الأربعاء، أبريل 01، 2009

سمكرة النساء قبل الأفراح (من صحيفة العالم)

صحيفة العالم ، صحيفة أسبوعية تصدر في الإمارات العربية المتحدة وتثرثر في مختلف المجالات وبأساليب يغلب عليها طابع الفكاهة وقد اخترت لكم من ثرثراتها مقالة طريفة بعنوان "سمكرة النساء قبل الأفراح."
.
وإليكم المقالة ورابطها على الشبكة العنكبوتية :) http://www.alalam.ae/?p=8022
.
قبل أيام، وعندما كنت بصدد تأدية الروتين الأسبوعي عند الحلاق الذي يشذب لحيتي لكي أظهر بهيئة مرتبة صبيحة يوم العمل، وصادف أن تعارض ذلك مع مشوار لمجموعة من أفراد العائلة الكريمة الذين كانوا في عجلة من أمرهم، وكنت أنا الناقل الرسمي الوحيد، فتذمروا من الـ٤٥ دقيقة التي سأقضيها عنده، ومن مبلغ الثلاثين درهماً الذي سأدفعه، فعقدت لهم مقارنة بسيطة بين طقوس رجل وامرأة دعي كل منهما لحضور حفل زفاف.بدأت بالمرأة التي تمثل لها هذه المناسبة كابوساً، فالتجهيزات عادة ما تبدأ قبل عدة أشهر من المناسبة، والبحث عن فستان جديد هو أول الدرب، فالأحمر ارتدته في آخر عرس حضرته، والأزرق المزين بالكريستال قد لبسته في العرس الذي قبله، أما الوردي فموضته انتهت. وكذلك العباءة، فقد باتت تنطبق عليها معايير الفستان، وذلك نتيجة للتقارب الذي حصل بين الفساتين وعباءات هذه الأيام، وتستمر هذه العملية إلى ما قبل العرس بأيام لتبدأ طقوس أخرى، فالحنّاء يجب أن تزين اليدين والقدمين، ولا بأس بحمام مغربي.وفي صبيحة يوم العرس يجري استنفار عام يبدأ مع الصباح بصوت مجفف الشعر المزعج. وهنا اللجوء إلى الصالون قد يخفف قليلًا من حدة التوتر داخل المنزل، حيث إن هاجس الظهور بأفضل منظر يفرض على المرأة القيام بعملية سمكرة شاملة، من تلوين الشعر وتصفيفه وتحديد العيون وتكبير الشفاه ووضع خلطة الماكياج.وهناك العديد من التفاصيل الأخرى التي يتوجب على المرأة أخذها بعين الاعتبار، كطقم الذهب والأكسسوارات وزينة الشعر والحذاء والحقيبة ومحتوياتها.أما الرجل فتكفيه زيارة إلى الحلاق صباح يوم العرس أو الليلة التي قبلها، ولن تكلفه تلك الزيارة أكثر من ٥٠ درهماً عند أفضل حلاق، وإن أحب أن يظهر بمظهر جديد فبإمكانه أن يضع قليلاً من "الجل" على باقي الشعيرات المتناثرة على رأسه، ويبحث بين ثيابه الموجودة عن أحدثها. فليس هناك فرق كبير بين الموديلات أو الألوان، فالكل في الدولاب سواسية.وإن أحب الرجل أن يشعر بنشوة لبس الجديد، فتكفيه مكالمة سريعة للخياط ليفصل له ثوباً جديداً من درجات اللون الأبيض، والقياس والموديل معلومان، والاستلام يكون في اليوم التالي، ومع قليل من دهن العود تكون الأمور كلها بالتمام، مع طقوس لا تستغرق أكثر من ساعة واحدة.لقد استلمت ٤ كنادير فصلتها حديثاً، بعد أن تحول أغلب ما أملكه من ثياب إلى مجموعة من الأكياس الكبيرة التي أبدو بداخلها بشكل مضحك، وذلك لما خسرته من وزني. وتكلفة جميع هذه الكنادير لم تتجاوز ٧٠٠ درهم، وهو مبلغ لا يكفي لتفصيل كمّ واحد من فستان، زد على ذلك أن أربعتها ستفي بالغرض من الآن وحتى العيد المقبل.ما زلت أتعجب من قدرة النساء على تذكر تلك الأشياء الدقيقة، فذات مرة سألت امرأة: "هل تتذكر كل واحدة منكن الثوب الذي لبسته صديقتها؟"، فهزت رأسها بالإيجاب، وقالت: "كل امرأة تعرف ما يحتويه دولاب صديقتها، لذلك فالحذر واجب". وكان ردي: "ألا تتعبْن من التدقيق؟". وفكرت في أنني لو سئلت عن عشائي البارحة فقد لا أتذكره، ولذلك حمدت الله أن جعلني رجلاً .
بقلم أسامة الزبيدي - أبوظبي

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

عااااااااااااد إخترت موضوع حلو يعني P:
بس تعرف ما ألومك
لو كنت بنت لو كنت تعرف عن أهمية هذي الأشياء
لكن
مثل ما قلت الحمد لله أن إنت رجل

غير معرف يقول...

مقال جميل حقيقة .. يعرض الواقع الذي نعيشه .. والمزعج جداً في الموضوع أنك وإن كنت من الذين لا يهتمون بهذه المظاهر لهذه الدرجة .. فأنت "مجبر" للتدقيق فيها ، لأن المظاهر وال"كشخة" من أهم مقاييس التفاضل بين نساء مجتمعنا !-للأسف- ..

والله المستعان
اختيار موفق للمقال .. شكراً على النقل