"لمشاهدة جميع صور هذه المغامرة الرجاء الضغط على عنوان هذه التدوينة"
ها قد بدأت بالرحلات التي وصفتها في تدوينتي السابقة بأنها من نوع آخر. فقد رتبت وجهزت للمغامرة الأولى بتاريخ 1-10-2010م وهي المشي في جبال مطرح والذي يشار إليه بـ C38 حسب المصادر السياحية. شاركني في هذه المغامرة سبعة آخرون أضافوا طعما ومذاقا جميلا لها . تجمعنا حوالي الساعة السادسة فجرا قرب مواقف حديقة ريام حيث توجد اللوحة الخاصة بهذا المشي وقد لاحظت أن درجة الحرارة كانت في حدود الثلاثين. بدأنا في المشي الساعة 6.20. بداية كان لابد لنا من صعود الجبل عبر طريق ممهد واضح المعالم وكانت بداية صعبة بعض الشي فمسافة الصعود جعلت عضلات أرجلنا تئن للجهد الواضح الذي كانت تبذله في هذا الصعود لكنها كانت ممتازة لتحميتها حتى تواصل المشي بسلاسة وقد أكمل الجميع هذا الصعود باقتدار واضح. بعد هذا الصعود كان لابد لنا من التقاط أنفاسنا فأخذنا استراحة قصيرة لم ننس خلالها أن ننظر إلى الوراء لنشاهد منظرا جميلا من الأعلى لمنطقة حديقة الريام ومطعم الإنشراح سابقا. تابعنا المشي وتقودنا في ذلك العلامات التي وضعها المستكشفون سابقا وهنا لابد من ذكر أن الناس سابقا كان لهم طريقين للانتقال من مسقط إلى مطرح الأول عبر البحر والثاني عبر هذا الممشى الجبلي الذي يصل ريام بمطرح. كان الطريق يأخذنا صعودا حتى وصلنا إلى أعلى ارتفاع وهو 200 متر فوق سطح البحر وهناك استطعنا أن نستمتع بواحدة من أجمل المناظر التي تطل على الطريق البحري "الكورنيش" والميناء ملتقطين بعض الصور التذكارية ثم لم نلبث أن تحركنا سريعا. كنت أظن بأننا سنقف على مناظر أخرى للميناء ولكني كنت مخطئا فلم نصادف مع تقدمنا في المشي مثل هذه المناظر ولذا اقول بأننا لم نعط المكان حقه من الجلوس والتأمل فيه والاستمتاع به. بعدها أصبح الطريق ضيقا يأخذنا نزولا لنختفي وراء الجبال والحذر كان عنواننا -حتى ندفع عن أنفسنا السقوط من الارتفاعات الكبيرة- والدهشة تملأ نفوسنا فلم نكن نتصور يوما ما بأننا سنكون وسط جبال مطرح . كنت أرى في هذا الطريق الضيق جمالا فريدا من نوعه فالجبل علي يميننا والهاوية على يسارنا ولا حواجز تحمينا ورغم ذلك لم نكن نشعر بالخوف أوالرهبة بل كنا نشعر بالنشوة والإثارة. تابعنا النزول لنصل إلى أرض مسطحة واسعة جدا مع بعض الأشجار المتفرقة هنا وهناك. جلسنا قليلا لنستريح وإذا بأحدنا يفاجئنا بأننا نستريح على جدار القرية القديمة المهجورة والتي أخبرت الشباب عنها في بداية المشي وهي موضحة أيضا في الخريطة الموجودة عند بداية الممشى. عندها دب الحماس في بعضنا وأخذ يحاول استكشاف ما بقي من هذه الأطلال. بعدها واصلنا المسير وكان الطريق يأخذنا للمشي عبر مسار ضيق الذي كان واضحا جدا أنه مجرى وادي خصوصا وأن المياه لازلت موجودة ولكنها راكدة. هنا لم تكن العلامات واضحة جدا ولكن كان من الواضح أن هذا هو الطريق الوحيد الذي ينبغي أن نسلكه .. وهنا لابد من القول بأن هذا الطريق يقتضي الحذر والانتباه في التحرك فتارة عليك بصعود بعض الصخور وتارة تحتاج إلى العبور من ضفة إلى أخرى، كما تصادفك في طريقك بعض الصخور الملساء الزلقة. وكانت لبعض الشباب مواقف كادوا أن يسقطوا فيها من ارتفاعات جيدة لتستقبلهم صخور الوادي ولكن و لله الحمد فقد جنبهم الباري السقوط. من الأماكن التي استرعت انتباهنا أثناء المشي وجود مكان واضح لتكون بعض الشلالات وتجمعها في ما يشبه البرك وذلك عند هطول الأمطار وهذا ما قرأت عنه في سبلة عمان حيث أفاد بعض المشاركين بأنهم كانوا يسبحون في هذه البرك المائية بعد هطول الأمطار. ناهيك عن الأماكن الكثيرة التي تصبح عند هطول المطر خضراء وهي واضحة للعين بمجرد رؤيتها.
وبعد مسافة لا بأس بها وصلنا إلى مكان فسيح آثرنا الجلوس فيه لأخذ قسط من الراحة وتناول ما قد جلبه كل واحد منا وكانت هذه أطول وآخر استراحة لنا فبعدها تابعنا المشي إلى أن انتهى بنا المطاف عند سد مطرح والذي لا يعلم بوجوده الكثير ممن هم في جيلنا. التقطنا بعض الصور التذكارية عند جدار السد بوجود بعض النباتات الخضراء وايضا بعض النباتات المتسلقة على الصخور. كان طريق الخروج يتمثل في تسلق الجبل الذي بجانب السد مع بعض الحذر للأحجار المتحركة الكثيرة وما إن تصل إلى القمة حتى تجد نفسك وقد أشرفت على مقبرة و هو نهاية الممشى الجبلي. البعض مشى عبر المقبرة والبعض مشى على محيطها لنصل أخيرا إلى منطقة سكنية وهي حلة الدكة -وهي التي يجري عبرها وادي خلفان- ومن هناك تصل إلى بنك مسقط على الطريق البحري "الكورنيش". كل هذا المشي استغرق منا حوالي الساعتين وهو أقل مما كنت قد توقعته. ونظرا لاتساع الوقت المتبقي اتفقنا على أن نسير إلى قلعة مطرح عبر الطريق البحري "الكورنيش" ونصعد السلالم التي لما يكتمل بناؤها إلى الآن وهكذا أكملنا المسيرة والتقطنا بعض الصور الجميلة للميناء وعدنا أدراجنا لننهي بذلك هذه المغامرة الشيقة والرائعة والتي تستحق التكرار.
ملاحظتان أخيرتان: الأولى أن الكتب والمواقع التي تحدثت عن هذا الممشى أعطته تصنيف (Grade 1) أي أنه الأسهل بين طرق المشي الأخرى وبعد هذه التجربة أستطيع القول أنه هذا الممشى ليس سهلا تماما بل يحتاج إلى بذل مجهود جيد وكذلك ينبغي أخذ الحيطة و الحذر من الصخور الزلقة والأحجار المتحركة حتى يتم تجنب السقوط والإصابات الناتجة عن ذلك. أما الملاحظة الثانية وهي مفيدة ومشجعة أن أغلب طريق المشي –في الصباح الباكر- يكون في الظل حيث تحجب الجبال أشعة الشمس من أن تصل إليكم وهذا مما يسهل كذلك من عملية المشي ويخفف وطأة حرارة الشمس.
وبعد مسافة لا بأس بها وصلنا إلى مكان فسيح آثرنا الجلوس فيه لأخذ قسط من الراحة وتناول ما قد جلبه كل واحد منا وكانت هذه أطول وآخر استراحة لنا فبعدها تابعنا المشي إلى أن انتهى بنا المطاف عند سد مطرح والذي لا يعلم بوجوده الكثير ممن هم في جيلنا. التقطنا بعض الصور التذكارية عند جدار السد بوجود بعض النباتات الخضراء وايضا بعض النباتات المتسلقة على الصخور. كان طريق الخروج يتمثل في تسلق الجبل الذي بجانب السد مع بعض الحذر للأحجار المتحركة الكثيرة وما إن تصل إلى القمة حتى تجد نفسك وقد أشرفت على مقبرة و هو نهاية الممشى الجبلي. البعض مشى عبر المقبرة والبعض مشى على محيطها لنصل أخيرا إلى منطقة سكنية وهي حلة الدكة -وهي التي يجري عبرها وادي خلفان- ومن هناك تصل إلى بنك مسقط على الطريق البحري "الكورنيش". كل هذا المشي استغرق منا حوالي الساعتين وهو أقل مما كنت قد توقعته. ونظرا لاتساع الوقت المتبقي اتفقنا على أن نسير إلى قلعة مطرح عبر الطريق البحري "الكورنيش" ونصعد السلالم التي لما يكتمل بناؤها إلى الآن وهكذا أكملنا المسيرة والتقطنا بعض الصور الجميلة للميناء وعدنا أدراجنا لننهي بذلك هذه المغامرة الشيقة والرائعة والتي تستحق التكرار.
ملاحظتان أخيرتان: الأولى أن الكتب والمواقع التي تحدثت عن هذا الممشى أعطته تصنيف (Grade 1) أي أنه الأسهل بين طرق المشي الأخرى وبعد هذه التجربة أستطيع القول أنه هذا الممشى ليس سهلا تماما بل يحتاج إلى بذل مجهود جيد وكذلك ينبغي أخذ الحيطة و الحذر من الصخور الزلقة والأحجار المتحركة حتى يتم تجنب السقوط والإصابات الناتجة عن ذلك. أما الملاحظة الثانية وهي مفيدة ومشجعة أن أغلب طريق المشي –في الصباح الباكر- يكون في الظل حيث تحجب الجبال أشعة الشمس من أن تصل إليكم وهذا مما يسهل كذلك من عملية المشي ويخفف وطأة حرارة الشمس.