الخميس، يوليو 23، 2009

مشهد ومشاهد (1/3)

بعد أربعة سنوات من الفراق والبعد وبعد التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء أحمده تعالى أن استجاب دعوتي ودعوة الإخوة المؤمنين ووفقني للتوجه إلى أرض مشهد المقدسة لزيارة مولانا الإمام علي موسى الرضا (ع) حيث قضيت أسبوعا واحدا هناك حيث تلفني نسمات دافئة من عبير الولاية ومستنشقا من رياحين الحب والعشق الرضوي. أسأل الله تعالى أن يوفقكم جميعا أحبتي الكرام إلى مثل هذه الزيارات في الدنيا و أن لا يحرمنا من شفاعتهم يوم الحساب.
أحببت في هذه التدوينة (على ثلاثة أجزاء) أن أنقل لكم مشاهد بسيطة مما عشته ورأيته في مدينة مشهد بعضها لا يخلو من طرافة.

(1)
في صبيحة أحد الأيام وبعد أن فرغت من قراءة زيارة الإمام (ع) قررت أن أتجول قليلا في الحرم الشريف. قادتني قدماي إلى "دار القرآن الكريم" التي يقابلها من الداخل الدرجات التي تأخذك إلى السرداب. دخلت تلك الدار وكانت ممتلئة عن آخرها رجالا ونساء ، والكل يستمع إلى الشخص الذي يعتلي المنصة وهو يتوشح بتواشيح تتعلق بأهل البيت (ع). ما دفعني إلى الجلوس والاستماع رغم عدم فهمي للفارسية هو طريقة القارئ الخاشعة والحزينة في قراءة التواشيح مما جعل الحضور يضجون بأجمعهم بالبكاء الشديد الذي أنسحب علي خصوصا عند ذكره لاسم الإمام الرضا (ع). يبدو أني كنت قد التحقت بهم في الجزء الأخير فبعد عشرة دقائق تقريبا انفض المجلس وأيادي الحضور ممدودة إلى الرب الرحيم تلهج بالدعاء والدموع تغسل وجوههم.
.
(2)
صلينا الفجر في الفندق بعدها خرجنا قاصدين الحرم. دخلت الحضرة الشريفة ولكني لم أقم بقراءة الزيارة أول الأمر كما عودت نفسي ، أحسست أن شيئا ما يدفعني إلى أن أتوجه ناحية الضريح مؤجلا قراءة الزيارة إلى وقت آخر. وفعلا مشيت ناحية الضريح وأنا على أعتاب باب الروضة وإذا بخدمة الحرم يحاولون إغلاق الباب فقد أتى وقت تنظيف تلك البقعة الشريفة. تسابق الجميع للفوز بالدخول متدافعين فغرقت في موجتهم لأجد نفسي على شاطئ شباك الضريح المقدس. وبدأ من في الداخل بالخروج شيئا فشيئا ولكنها فرصة لا تعوض فبقيت قليلا ملتصقا بالضريح أتزود من صاحبه والثم شباكه محلقا بروحي في عالم آخر لا يمت لعالم الدنيا بصلة بعدها خرجت الروضة. في ذلك اليوم تم إغلاق الروضة لمدة ثلاث ساعات والتقيت بعدها مع بعض أفراد حملتنا الذين كسا الحزن وجوههم لأنهم وصلوا والروضة مغلقة.
.
(3)
كانت ليلة الجمعة ، توجهنا لأداء صلاتي المغرب والعشاء في الحرم الرضوي ، كان صحن "جامع رضوي" ممتلئا عن آخره فالرئيس أحمدي نجاد كان يعتلي منصة يخاطب فيها هذه الجموع الغفيرة. كان منظرا رائعا ونحن نمشي بينهم والهتافات المعادية لأمريكا وإسرائيل تعلو بينهم والأعلام الإيرانية ترفرف بشموخ. رغم هذا الحشد الكبير لم يغب التنظيم عنهم فمن أراد اجتياز صحن "جامع رضوي" إلى صحون أخرى فالطريق سالكة ومعبدة لهم وقد قصدنا دخول صحن "الغدير" حيث يقرأ دعاء كميل مباشرة بعد صلاة العشاء وبالأسلوب العربي. ولم نكن نود الانتظار للاستماع إلى الأسلوب الفارسي لارتباطنا ببرنامج آخر مع الحملة.
وللحديث بقية

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

أخي الغالي ..

حال رؤيتي لصورة القبة الذهبية انتابني شعور بالقشعريرة في داخلي ..
شعرت بنوع من الحزن في داخلي لاني لم استطع الوصول معكم الى تلك البقعة حيث ان قلبي متلهف جدا للسلطان (ع) ..


وصفك للاحداث التي مرت معك في تلك الايام زاد من القشعريرة في بدني واحسست بالبرد الشديد في داخلي
وددت لو أني كنت معك .. هناك .. في تلك الصحون المباركة .. وفي البقعة الشريفة ..

طريقة وصولك للضريح .. وبقاؤك هناك لفترة ..
هذا هو تفسير الناس عندما يهتفون (الإمام يناديك)
فكم منا حظا بهذا الشرف العالي؟
وكم منا وصل الى تلك البقعة المقدمسة؟
فهنيئا لك يا أخي فقد ناداك الإمام بحق :)

عشت معك هذا المنظر الذي اشتقت إليه كثيرا
تذكرت وقت دخولي في زحمة الناس
والتدافع يأتيني من كل جانب .. فيلهج لساني بالصلاة على محمد وآل محمد لتسهيل الوصول الى الضريح
فكما تعلم الوصول الى الضريح عند النساء من أشق الأمور في حرم الامام الرضا (ع)


أخي الغالي ..
أسال الله أن يتقبل أعمالك ويثقل بها ميزان حسناتك ويرزقك شفاعة الإمام الرضا (ع)

وأن يرزقنا زيارة الإمام (ع) في القريب العاجل

جزاك الله خيرا

أختك : مكارم

Unknown يقول...

لمشهد الرضا نفحاتها الخاصة ..
تجذبك نحوها بسهولة ..
فهنيئا لكم أخي العزيز زيارتكم ..

(1) ..
لحظات تعلقنا بالرحمن ..
من أجمل اللحظات وانت ترى من حولك يضجون بالبكاء ..
فيجذب البكاء نحوهم ..
(2) ..
روضته الشريفة ..
وضريحه المقدس ..
يشعرانك براحة عجيبة ..
فتدعو للناس ..
وتدعو ليستجاب دعاؤك بحق ضامن الجنان !
(3) ..
أجمل ما في يوم الخميس في مشهد الرضا ..
دعاء كميل في الصحن الرضوى ..
فإنك وإن لا تفهم اللغة الفارسية ..
إلا أن فواصلهم الحسينية في الدعاء ..
تجعلك تضج بالبكاء ..


لكم اشتقت لذاك المنظر ..
لأرى الناس متاهفتين للوصول إلى ضريحه المقدس بكل شوق وحنين إليه ..

((إضمن لنا الجنة يا ضامن الجنان ))..

أختك

غير معرف يقول...

هنيئا لك

الحمد لله الذي رزقني ما رزقك ، إلا الوصول إلى الضريح ، فحملت ابني علي ليمسك بشباك الضريح .

أخوك / طه

منتظر حسن محسن اللواتي يقول...

أخواتي العزيزات

أشكركم على مروركم الجميل .. فعلا لهذا الإمام الغريب مكانة خاصة ومميزة في قلوبنا ولا عجب أن يطفو بنا الشوق كلما فارقناه.
أسأل الله تعالى أن يوفقكم لزيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة


سيدنا العزيز..
المهم أن النفحات القدسية للإمام قد شملتك حتى إن لم تصل إلى الضريح .. وجودك هناك هي نعمة آلهية كبيرة
ففيوضات الرب الرحيم تنصب هناك صبا، نسال الله أن يغسل أدران قلوبنا بها.
شكرا لمرورك