الاثنين، يناير 12، 2009

أخبار عاجلة

دخل البيت ولا زال أثر البكاء على مصيبة الإمام الحسين (ع) بادي على محياه. ألقى بجسده المنهك على الأريكة التي تتصدر ردهة البيت وشرب كأسا من الماء مرددا "السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين". أدار التلفاز وتلفت باحثا عن جهاز التحكم بالقنوات الفضائية الذي وجده ملقى بجنب الأريكة. أخذ ينتقل من قناة إلى أخرى وقلبه يعتصر من الألم على ما يجري ويحدث في غزة وفلسطين. يرى خبرا عاجلا في إحدى القنوات مفاده أن الأمم المتحدة أصدرت قرارا ملزما بوقف إطلاق النار من الجانبين وإيقاف تهريب السلاح إلى غزة فيهلل العرب بإنه إنجاز تاريخي غير مسبوق للأمم المتحدة باصدارها قرارا "ملزما" في حق الكيان الصهيوني. يتنهد في ألم وهو يحدث نفسه بأن قرار الأمم المتحدة هذا سيكون ملزما للجانب الفلسطيني بإيقاف تهريب السلاح ومنع إطلاق الصواريخ "الإرهابية" على المساكين من سكان كيان الغاصب أما الجانب الإسرائيلي فلن يستطيع أحد إلزامه بشيء وهو الذي تعود على إدانة وعدم تنفيذ كل قرار يصدر عن مجلس الأمن يعاتب فيه الكيان فضلا عن قرار يدينه ويلزمه بشيء. ما هي إلا لحظات ويتلاشى هذا الإنجاز فالخبر العاجل الجديد الذي رآه في القناة الثانية يقول: أولمرت يرفض قرار الأمم المتحدة بحجة أن إسرائيل لا تحتاج إلى قرار من جهة خارجية لتمارس حقها في الدفاع عن مواطنيها. لم يعد يفهم سبب صمت الحكومات العربية و الإسلامية عن هذه المجازر وعن هذا التعالي والتغطرس واللامبالاة في معاملة الصهاينة كل من يعترض طريقهم. انتقل إلى قناة أخرى والحسرة تأكل قلبه ناعيا حكام العروبة فهذا رئيس فنزويلا تشافيز طرد السفير الإسرائيلي من أراضيه تضامنا مع غزة وأهلها أطرق برأسه وهو يقول في انكسار : وأما بعض دولنا لا تزال ترفرف أعلام العدو المحتل في أراضيها، ما أعجب هذا الزمن الذي أصبحنا نتخلى فيه عن كرامتنا وعزتنا فيأتي من خارج الحدود من يأخذ بيدنا ويعلمنا معنى الكرامة والعزة ونحن أصحابها الحقيقيون. في الأثناء وصلته رسالة على هاتفه الجوال لم يصدق الخبر الذي وصله فانتقل إلى القناة التي تذيع الخبر ليشاهد الانتكاسة الحقيقية فهذه وزارة الدفاع الأمريكية تطرح مناقصات لتوريد الأسلحة إلى إسرائيل والمبكي أنها تدعي أن هذه الشحنة لا علاقة لها بما يحدث في غزة في وقت تتعالى الصيحات و الدعوات فيه للمجاهدين من أبناء فلسطين بإيقاف صواريخهم النووية التي هي سبب ما يحصل على حد زعم الأعداء ومن والاهم من بعض القنوات. لم يعد يتحمل أخذ الهاتف وحاول إجراء مكالمة مع إحدى القنوات في برنامج مباشر يستطلع فيه رأي الجماهير ولما حصل على فرصته أفرغ ما في قلبه من لوعة وألم قائلا: إلى متى ستظل الحكومات تسكت على ما يجري في فلسطين والأمور واضحة كالشمس في رابعة النهار، هذه أمريكا تمد إسرائيل بالسلاح جهارا وهناك من يطالب حماس بوقف الصواريخ. إلى متى هذا الذل والهوان؟ قد قتلوا الصغار والنساء والكبار ، دمروا البيوت والمدارس بل حتى المساجد. أطالب الدول التي لها علاقات مع إسرائيل بقطع هذه العلاقات التي لا تشرف أي عربي ومسلم غيور وفك الحصار المفروض على شعب فلسطين المظلوم وأناشد إخوتي المسلمين في كل مكان ومن على هذا المنبر أن يفعلوا مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وجميع منتجات الشركات الداعمة لهذا الكيان الغاصب واسأل الله النصر للإسلام والمسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أقفل الخط وتوجه ناحية القبلة رافعا يديه متضرعا وهو يقول بعينين دامعتين: اللهم انصر المجاهدين أينما كانوا لاسيما في فلسطين، اللهم انصرهم على أعدائك الصهاينة الله فرج عنهم كربهم وظلامتهم. يا إلهي ومولاي عجل فرج وليك مهدي هذه الأمة لتقضي به على كل الظالمين والمفسدين فتعيد لنا عزا ضائعا وكرامة منسية وتعلي بذلك راية الإسلام والمسلمين بحق محمد وآله الطاهرين آلهي آمين.

ليست هناك تعليقات: