الأحد، سبتمبر 03، 2006

عام على الدموع


رغم الزمان الذي مر ... ورغم رحابة الصدر وسعة النفس ... لا زالت الذكريات تحفر ماضيا أليما ... وتعيد إليك مشاهد مؤلمة ... و مناظر مفجعة ... فتوقفك معها بضع وقفات لتسكب الدمع على ما فات ... فلتستمع إلى آهاته وأحزانه .... و (عام على الدموع)

(1)
في دجى الليل البهيم ...
آهات وأحزان ...
دموع غزيرة ...
كان يتنفس الحزن ..
اقترب منه أكثر ...
إنه يهمس ...
(الذكريات أليمة)

(2)
تصفح الماضي في مخيلته ...
علاقة متينة .. صافية .. نقية ...
ثلاث درر نادرات ...
حلقن في فضائه وسمائه ...
سماء الأخوة والصداقة ...
لكن ...
(الذكريات أليمة)

(3)
بذل وبذل وبذل...
بكل صدق وإخلاص ومحبة ...
سعيد بالقرب ... مسرور بالود..
تخيل الأفضل..
عاش أمنية جميلة ...
تنفسها وتشربها ..
وهي ...
تقترب وتقترب ... وتقترب..
أغمض عينيه في حزن ...
فـ ....
(الذكريات أليمة)

(4)
أمنية وحلم حياته...
ذلك الوسام...
تمنى أن يقلدنه بكل حب وإخاء ...
أين محط الراحلة يا ترى ؟؟
أين مستقرها ومستودعها ؟؟
ذلك هو الحلم ...
و تلك هي الأمنية...
أمنية ما لبثت أن تحولت ...
إلى ...
(ذكريات أليمة)

(5)
أبحر في قارب الألم..
اتجه صوب اللانهاية ..
يجدف .. ويجدف .. ويجدف..
استقر في عرض المحيط ...
محيط الآهات والأحزان..
نظر إلى القمر وجماله...
بدأت اادموع تنهمر ...
كرش المطر..
" لمــــــاذا ؟؟"
كان يصرخ بكل لوعة الدنيا ...
ومن هذه الصرخة ...
بدأ يسرد الحكاية...
حكاية الاغتيالات ...
وبوح ....
(الذكريات أليمة)

(6) الرصاصة الأولى
إنها رصاصة أخطأت طريقها ...
فأصابت ساقي ...
كانت رصاصة ذهبية ..
ابتسمت في ألم ..
لم أستطع أن أنطق بحرف واحد ...
فالمفاجأة أذهلتني وألجمت لساني ..
أين أنت يا سعدي وهنائي ..
نظرت إليه والدموع تملأ مقلتي ...
مبــــارك عليك ...
لقد انتصرت علي ..
فقد كنت أنت هناك حيث الحدث...
أما أنا فقد أقصيت بعيدا .. بعيدا جدا ..
إنه جرح عميق ..
إنه جرح من بذل وهمش ...
إنه جرح من أعطى وأقصي ...
وا حسرتااااه ...

(7) الرصاصة الثانية
وأنا أطبب جراحي ... وأعالج نزفي..
إذا بالجرح يتسع حجمه ويزيد عمقه..
ماذا حدث ؟؟ ....
إنها الرصاصة الثانية ...
لم تكن رصاصة واحدة ... بل رصاصات عدة...
توالت وتتالت ...
فجعلتني مثخنا بالجراح ..
بكيت كثيرا ... كثيرا جدا ...
اقتربت منه .. وقلت له .. هون عليك ...
رفع رأسه ونظر إلي ...
ثم أدار ظهره لي وخلع قميصه...
و...... يا للهول....!!!!
فقال ودموعه في انهمار ...
من أجل هذا أبكي ...وأنهر الدموع ..
فالرصاصات كلها زارتني في ظهري...
لم تستطع مواجهتي .. مواجهة الشجعان ..
مؤامرة ومكيدة دبرت لي ...
كان شوقي واملي كبيران ...
لكن الرحمة لم تتفضل علي برحمتها ...
ولم تنعم علي بهذا الإكرام ...
بل جعلتني أذرف الدموع .
حزنا واسى على مصيبتي...
آآآه ... آآآه
كل رصاصة منها .. كانت تفتت قطعة مني ...
لم أحتمل ... انفجرت ....
أفرغت كل الأسى والحزن الذي ماج في صدري. ..
ولولا المستديرة ... لكانت حالتي أسوأ ...
ويزداد الجرح ألما ... عندما ترى تبرير الرصاصات...
فترى الفاجعة كل الفاجعة ...
والأعظم والأمر...
"لابد وأنك كنت تعلم" ...!!!
لو كنت أعلم لما غافلتني الرصاصات ...
وخرقت ظهري ...
لو كنت أعلم لكنت محلقا في السماء جذلان فرحا ...
......
....
أشفقت لحاله كثيرا ...
فالرصاصات ... خلفت وراءها ...
ثقوبا لا تسد ...
ودموعا لا تجف ...

(8) الرصاصة الثالثة والقاتلة
ويواصل السرد والحكاية ...
بقيت أعيش على بصيص أمل...
فنزف الدم قد أعياني..
والم الجراح قد هدت قواي ...
تمسكت بالأمل الأخير..
وكنت أعتقد بأنه البلسم لجراحي ..
والدواء لمرضي ...
ولكن هيهات .. هيهات ...
فالحياة ...
ارادت أن لا تترك مجالا للفرحة في قلبي ..
بل حكمت علي حكما أبديا ...
بأن أظل أعيش معذبا مشلولا ...
أنتقل من هم إلى هم آخر ..
آآآآه يا قلبي المعذب ...
ما ذنبك ؟؟
ماذا فعلت لتلقى هذا المصير الأسود ...؟؟؟
وتأتي الرصاصة الثالثة ...
وتسدد من مكان قريب جدا ...
لتستقر في عمق قلبي المعذب...
كانت الرصاصة مختلفة عن سابقاتها...
كانت معطرة بروائح زكية ...
ويفوح منها عبير وأريج جميل ..
وكنت أنا في غمرة الإنهاك الفكري والبدني ...
حتى أني لم أستطع أن أتفادى الرصاصة...
فسقطت على الأرض صريعا ....
والدموع تملأ عيني ...
بكيت لأني استغللت ... فقد كنت أبذل بحسن نية ...
ولكن جرى ما لم يكن في الحسبان ...
بكيت .... لأني والغريب تساوت رتبتانا ...
بكيت ...من أجل الرسالة التي أتت وأنا لا أستحق الرسالة ...
بكيت .. لأنه قد خاب الأمل بمن أعتقدتهم هم الأمل ...
ها هي أحلامي تتكسر على صخرة الواقع المرير...
ها هي أمنياتي تتبخر أمام قسوة الحقيقة ..
عدت من أحلامي وأمالي بخفي حنين ...
علمت الآن لماذا يتشاءم البعض من تاريخ معين دون غيره ...
إنه تاريخ يذكرني بالمصائب ...
إنه تاريخ عرفت فيه قدر نفسي عند غيري. ..
إنه تاريخ فيه ...
شيعت جنازتي ...

ليست هناك تعليقات: