الاثنين، يوليو 27، 2009

مشهد و مشاهد (2/3)

(4)
بعد الفراغ من صلاة الفجر توجهنا إلى الحرم قاصدين وداع الإمام الرضا (ع) ، وعندما دخلنا الصحن رأينا بضعة آلاف تجمعوا لقراءة دعاء الندبة. كان منظرا مهيبا في صباح يوم الجمعة والدعاء يتلى بأسلوب حزين جميل فجلسنا معهم نتزود من هذه الروحانية التي كانت تغمر المكان وكنت أقول لزوجتي يا ليتني كنت أفهم اللغة الفارسية حتى أفهم ما يقوله القارئ عندما يخرج عن نص الدعاء فالكل يبكي لما يسمع. سؤال راودني ونحن نستمع إلى دعاء الندبة: أين نحن من مثل هذه التجمعات التي تحيي صباح يوم الجمعة بالدعاء وندبة قائم آل بيت محمد (عج) ؟!

.
(5)
دائما ما نركب التاكسي قاصدين الذهاب للتسوق ولا نتكلم مع السائق إلا ما ندر مكتفين بتوجيهه للمكان وسؤاله عن تسعيرته. اكتشفت هذه السنة طريقة طريفة للتحدث مع سائق التاكسي، كنت أبادر سائق التاكسي بهذا السؤال: أحمدي نجاد خوب ؟ يو موسوي خوب ؟ وأنتظر عندها محاضرة سياسية من عنده :). أحدهم قال لي : موسوي يقول أمريكا وإنجليز خوب ، أحمدي نجاد يقول أمريكا وإنجليز خوب نيست. وعلى هذا الأساس صوت هذا الرجل لنجاد. قال لي آخر بعد أن سألته عمن انتخبه فأجاب موسوي ، فقلت له لماذا ، فأجاب بما معناه أن أسعار البنزين غالية وموسوي كان ليخفضها وتحدث في بعض الأمور الأخرى لم أفهمها غير أنها كانت في سياق اقتصاد البلد كما استطعت أن التقط من بعض الكلمات القليلة التي افهمها. وآخر سألته ففتح فمه ولم يستطع إغلاقه إلى أن وصلنا إلى مقصدنا وأنا لم أفهم منه شيئا :).


.
(6)
كنت أتجول في محلات سوق "الغدير" أحاول شراء بعض الكتب التي تم توصيتي عليها وكذا مطالعة الإصدارات الحديثة. وبينما أنا كذلك إذا بي أشهد حوارا بين صاحب مكتبة وبين إمرأة عربية متقدمة في العمر يبدو عليها أنها من أصحاب المآتم والحسينيات، والحوار كالأتي:
المرأة: هل عندكم مسلسل النبي يوسف (ع) بالعربية ؟
الرجل: نعم لكنه ليس كاملا ، لدينا الآن ثلاثون حلقة والباقي بعد شهرين.
المرأة: لماذا . الرجل: ماذا أفعل لا توجد هذه الحلقات الآن.
المرأة: حسنا هل يوجد لديكم مسلسل "نور" ؟ :)
الرجل (وعلامات التعجب بادية على وجهه): ما هذا .. لا أعرف.
المرأة(وهي مستغربة من جوابه) ألا تعرف مسلسل نور ؟ المسلسل الذي يحكي قصة حياة نور ؟
تمالكت نفسي من الضحك وفي الوقت نفسه أشفقت على هذا الرجل المسكين و هو يهز رأسه نفيا متأسفا: لا، لا يوجد لدينا هذا المسلسل.


.


وللحديث بقية

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

ما أجمل دعاء الندبة .. صباح الجمعة ..
في الحرم الرضوي الشريف ..
حتى وإن لم تفهم ما يقال ..
صوت القارئ الشجي .. يطير بك إلى عالمهم ..

.
.

كنت تستانس ها ..
كأنك مشغل راديو :) ..
.
.

نور!!!!
وفي إيران؟!!!!!
صج .. دنيا عجايب ..


منتظر ..

تقبل الله أعمالكم ..

وعسى أن يجمعنا الله ..
بجوار العتبات المقدسة ..

منتظر حسن محسن اللواتي يقول...

أخي /أختي غير معرف :)
أشكر هذا المرور

وأؤمن على دعائكم بأن يجمعنا الله بجوار العتبات المقدسة.

اتمنى عليكم المرة القادمة أن تعرفوني بشخصكم :)

علي الفريد يقول...

الحمد الله انك قدرت تروح الى هذي الامكان

جو روحاني لم تجده في اي مكان اخر


نسالكم الدعاء

اخوك علي