ليلة الأربعين كانت ليلة حزينة جدا بالنسب لي لسببين، الأول أنها ليلة تجدد أحزان آل بيت محمد (ص) بعودة قافلة السبايا إلى أرض كربلاء والسبب الثاني هو عدم وجود فعاليات تليق بحجم هذه المناسبة هنا في أبوظبي. وصلت إلى المسجد قبل حوالي نصف ساعة من بداية المجلس وهذا ليس حرصا مني على حجز مكان ملائم وإنما لأنه لم يكن لدي ما أفعله قبل وقت المحاضرة. فعاليات هذه الليلة بثت في الشوق والحنين لفعاليات سورنا الحبيب؛ فلا حضور هنا يعكس أهمية المناسبة (لدرجة أنك لو أتيت قبل نهاية المحاضرة بخمس دقائق لحصلت على مكان أكثر من مناسب) ولا قصيدة تجعلك تتفاعل معها ولا موضوع يغذيك روحا وفكرا حتى اللطميات لم يكن لها طعم فالمعزين لم يتجاوز عددهم الثلاثون. فعلا الفعاليات التي تقام في سورنا الحبيب نعمة إلهية يستشعرها بشدة من ابتعد و حرم منها. عدت إلى البيت وحاولت أن أشاهد ما تبقى من اللطميات عبر موقع 14Moons ولكن بطء خط الإنترنت لدي حال دون هذه المشاهدة فكان عزائي الوحيد هو التلفاز وذلك بالتفرج على القنوات الشيعية التي تنقل مشاهد ومواكب العزاء من كربلاء المقدسة. بعد هذا الألم للبعد عن هذه الأجواء الحسينية عزمت في صباح اليوم التالي أن لا أفوت مجلس الزوال علي فأخذت معي -وانا ذاهب الى العمل- سماعة الأذن الخاصة بالكمبيوتر وأنا أدعو الله أن يكون خط الإنترنت في أفضل أحواله. فتحت الموقع في تمام الساعة 1.25 دقيقة وإذا بخالي محمد يقرأ لطمية "خيرة الله من الخلق أبي" تجمعت الدموع في مقلتي وأنا أرى أهلي وأحبائي وقد امتلأ بهم المأتم الكبير وبعدها بدقائق معدودة دخل موكب العزاء والكل يهتف "حسين .. حسين" تمنيت لحظتها أن أكون معهم أهتف وأصرخ فكانت دموعي هي سلوتي وعزائي. استمعت الى المجلس كاملا وتابعت المشاهدة إلى نهاية العزاء والحنين يشدني إلى هذه الأجواء الحسينية الرائعة التي تفتقرها أبوظبي. كان البث يتقطع بعض الأحيان ولكني أستطيع القول بأني استطعت متابعة 90% من المجلس والعزاء لذلك أوجه الشكر الجزيل لكل القائمين على موقع 14Moons على هذه الخدمة التي وفروها لعشاق الحسين (ع) الذين حرموا من التواجد الفعلي في هذه الفعاليات فتواجدوا (بواسطة هذه الخدمة) بأرواحهم وقلوبهم العاشقة في هذه الأجواء الروحانية.أسأل الله تعالى أن يحفظ لنا جميعا هذه الشعائر الحسينية وأن يتقبل أعمالنا وأعمالكم جميعا وأن يعيدنا لمثل هذه المناسبات ونحن في صحة وعافية في ديننا ودنيانا.
هناك 15 تعليقًا:
لا ألومك يا منتظر..
فأنا منذ رجوعي من زيارة إمام الشهداء(ع) و قلبي متعلق و يهفو الى الرجوع...
هنيئا لكم يا زوار الحسين بن علي (ع)
فعلا حبيبي علي ...
القلب يهفو ويشتاق إلى تلك البقعة الطاهرة
وسماحة السيد بمحاضرته زاد من هذا الشوق ..
رزقنا الله زيارته جميعا في الدنيا وشفاعته في الآخرة
زاد شوقي وحنيني .. حينما جدتي قالت .. رأينا أهلنا في التلفاز .. وسمعنا صوت الملا حسين في الموكب الحسيني .. داخل الصحن الشريف ..
حبيبي منتظر .. لقد أوصلت ثناءك الى القائمين على موقع 14moons .. نسأل الله التوفيق لهم ولنا جميعا لزيارة المولى أبي عبدالله الحسين (ع)
كنت أتابع مواكب كربلاء ليلة الأربعين وكنت أنتظر أن أرى موكب أحباءنا، انتظرت طويلا ولما اطفأت التلفاز متوجها إلى غرفة النوم ظهر الموكب :(
نعم عزيزي الغالي منتظر .. فقد توفقت لمشاهدة موكب أهالينا عبر قناة الفرات ، يتوسطهم ملا حسين اللواتي وكان يقرأ هذين القصيدتين المشجيتين : " لبيك لبيك أبا عبدالله " و " يا فاطمة يا فاطمة قومي وأندبي " .. والكل يتفاعل معه رجالا ونساء .. هنيئا لهم زيارة الأربعين ..
