بقضاء من الله وقدره الذي لا مفر منه تعرضت بلادنا للإعصار الثاني في خلال أربع سنوات . رحل الاعصار وخلف الكثير من الجراحات والمشاهد المؤلمة. بعض النقولات والتعليقات أسطرها هنا.
(1)
كلنا سمعنا ببعض القصص المؤلمة .. فلا ننسى ضابط الشرطة المقدام الذي جرفته السيول جراء محاولة انقاذ ، وكذلك الفاجعة الأخرى حيث حاول أخ انقاذ أخيه الذي كان عالقا وسط المياه .. فأخذه التيار إلى رحمة ربه ونجا أخوه لاحقا .. لا أدري حالة أهله الذين اختلطت عليهم الأحزان والأفراح. و أسرة غرق بيتهم فلجؤوا إلى سطح المنزل وكانوا على شفا حفرة من الرحيل إلى أن أنقذتهم مروحيات الانقاذ فكتبت لهم حياة جديدة.
.
(2)
جرح قريات جرح عميق جدا .. فما خلفه "فيت" من دمار لايقل -حسب المعلومات المتوفرة- عن الدمار الذي خلفه "جونو" وقد تم الاعلان 200 منزل غمرته المياه في قريات. والمنتديات تتحدث بشكل مأساوي عن القرى التابعة لقريات مثل حيل الغاف ودغمر والحاجر. لا ننس أن هناك الكثير من الأسر الذين تهدمت منازلهم بعد اعصار جونو فأعطوا كرافانات مؤقتة للسكن إلى أن تحل مشكلتهم ،ولكن أتى "فيت" وأخذ معه حتى هذه الكرافانات وجعلتهم يلوذون بالجبال.
.(3)
كلنا طالعنا الصور التي بثها التلفاز لولاية صور وجزيرة مصيرة ، مساحات شاسعة مغمورة بالمياه والتي أغرقت المنازل ذات الطابق الواحد في صور وكثير من الممتلكات المتضررة و السفن المهشمة في جزيرة مصيرة وكذلك نيابة الأشخرة وقد تحدث أحد الصحفيين عن تهدم الكثير من البيوت المبنية من الطين !!.
.(4)
تأثرت مدن جعلان بني بو علي وجعلان بني بو حسن والكامل والوافي بهذا الاعصار تأثرا شديدا فالصحف تحكي عن تهدم "البنية التحتية" في الكامل والوافي و ودمار واسع في الممتلكات و وعدد كبير جدا من أشجار النخيل المتناثرة على الأرض والتي اقتلعها الاعصار من جذورها أبكت بذلك كبار السن من المزارعين الشيوخ "الذين رافقوها طوال حياتها وسقوها بماء أعينهم قبل أن يرووها بمياه الأرض" (وردت هذه العبارة في تقرير بإحدى الصحف المحلية) . بينما المنتديات تزخر بأحداث مأساوية عديدة تعرضت لها هذه المدن.
.(5)
مأساة طريق العامرات تتكرر كلما أمطرت السماء . تهدم طريق وادي عدي -العامرات (مجددا) الذي يمثل الشريان الوحيد لأهالي هذه الولاية الذي يربطهم بقلب العاصمة وبالتالي صعبت من مهمة وصول المساعدات إليها.
.(6)
غرقت منطقة القرم التجارية مرة أخرى جراء الأودية التي سالت بشدة ، وغمر الماء الشوارع فأصبح لا يعرف أين الرصيف، وتهدمت بعض الشوارع في مناطق المعبيلة والحيل. محافظة مسقط لم تتعرض للاعصار مباشرة بل بالسحب المصاحبة للاعصار وحدث ما حدث مرة أخرى.
.
(7)
"جونو" و "فيت" تجربتين مريرتين جدا ، الأولى تأثرت بها العاصمة على وجه الخصوص والثانية تأثرت بها المنطقة الشرقية أكثر من غيرها. هاتان التجربتان تقولان لنا أن بلادنا أصبحت معرضة لغيرها من الأنواء المناخية فعلى الجهات المعنية في الدولة الاستفادة منها في سرعة استكمال بناء السدود والجسور وكذلك انشاء عدد آخر كثير منها بمواصفات عالية الجودة وكذلك مراجعة شبكات تصريف المياه وتطويرها والتكثير منها لتحمي المنازل وتحفظ الأرواح . ونتمنى كذلك أن يتم تعويض المتضررين في أسرع وقت خصوصا من فقدوا منازلهم فمعاناتهم شديدة.
.(8)
نسأل الله تعالى أن يجنب بلادنا الحبيبة العواصف والأعاصير .. ونسأله أن يحفظ أهلنا وإخواننا في كل عمان الحبيبة وأن يتغمد ضحايا الاعصار بواسع رحمته.
هناك تعليقان (2):
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل شر ومكروه
الحمدلله الذي ستر علينا وكانت خسارة الارواح اقل من المرة الماضية
نسأل الله العافية والأمن والآمان
إرسال تعليق