مجتمعنا الحبيب ولله الحمد في توسع دائم كأي مجتمع آخر وكثرة الزيجات والأعراس أدل دليل على ذلك. فرحة كل فرد هي فرحة للمجتمع بأجمعه فهذا الشاب أو الشابة ترعرعا وسط المجتمع وأنشطته المختلفة وكبرا وشبا على أجوائه الإيمانية المفعمة بحب النبي (ص) وأهل بيته الكرام (ع) فما أجملها من لحظات وأساتذة ومشرفي هؤلاء الشباب يرونهم وقد بلغوا مبلغ الزواج –فضلا عن أسرهم وعوائلهم- وهم يسترجعون معهم ذكريات الأنشطة من التدريس وتلاوة القرآن وحفظه وغيره من الأنشطة الكثيرة التي لم تهدف إلا إلى تنشئة الجيل تنشئة إيمانية ولهذا أقول أنها فرحة للمجتمع بأسره.
إلا أن هذه الفرحة بدأت تشوبها بعض الشوائب وهنا لابد لنا من الحديث بصراحة وبشفافية فكثرة الأعراس والزيجات بدأت تتحول من حالة فرح وسرور إلى حالة ضيق وتذمر عند الكثير من الناس وأصبح الحديث عن الأعراس وكثرتها حديث الكثير من المجالس والتجمعات وعند مختلف فئات المجتمع. الحياة بتسارعها الشديد وتوسع القاعدة المجتمعية بدأت تفرض واجبات اجتماعية كثيرة منها حضور حفلات الأعراس الكثيرة (محل الحديث) وما يرافقها من بروتوكولات اجتماعية كتهنئة أهل العروسين بزيارات منزلية ومن ثم بإذن الله تهنئتهم بالمواليد الجدد فضلا عن زيارات صلة الأرحام لمختلف المناسبات وغيرها من الضغوط التي أدت إلى تقلص الأوقات المتاحة للأسر والعوائل للجلوس مع نفسها وذويها والتقاط أنفاسها من صخب الحياة وزحمتها.
عودة إلى كثرة الأعراس ، أعرف أناسا بدؤا بالاعتذار عن حضور حفلات العرس في يوم معين لأنه يوم تجمع العائلة وهم ينتظرون أسبوعا كاملا لهذا التجمع. وآخرون لو تذكرهم بموعد حفلة ما سيجيبوا مع الأسف تمت دعوتي إليه ومن سيقول لك تعبنا من كثرة الأعراس وآخر يقول الحمد لله أنا غير مدعو لهذه الحفلة و غيرها من الأجوبة مما ينبيك عن حالة الضيق والتذمر التي بدأت تنتشر في مختلف شرائح المجتمع بسبب كثرة هذه الزيجات التي بدأت حقيقة تضغط علينا جميعا في أوقاتنا وترهقنا بالحضور المتواصل وهذا ما يلاحظه الجميع عند انتهاء صيغة العقد فالناس لا تنتظر توزيع الحلوى والقهوة وتقوم للتهنئة حتى تخرج سريعا وهذا أمر متفهم جدا.