أقدر مشاعرك يا منتظر التائقة إلى أجواء سورنا الحبيب، فالمغترب مهما جال في بقاع الدنيا يظل حنينه و شوقه إلى الأجواء التي ترعرع فيها و نشأ بين أحضانها.
كم من منزل في الأرض يألفه الفتى
و حنينه أبدا لأول منزل
عزيزي منتظر اولا عظم الله اجرك بأربعينية سيد الشهداء
هيج كلامك مشاعري و زار تعليق علي نور الدين مشاعري هيجانا
حقيقة سورنا الحبيب و ماتمنا و عزائنا نعمة كبيرة ، يبدو اننا لا نعرف قيمتها الحقيقة الا حين نغترب او نكون خارج الوطن في أيام الله ... اذن اليس من واجبنا ان نشكر رواديدنا و نشجعهم و نشكر القائمين على تنظيم العزاء و جميع خدمة الإمام الحسين الذين يهياون لنا هذه الاجواء المباركة ؟
هذا أقل القليل في حقهم عزيزي عبدالله
وفقهم الله لكل خير وبركة وحشرهم مع الحسين (ع) وأهل بيته واصحابه
عزيزي منتظر ..
شعرت بكلماتك أكثر من أي وقت مضى .. فأنا لم أكن أحسن حالا منك .. إسأل أم فاطمة لتخبرك بالأربعين الحزين الذي قضيناه في البيت ..
إن ما نثره العزيز جدا عبدالله حسن .. لهو زبدة الحديث ، فلولا سهر القائمين على إقامة هذه الشعائر لكان الوضع شبيها بما لديكم .
علي اللواتي
اخي العزيز
يبدو اننا تشاركنا شاشه الكمبيوتر بيوم الاربعين لمشاهدة مجلس الزوال,فلقد اصيب علي بالحمى وكذلك صغيرتي فاطمة لذا كان لي ان ارعاهم. احمدالله جدا لتواجد هذه الخدمة بالقبيلة جهد يشكرون عليه من الاعماق.
وفقني المولى تعالى وللمرة الثانية لتلبية نداء ( هل من ناصر...) فشددت رحالي الى ارض اختاره الله حرما له قبل ان يختار مكة حرما له( حسب ما ورد عن الصادق ( ع )) ، وعندما رأيت تلك الجموع والحشود من مختلف الفئات ومن ( كل فج عميق )بعد أن اختفت هذه المشاهد طيلة 35 سنة في العراق حينها تردد صدى صوت العقيلةفي مسامعي حينما صرخت في تحدي رباني رسالي ( ... وليجتهدن أئمة الكفر على محوه وتطميسه فلا يزيده إلى علواً وإرتفاعاً...) ،،،
وللعلم كانت هناك حملة واحده عمانية والآن اصبح عدد الحملات العامنية 5 والسادسة في الطريق. نعم( ... فلا يزيده إلا علوا وارتفاعاً ...)
علي وزينب ..
أبعد الله عنكم السوء والبلاء ..
وجزاكما الله خيرا على نيتكما ومن الأكيد أنكم شاركتكم المعزين في الأجر والثواب فمن أحب عمل قوم أشرك معهم
وأسأل الله أن يعيد عليكم هذه المناسبات وانتم في صحة وسلامة.
هنئيا لكم يا أبا زهراء هذا التوفيق الإلهي الذي جعلكم تجاورون الأجساد الطاهرة. وحمدا لله على سلامتكم وتقبل الله أعمالكم
أي والله كما قالت عقيلة الطالبيين لطاغية عصرها: فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا.
نسأل الله أن يوفقنا جميعا لمثل هذه الزيارات وأن يكثر حملاتنا العمانية إحياء لهذه الشعيرة المقدسة.
أخي حسين علي ...
عذرا فاتني التعقيب على ردك
فعلا فمهما ابتعدنا ستظل قلوبنا تحن وتهفو إلى الفعاليات التي تقام لدينا.
حقيقة إنها نعمة آلهية. نشكر كل من يساهم بإحيائها
شكرا لمرورك
أعظم الله اجورنا وأجوركم جميعا و تقبل أعمالكم وطاعاتكم و غفر ذنوبكم ان شاء الله
عزيزي الغالي منتظر..
أعانك الله على هذه الغرية !!
منذ الصغر و نحن نعيش هذه الأجواء الحسينية التي لا نستطيع ان نفارقها لحظة واحدة في أيام محرم وصفر، حتى أنني أقول دائما إني لا أحب السفر إلى بلد ثان في هذه الأيام ، عدا كربلاء.
رزقناالله زيارته وفي الآخرة شفاعته.
نتمنى رؤيتك في القريب العاجل ان شاء الله..
إرسال تعليق