الأربعاء، مايو 13، 2009

رفقا بهم

نشرت مقالتي هذه في جريدة الوطن العمانية بتاريخ 13/12/2004م

ما أحلاها من لحظات وانت تجلس خلف مقود السيارة متدربا، تخطو الخطوة الأولى نحو النجاح، يأمرك المدرب بالإنعطاف يمينا فتنعطف شمالا، يأمرك بالوقوف في محطة الوقود ليشتري زجاجة ماء، فتقف بحسن نية وإذا بك تفاجأ بإشارة (ممنوع الوقوف)، فيزجرك المعلم. كم مرة إنطفأ محرك السيارة وتعطلت بذلك حركة المرور فلا تجد بدا من تكرار تأسفك الشديد. كم مرة سنحت لك فرصة عبور الدوار ولكن لأنك متدرب ولأنك متوتر لا تستطيع اجتيازه، فينهمر العرق وكأنه المطر وتصم أذنك أصوات المزامير من خلفك وبعد صعوبة بالغة وبشق الأنفس استطعت اجتياز الدوار. ألا تتذكر تلك الأحايين كنت تقف فيها على العقبة وكانت السيارة تعود بك إلى الأسفل وعندما تصعد وتنجح تشعر بأنك الخبير. وبعد جهد جهيد وتعب شديد، تجيء ساعة التتويج لتتسلم الكأس الغالية، لتتسلم (الليسن). وبعد هذا التتويج ما بالك نسيت الماضي وكأنه لم يكن. إذا اعترضت طريقك سيارة التعليم تندب حظك وتبدأ في التفوه بكلمات تدل على النحس أو ما شاكل. وبعدها تبدأ يدك بضرب المقود وتصرخ: تحرك...تحرك. وتطربه بصوت بوق السيارة فيرقص المسكين ارتباكا وخوفا، وكأنك لم تكن في يوم من الأيام مثله تعاني ما يعانيه. بالعكس، علينا مراعاتهم وتشجيعهم وإعطاؤهم الفرصة فلا يولد الطفل خبيرا من بطن أمه. أتعتقد بأن تقريعك لهؤلاء المساكين سيزيد من ثقتهم بأنفسهم؟ كلا. بل إن ما قد يحدث يكون على النقيض، فقد يفقدون التركيز ويزداد توترهم وربما يؤول الأمر إلى ما يحمد عقباه. فالرجاء كل الرجاء......رفقا بهم.

هناك 5 تعليقات:

محمد أبو ياسين يقول...

أحسنت أخي على مدونة رفقا بهم

زفعلا هذا يحصل عندنا فسائق السيارة الذي لديه رخصة القيادة عندما يرى أمامه سيارة تعليم السواقة ينزعج منها ويبدا بضرب بوق السيارة- على قولتك-

أشكرك أخي على هذا التنبيه لجميع الأخوة

والله يوفق الجميع

منتظر حسن محسن اللواتي يقول...

وهذا ما لاحظته من الكثيرين الذين يتناسون تلك الايام
أرجو أن لا تكون منهم :)

Unknown يقول...

عدت بي الى الماضي وايام التعليم الصعبة و الخوف من الترايات والشرطي البعبع
نعم احيانا اكون متاخرا فاندب حظي اذا كان امامي متدرب او سيارة اجرة ولكن في الظروف العادية بالفعل يجب ان لا نزعجهم فقد مررنا يوما ما بهذه التجربة و ندرك كم يكون الشخص متوترا ، احيانا اكون متاخرا جدا وارى سيارة "تعلوم" وارى شرطيا جالسا فيها فادع للمتدرب بالنجاح و انسى انني متاخر

منتظر حسن محسن اللواتي يقول...

فعلا إنها مرحلة بها الكثير من الذكريات ...

حسين علي داود يقول...

مقالة جميلة جدا. بالفعل حري بنا أن نتذكر أيامنا و أن نستحضر (أحب لأخيك ما تحب لنفسك).