"بسبب المقاومة أصبحنا نعشق الحياة" هكذا أجاب الفنان دريد لحام عندما استضافه تلفزيون المنار في الاحتفال الذي أقامه بمناسبة استهداف قناة المنار من قبل العدو الإسرائيلي ، وكم هو مصيب في كلامه، بتنا نعشق هذه الحياة ونحن نرى كيف أن زمن الهزائم قد ولى وحل محله زمن الانتصارات . بتنا نعشق هذه الحياة لأن المقاومة الشريفة أعادت فيها لنا عزا ضائعا وكرامة مفقودة كنا نظنهما قد انقرضا . وتظل كلمات سيد المقاومة بل سيد الشرفاء في العالم سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله وهو يقول "كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا" تتردد في آذاننا كنشيد عذب يبعث في نفوسنا الطمأنينة والأمان ويغمر أرواحنا بالسكينة. قد صدق الوعد وهو صادق الوعد كما عهده أعداؤه قبل أصدقائه فأهدى وطنه بل أمته بل دينه نصرا عزيزا وأعاد لهم أمجاد المسلمين الأوائل و رد كيد الأعداء من الصهاينة والمنافقين إلى نحورهم.
عاد أبناؤكِ إليكِ يا لبنان ، عادوا لتحضنيهم وتعانقيهم وتقبلي جباههم الطاهرة ، عادوا إليكِ لتزفيهم في عرس بهي واحتفال بهيج إلى أسرهم المجاهدة الصابرة وإلى شعب أبي طال انتظاره لهم. عادوا إليكِ ليقولوا للعالم أجمع بأنكِ عصية على الطغاة ، بأنكِ منيعة على الغزاة ، وبأنكِ حرة مستقلة أبية لا تستطيع جيوش العالم أجمع أن تجعلكِ تركعين وتخنعين.
يا ليتنا كنا معهم يوم أمس ، نتنفس عبير الحرية ، و نتضوع أريج المجد والكرامة. يا ليتنا كنا معهم لنحضن ونعانق المحررين ، فنعانق معها عزا لا ذل بعده ، وكرامة لا هوان بعدها. دموع ذرفناها ونحن نراهم يحتفلون ويزغردون ويغنون وتفصلنا عنهم مئات الأميال التي حرمتنا من مشاركتهم فرحتهم ولكنها لم تمنعنا من الاحتفال في قلوبنا ووجداننا ولم تمنعنا أن ننشر هذه الفرحة في محيطنا وجيراننا ، فهي فرحة كل عربي وكل مسلم وكل حر في هذا العالم أجمع.
كم كان جميلا وصول الأبطال المحررين إلى معبر الناقورة ، وإلباسهم ملابس عسكرية تؤكد على العقيدة الجهادية لهؤلاء الأبطال ، رقصت قلوبنا فرحا وهم يُستقبلون استقبال الأبطال ، وما أحلاها من ساعة وهم يحلقون بالمروحية لتحلق الكرامة والإباء والشرف معهم ، وما أعزها من دقائق و رؤساء لبنان وحشد كبير من كبار الشخصيات السياسية والدينية يستقبلهم على أرض المطار ، وما أعذبها من لحظة وأيادي الأهل تتسابق الى احتضانهم وعناقهم في مشهد مؤثر ، وما أعظم تلك المفاجأة التي تمنيناها والتي أجرت ما تجمع في مُقلنا وسيد المقاومة وقائد الثوار سماحة السيد حسن نصر الله يمر عليهم ويقبلهم ويعانقهم واحدا تلو الآخر ، فهذا نصر الله الكبير الذي تحقق على يدي نصر الله.
شكرا لله تعالى و لك سيدنا العظيم على هذا العز و الشرف الذي صرنا نرفع به رؤوسنا ، وشكرا لله تعالى ولك على هذا الذل والهوان الذي ألحقتموه بأعداء الإسلام وأعداء الحرية فبتنا حقيقة نعشق هذه الحياة التي منحتموها لنا فولى بفضلكم زمن الهزائم و أتى زمن الانتصارات.