلب مفسدة كبيرة لمجتمع ما ؛كأن تمنع مسيرات العزاء وتمنع المجالس ويصاب المجتمع في فعالياته وأنشطته عندها لابد من تقديم دفع المفسدة على القيام بهذه الممارسة وإن عدت مستحبة عند بعض الفقهاء. أما إذا تمت هذه الممارسة في أماكن مغلقة فلا بأس وهم أحرار.
انتهى بذلك الحوار مع السيد وأتمنى أن أكون قد وفقت في استعراض معظم النقاط ولو بشكل مختصر. دعواتكم الكريمة.

الأربعاء، يناير 27، 2010

السيد الذي أحبه الجميع

طلعة بهية ، ابتسامة جميلة، أسلوب سلس شيق ،مواعظ بليغة، روحانية عالية، وولاء عظيم، كلها سمات تجلت في شخص سماحة السيد جعفر الموسوي(حفظه الله). هذه السمات جعلت الحضور في المسجد يزداد يوما بعد يوم، فعادت بذلك إلى المسجد والمجلس الحسيني زهوتهما وبهاؤهما. نال السيد استحسان جميع من حضر مجالسه من رجال ونساء،من جميع الفئات العمرية أطفالا وشبابا وكبار سن والسبب كما قال الكثيرون خصوصا الشباب (إضافة إلى العوامل المذكورة) : لقد أحببنا السيد ؛ فهو شاب قريب لنا في العمر يخاطبنا بأسلوبنا، ومنطقنا ويفهم همومنا، ولهذا فإن مواعظه وإشاراته لها عظيم الأثر على قلوبنا، خصوصا وأن مواعظه كلها كانت تمس صميم حياتنا اليومية. كل من حضر للسيد أعجب به ، بل وأكثر من ذلك فكل من رأى السيد أحبه ، وهذا ليس قولي بل قول العديد من الناس. حتى أن بعضهم قال إن الله تعالى قد حبا السيد بوجه نوراني ، جعل محبته تتغلغل في قلب كل من يراه. وعبارات الأسف لفراقه ،والاشتياق للقياه في المرة القادمة من قبل البعض لهي خير دليل على هذا الحب الكبير. وهنا لابد من توجيه الشكر الجزيل للجنة الخطباء على دعوتهم و استضافتهم لسماحة السيد، كما نشكر سماحته على قبول هذه الدعوة والتفضل علينا بهذه المحاضرات القيمة ، والشكر موصول كذلك إلى الإخوة الأعزاء القائمين على المآتم في أبوظبي أن عرفونا بهذا السيد ،وكانوا هم السبب في قدوم سماحة السيد إلى ربوع بلادنا الحبيبة، وأسأله تعالى أن يجعل مسجدنا مسجد الرسول الأعظم (ص) محطة دائمة يحط السيد رحاله فيها.