من هذا المنطلق وحرصا على فرحة الجميع أفرادا ومجتمع وتسهيلا للجميع أطرح بعض الحلول والأفكار لحفلات أعراس الرجال "دون النساء" آملا أن يجد قبولا بين الشباب وذويهم. الحل الأول ليس بجديد فقد طرح كثيرا وصدر فيه بيان سابق من مشيخة القبيلة كذلك وهو العرس الجماعي. لا أتحدث من منطلق تخفيف التكلفة على العريس فهذه الجزئية قد يتحسس منها البعض وإنما نتحدث من منطلق توفير الوقت على الناس والمجتمع . ماهي الفكرة: أمثلها بمثال: أتانا أسبوع يحوي أربعة زيجات من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء هذا معناه أيضا أربعة حفلات للنساء أيضا في هذه الأيام ، الفكرة التي أطرحها أن يجتمع هؤلاء الرجال كلهم في حفلة واحدة مثلا يوم السبت أي في يوم سابق على حفلة نسائهم وذلك لإجراء صيغة العقد واستقبال المهنئين وبعدها يتجهز العريس مع أهله وبعض أصدقائه في يوم لاحق من نفس الأسبوع ليذهب إلى زوجته في قاعتها. بهذا الحل تكون لنا حفلة واحدة في الأسبوع نستطيع أن نرتب لها أوقاتنا وكذلك نستطيع أن نطيل الجلوس فيها لأنه يوم واحد. لا أتصور أنه حل صعب إلا أنه يحتاج إلى تنسيق معين وصدر رحب وتقبل وتواضع من العريس نفسه وكذلك من أبيه وأهله فمن السهل جدا عدم القبول بحجة أن لنا معازيمنا وناسنا وعلاقاتنا وكذلك الأهل الذين يقفون في صف تلقي التهاني سيتقلص عددهم من طرف كل عريس وهذا قد لا يرضي الجميع وغيرها من الحجج. لذا أقول هو حل يحتاج إلى تنسيق وتواضع من الجميع لما فيه الصالح العام للضيوف والمجتمع ونحن لا ينقصنا الوعي في هذا المجال لأني أخشى أن يأتي يوم ويبدأ الناس فيه بعدم الحضور والاعتذار الصريح لكثرة الأعراس وتتابعها.
الحل الثاني .. الدعوة الخاصة.
صحيح أن العريس وأهله يفرحون بكثرة الحضور والذي يضفي جوا خاصا على الحفل لكن في المقابل ينتظر الحضور كثيرا جدا حتى يهنؤوا العريس وأهله بعد انتهاء صيغة العقد. لماذا لا نكتفي بأعراس خاصة بدل هذه الأعداد الكبيرة التي تزيد على الألف في كثير من الأحيان وتكون الفكرة فيها أننا نحب أن يشاركنا الناس في فرحتنا ولكن تسهيلا منا عليهم وحرصا على أوقاتهم نكتفي بعرس خاص وهنا يحتاج المجتمع أن يكون ذو صدر رحب لتقبل ذلك وأن لا يثير ذلك حالة من "الزعل" بين الناس أن والد العريس لم يقم بدعوتي فليس ذلك إلا تسهيلا منه على الناس.
بعض الأفكار الأخرى ...
لماذا لا يأتي العريس ويقف في صف مستقبلي الضيوف حتى يهنئه الضيوف عند قدومهم وبعدها وبعد صيغة العقد وبعد تناول وجبة العشاء ينصرفون من دون أن يضطروا إلى الوقوف في الصف وتهنئة الأهل والعريس مرة أخرى فذلك مما يسهل على الناس والحضور ويضفي بعدا جميلا وهو استقبال العريس لضيوفه وضيوف أهله. أما تأخره فيضطر معه الكثير من الناس إلى الوقوف في الصف الطويل للمهنئين في انتظار أن يهنئوا أهل العريس للمرة الثانية اضطرارا حتى يصلوا إلى العريس الذي لم يهنئوه بعد. ثم هل نحتاج إلى أن يقف جميع أعمام وأخوال العريس والعروس كذلك في صف تلقي التهاني فيطول بذلك الوقت المستغرق ..أعتقد أنه ينبغي إعادة النظر في هذا التجمع الطويل.
في الختام أتمنى أن يتم تداول ما ذكرته بين مختلف شرائح المجتمع وأن تتبنى هذه الحلول المقترحة أو نخرج بحلول أخرى أفضل مما ذكرت المهم أن نجد حلا لهذا الموضوع فبقاؤه على هذه الحال غير حميد وغير مفيد وفيه هدر للكثير من الأوقات.
منتظر حسن محسن
أبو زهراء
17/8/2015
لي بعض التعليقات على مواضيع أخرى ذات صلة أطرحها على مجموعة مقالات في وقت لاحق بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق