إن العملية الانتخابية التي نعيشها اليوم لمنصب شيخ القبيلة لهي عملية وتجربة جديدة جاءتنا على حين غرة من دون أن يصاحبها استعداد مسبق. فمنذ اعلان الشيخ استقالته بدأ الحراك في ساحتنا الشبابية ليكون حراكا قويا ، اجتماعات هنا ولقاءات هناك ، هواتفنا لا تكف عن الصياح فتارة نغمة اتصال ورنة رسالة تارة أخرى وكلها تدور حول موضوع انتخاب الشيخ الجديد. ما أود قوله في هذا الشأن إن هذه التجربة ورغم تضخيم البعض لها واعتقاد البعض الآخر بعدم أهميتها وأن منصب الشيخ لا يعدو كونه منسقا للقبيلة أمام الجهات الحكومية وبغض النظر عن نتائج هذه العملية إلا أني أجدها تجربة ممتعة و إيجابية جدا من حيث:
1. احاسسنا وللمرة الأولى أن أصواتنا لها قيمة في تحديد الشيخ القادم .. الأمر الذي يبني على ما سبق تأسيسه من تحديد ممثل واحد لنا للتصويت له في انتخابات مجلس الشورى ويعزز من ثقافة الديموقراطية لدى أفراد القبيلة.
2. أن تعدد اللقاءات مع مختلف الشرائح العمرية قوى علاقتنا بهم و أذاب حواجز التواصل معهم.
3. أنه كان لاحتكاكنا مع الفئات العمرية الأكبر سنا دور في توسيع مداركنا وآفاق تفكيرنا.
4. رؤيتنا لمجتمع حي متفاعل يعمل من أجل هم واحد وهدف مشترك هو اختيار الشخص الأمثل لقيادة و خدمة المجتمع.
5. أن هذه التجربة قضت وبشكل سريع على النقاشات الفكرية والدينية التي كانت حديث الموائد والمقاهي والتي أغلبها ينتهي من دون نتيجة وأصبح الحديث الآن عن المشيخة القادمة وماهي تطلعاتنا منها ..وما هي همومنا وقضايانا التي نتطلع لحلها وتطويرها.
6. أنها علمتنا تقوى الله عند الحديث ونقل المعلومات فكان واضحا إن هناك نوع من التأكد من المعلومات قبل تبنيها أو نشرها.
7. أن الغالبية باتت تركز على ضرورة اختيار الشخص الكفؤ المناسب بغض النظر عن صلة القرابة التي تربطه بالمرشح أو الصداقة التي تجمعه به وهذا ما سينسحب كذلك على استحقاق انتخاب ممثل ولاية مطرح للدورة القادمة لمجلس الشورى.
وقد تكون هناك فوائد أخرى لست مدركا لها الآن ربما سنرى أثرها مع الأيام.
أما نظرتي لشيخ القبيلة فلقد جعلت نصب عيني عندما سأختار مرشحي أن يكون قائدا للقبيلة وليس شيخا لها فقط. فلفظة الشيخ قد ترافقها بعض المفردات من قبيل الكبير في السن أو الوجيه عند القوم أو غيرها ما يجعل البعض أسرى لهذه المفردات. لذا أقول أريد قائدا حقيقيا ، أريد قائدا معطاءا يحفزني على البذل والعطاء ،أريد قائدا ذا نظرة ثاقبة يرسم أهدافا وخططا لتطوير المجتمع ، أريد قائدا حيويا متفاعلا يحرك المجتمع من أجل تحقيق هذه الأهداف ، أريد قائدا يعيش هموم أفراد المجتمع ويشاركهم آلامهم ، أريد قائدا يفتح لي آفاق التطوير و الإبداع ، أريد قائدا حكيما يزن الأمور بوعي وإدراك ، أريد قائدا بعمله أمنحه ثقتي المطلقة ، أريد قائدا يأخذ بيدي إن أنا ضعفت ، ويحتويني ويرشدني إن أنا تجاوزت أو بعدت. أريد قائدا يستمع إلى جمهوره ويتقبل نقدهم وملاحظاتهم. أريد قائدا حقيقيا وليس مجرد مسؤول عن شؤون القبيلة.
.
. أما مهام شيخ القبيلة فأذكر بعضا مما فكرت به بشكل عام:
1. صياغة أهداف واضحة نرجو كقبيلة تحقيقها على المديين القصير والطويل والسعي مع مختلف اللجان لتحقيق هذه الأهداف.
2. التواصل مع مختلف الفعاليات لدى إخوتنا العجم والبحارنة من جهة ومع بقية القبائل من جهة أخرى.
3. العمل بالتنسيق مع المشيخة الدينية على تهيئة علماء دين من أبناء المجتمع.
4. كتابة تقارير سنوية يتم فيها استعراض أحداث ومجريات العام السابق.
5. لكي يستطيع القائد خدمة مجتمعه بالشكل الأمثل عليه العمل على إنشاء وتفعيل قاعدة بيانات كبيرة خاصة بالقبيلة تحوي الكثير من البيانات الشخصية لأفراد القبيلة كالاسم وأرقام الهواتف ومكان العمل والتخصص. ومن ثم القيام بعمل العديد من الإحصاءات الدقيقة لما لها من أهمية في تحديد الأولويات وأنواع البرامج أو الأنشطة التي يحتاج إليها المجتمع.
. نسأل الله أن يجمعنا دائما على الخير والود وأن لا يفرق شملنا أبدا ، وأن يوفق الجميع لخدمة مجتمعنا الحبيب وعماننا الغالية. ودمتم في رعاية الله وحفظه